خطبة عن ( عند الشدائد تُعرف الإخوان )
ديسمبر 5, 2020خطبة عن ( الإسلام والتغيير للأفضل )
ديسمبر 7, 2020الخطبة الأولى ( وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ) (70) الأنعام
إخوة الإسلام
موعدنا اليوم إن شاء الله مع آية من كتاب الله ، نتدبرها ، ونسبح في بحار معانيها ، ونرتشف من رحيقها المختوم ، مع قوله تعالى : (وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ) (70) الأنعام، ففي التفسير الميسر، أن معنى الآية : واترك -أيها الرسول- هؤلاء المشركين الذين جعلوا دين الإسلام لعبًا ولهوًا؛ مستهزئين بآيات الله تعالى، وغرَّتهم الحياة الدنيا بزينتها، وذكّر بالقرآن هؤلاء المشركين وغيرهم؛ كي لا ترتهن نفس بذنوبها وكفرها بربها، ليس لها غير الله ناصر ينصرها، فينقذها من عذابه، ولا شافع يشفع لها عنده، وإن تَفْتَدِ بأي فداء لا يُقْبَل منها. أولئك الذين ارتُهِنوا بذنوبهم، لهم في النار شراب شديد الحرارة وعذاب موجع؛ بسبب كفرهم بالله تعالى ورسوله محمَّد صلى الله عليه وسلم وبدين الإسلام. ويقول السعدى في تفسيره : المقصود من العباد، أن يخلصوا لله الدين، بأن يعبدوه وحده لا شريك له، ويبذلوا مقدورهم في مرضاته ومحابه، وذلك متضمن لإقبال القلب على الله وتوجهه إليه، وكون سعي العبد نافعا، وجدًّا، لا هزلا، وإخلاصا لوجه الله، لا رياء وسمعة، هذا هو الدين الحقيقي، الذي يقال له دين، فأما من زعم أنه على الحق، وأنه صاحب دين وتقوى، وقد اتخذ دينَه لعبا ولهوا. بأن لَهَا قلبُه عن محبة الله ومعرفته، وأقبل على كل ما يضره، ولَهَا في باطله، ولعب فيه ببدنه، لأن العمل والسعي إذا كان لغير الله، فهو لعب، فهذا أَمَر الله تعالى أن يترك ويحذر، ولا يغتر به، وتنظر حاله، ويحذر من أفعاله، ولا يغتر بتعويقه عما يقرب إلى الله. وهكذا يأمُرُ اللهُ تعالى نبيَّه محمدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأن يُعْرِضَ عنِ الذينَ يَتكلَّمونَ في آياتِ الله بالتَّكذيبِ والاستهزاءِ والباطِلِ، وأن ينصرفَ عن مجالِسِهم حتى يَشْرَعوا في كلامٍ آخَرَ غيرِه، فإنْ أَنساه الشيطانُ النَّهْيَ عن ذلك، فجَلَس معهم ثمَّ تذكَّرَ فلْيَقُمْ عنهم، ولا يَجْلِسْ بعد الذِّكرى مع القَوْمِ الظَّالِمين. ثم بيَّن تعالى أنَّه ليس على المُتَّقينَ- الذين اجتَنبوا الجُلُوسَ مع أولئك الخائِضينَ في آياتِ الله بالباطِلِ- شيءٌ مِن حسابِهم على ما ارْتَكبوا، ولكنْ عليهم تذكيرُ الكافرينَ بالموعظةِ والبيانِ؛ لعلَّهم يتَّقونَ. ثم أمَرَ اللهُ نبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أن يَدَعَ الذين جَعلوا حَظَّهم مِن الدِّينَ اللَّعِبَ واللَّهْو؛ مُستهزئينَ بآياتِ اللهِ، ويُعْرِضَ عنهم، وأَمَرَه أن يذَكِّرَ النَّاسَ بالقرآنِ؛ ليؤمِنوا ويتَّبِعوا الحَقَّ، حتى لا تُحْبَسَ نفسٌ بذُنُوبها وكُفْرِها عمَّا يُنَجِّيها في الدُّنيا والآخرة، وتُسْلَمَ للعذابِ والهلاكِ، ليس لها حينئذٍ أحَدٌ يُنْقِذُها من عذاب الله، ولا شَفيعٌ يَطْلُبُ لها العفْوَ من الله جلَّ وعلا، وحتى إنْ بَذَلَت تلك النَّفْسُ كُلَّ فِداءٍ لِتفتدِيَ به، لا يُقْبَل منها، وهؤلاءِ هم الذين أُسْلِمُوا لعذابِ الله، وحُبِسُوا به؛ بسبَبِ ما ارتكبوه من المعاصي والآثامِ في الدُّنيا، أولئك لهم شرابٌ شديدُ الحرارةِ، وعذابٌ مُوجِعٌ؛ جزاءَ كُفْرِهم في الدُّنيا.
أيها المسلمون
وإن المتأمل والمتدبر لهذه الآية الكريمة : (وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ) (70) الأنعام، يتبين له : أن اتخاذ الدنيا غاية هو من اللعب ، فالدنيا بأكملها بالنسبة للعقلاء ليست غاية، بل هي وسيلة، فمن جعلها غاية كان يلعب ،وكان عمله لعباً، والذي يؤكد هذه الحقيقة ،قوله تعالى :(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ) ( الحديد : 20)، فحينما تكون المتعة هدفاً ،فهذا لعب، وحينما تكون المرأة هدفاً ،فهو لعب، وحينما تكون الثروة هدفاً ،فهو لعب، وحينما تكون الدنيا هدفاً ،فهو لعب، فإن اعتبرت الدنيا محط الرحال، فأنت تلعب ، قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ) (5) فاطر
أيها المسلمون
فها هي الدنيا في كامل زينتها ، وأبهى حلتها ، وأجمل بهجتها ، تعرض نفسها لخاطبيها، ومشتريها ، وحق لها ذلك ، لكثرة الغافلين ،واللاهين ،والعابثين، والخاطبين ،والمشترين ، فكم نشاهد اليوم من تهافت الكثير من الناس على هذه الدنيا الفانية ، وزهدهم في الآخرة الباقية ، وما ذاك إلا لبعدهم عن معرفة الحقيقة ، والبعد عن منهج الله تعالى والخوف منه سبحانه ، تهافتوا وتنافسوا وتصارعوا من أجل الدنيا وبهرجتها ، واشرأبت نفوسهم حب الدنيا والركون إليها ، فتاقت لها قلوبهم ،وهوت إليها أفئدتهم ، فأصبحت محط أنظارهم على اختلاف أجناسهم وطباعهم ، رضوا بالحياة الدنيا من الآخرة ، فكانت الويلات والنقمات هنا وهناك .لقد أصبح الكثير من الناس لا يحب ، ولا يكره ، إلا من أجل الدنيا ، ولا يوالي ولا يعادي ،إلا من أجلها ، أما الله الواحد القهار ،فلا يوالون ولا يعادون فيه أبداً ، وهذا هو الجهل العظيم ، والخطب الجسيم ، نسوا الله فنسيهم ،وأنساهم أنفسهم ، تركوا الآخرة والعمل لها ، وركنوا إلى الدنيا وزخرفها ، فعندما سل علي رضي الله عنه سيفه لقتل عدوه ، بصق ذلك العدو في وجه علي (رضي الله عنه) ،فما كان منه إلا أن أعاد سيفه ، فلما قيل له في ذلك ،قال :(خشيت أن أنتقم لنفسي) ، أما من ركنوا إلى الدنيا وأحبوا أهلها ، وزهدوا في الآخرة وبقائها ، فأولئك محبتهم وعداؤهم وولاؤهم فمن أجل الدنيا ،وأهلها ،ومناصبها ،وما يحصلون عليه من كراس ومراتب ،ودرجات ، فكانت المفاجآت أن حلت عليهم النكبات ،ودارت عليهم الدائرات ، وجعل الله بأسهم بينهم شديداً ،لقد انتكست المفاهيم والفطر عند أولئك الناس فاستحقوا قول الله تعالى : (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا) (44) الفرقان ،وفي سنن الترمذي : أن (أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ : « أَلاَ إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلاَّ ذِكْرَ اللَّهِ وَمَا وَالاَهُ وَعَالِمًا أَوْ مُتَعَلِّمًا » .فهذه هي حقيقة الدنيا ،التي يطلبها ويخطب ودها كثير من الناس ،كما وصفها النبي عليه الصلاة والسلام ، فهي مبغوضة ساقطة ،لا تساوي ،ولا تعدل عند الله جناح بعوضة ، قال تعالى : (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) (20) الحديد، هكذا يحذر المولى جل وعلا عباده من الانجراف في مزالق هذه الحياة الغادرة ، وعدم الإخبات إليها ، أو اتخاذها وطناً وسكناً ،وإنما جعل الله الدنيا فتنة للعباد، ليرى الصابر والشاكر ،والمغتنم لأوقاته لما فيه رضا ربه سبحانه ، ممن عكف عليها ،وأقام وأناب إليها ، فلا يستوي الفريقان عند الله أبداً ،قال تعالى : (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) (7) الشورى ،وقال تعالى : (وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ..) (19) :(22) فاطر ،فالأعمى هو من ضل عن منهج الله تعالى ، وركن إلى الدنيا واطمأن إليها ، فهو وإن كان بصير العين ، فهو أعمى البصيرة ، فهو في هذه الدنيا أعمى ،وفي الآخرة أعمى وأضل سبيلاً ، ولذا قال الله عز وجل : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (46) الحج ، فالأحياء هم المؤمنون ، والأموات هم الكفار ، فالحياة حياة إيمان ، والموت موت كفر ، فمن باع الدنيا واشترى الآخرة فهو البصير المبصر ، وهو العارف تمام المعرفة لم خلق ؟ وهذا حق معلوم ، لا ينكره إلا جاهل أو فاقد عقل ، وقد روى مسلم في صحيحه : (عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِى إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ ». وهذا تحذير من نبي الرحمة والهدى لأمته ،من عدم الركون إلى الدنيا أو الاستئناس بها، وعدم الانخراط في سلك اللاهين المحبين لها ،ولزخرفها وزينتها ، والحذر كل الحذر من الانجراف وراء مغريات الحياة الزائفة
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ولكن ومع كل هذه التحذيرات من رب الأرض والسموات ،ومن نبي الهدى والرحمات ، إلا أننا لا نجد إلا قلوباً ميتة ، وعقولاً مسلوبة ،لشغوف أهلها بحب الدنيا ،وبهرجتها الزائفة الزائلة ، فقد خربوا آخرتهم الباقية ، وعمروا دنياهم الفانية ، وتنافس كثير من الناس من أجل الدنيا، وتقاطعوا ،وتدابروا من أجلها ، فضاعت الحقوق ، وقطعت الأرحام ، فكم من ضعفاء ومساكين ، ضاع حقهم من أجل أن يأكله غني مستكفي ؟ ،وكم من صاحب حق ،ذهب حقه أدراج الرياح ،من أجل محاباة المسؤول لخصمه ؟ ،وكم نرى من خصومات وتعديات ،من أجل الصراع للبقاء على وجه هذه البسيطة ،التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة ؟، لقد أصبحت الدنيا وعمارتها ،والعيش فيها ،وجمع الأموال والكسب الحرام ،هي الشغل الشاغل ،الذي ملأ قلوب الكثير من الناس اليوم ، بل أصبحت الدنيا هي همهم الأول الذي خلقوا من أجله في اعتقادهم الفاسد الباطل ، فانتشرت بينهم أمراض القلوب ، فها هو الحسد ،والحقد ،والكراهية ،والبغضاء ، وها هي الغيبة ،والنميمة ،والشحناء ، قد سادت بين أولئك الناس ،بسبب حبهم للدنيا وشهواتها ، وكان الواجب على المؤمن تجاه الدنيا ودناءتها ألا ينظر إلى من هو فوقه بل ينظر إلى من هو دونه حتى لا يزدري نعمة الله عليه فيقع في الإثم والمعصية ، أما في أمور الدين والآخرة ففي ذلك فليتنافس المتنافسون بلا حقد ولا حسد ولا كراهية ولا تقاطع ولا تدابر . ألا فلنعلم أننا ما خلقنا ،وما وجدنا على هذه البسيطة ،إلا لعبادة الواحد الديان ،الذي له ملك السموات والأرض ،وبيده خزائن كل شيء ، وعلينا أن نتسابق ، ونسارع إلى جنة الخلد ،وملك لا يبلى ، جنة عرضها كعرض السماء والأرض ،أعدها الله للمتقين ،الذين آمنوا بالله ورسله ،ففي سنن الترمذي : أن (أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « مَنْ خَافَ أَدْلَجَ وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ ».
الدعاء