خطبة عن عيد الفطر (العيد فرحة وسعادة وسرور)
أبريل 17, 2022خطبة عن (عيد الفطر) (هم الرزق)
أبريل 17, 2022الخطبة الأولى (فرحة عيد الفطر) مختصرة
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
رُوي في الصحيحين : (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 🙁لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ ،وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ »
إخوة الإسلام
نعم للصائم فرحتان يفرحهما ، إذا أفطر فرح بفطره، وها نحن اليوم قد أفطرنا، وأنهينا شهرنا، فهذه فرحة كبيرة ،فالسعادة الحقيقيَّة والفرح الحقيقي هو يوم أن تلتزمَ بطاعة الله، ويوم أن تتمسَّك بسُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويوم أن تحافظ على تلاوتك للقرآن، السعادة الحقيقيَّة ،والفرح الحقيقي هو يوم أن تخالِفَ نفسك وشيطانَك وهواك ،والعيد: هو فرح الطائع بطاعته، والمصلي بصلاته، والصائم بصيامه، والقائم بقيامه، والمتصدق بصدقته، العيد: هو فرح البارِّ بوالدَيه، الواصل لرحمه، الباحث عن رضا ربه. العيد: هو فرح مَن صام رمضان، يرجو الرضوان، والعِتق مِن النِّيران. عيدنا الحقيقي: هو يومَ أن يفرحَ الله تعالى بنا، ويوم أن يفرح النبي صلى الله عليه وسلم بتمسكنا بديننا ، دخل رجل على الامام علي رضي الله عنه في يوم عيد الفطر، فوجده يأكل طعامًا خشنًا، فقال له: يا أمير المؤمنين، تأكل طعامًا خشنًا في يوم العيد؟! فقال له الإمام عليٌّ – رضي الله عنه :اعلمْ يا أخي، أنَّ العيد لِمَن قَبِل الله صومَه، وغفر ذنبَه، ثم قال له: اليوم لنا عِيد، وغدًا لنا عيد، وكل يوم لا نَعصي الله فيه فهو عندنا عِيد) نعم والله :نفرح بالعيد عندما يكون عيدنا تعاطفا وتراحما؛ وتسامحا وتآلفا ،فما قيمة العيد بغير التعاطف والتراحم والحنان، والتآخي والبذل والسخاء، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : “مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى” رواه مسلم. ونفرح بالعيد عندما يكون عيدنا صلة لأرحامنا: فصلة الأرحام دليل على كمال الإيمان، وبسطة في الرزق والعمر، يَقُولُ: رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، “مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ” رواه البخاري، ونفرح بالعيد عندما نكون قد أصلحنا ذات بيننا ،وتصالحنا وتآخينا ،وغفرنا وعفونا ،ونسينا خصوماتنا واختلافاتنا ،وها هو اليوم عيد الفطر ،هو مناسبة طيبة لإصلاح ذات البين قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم “أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ؟ »قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ الْحَالِقَةُ” (رواه أبو داود).
فأصلح ما بينك وبين الله بالتوبة النصوح، وبالطاعة التامة، وبالتقرب إليه بالنوافل والعبادات وصالح الأعمال، وأصلح ما بينك وبين الآخرين بالمسامحة، أو الاعتذار، أو أداء ما قصرت في أدائه، ثم أصلح بين المؤمنين، قال الله تعالى :﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ، وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 1]. والعيد فرصة لإصلاح العلاقات الاجتماعية، بين الزوج وزوجته، وبين الجار وجاره، والأخ وأخيه ،وبين كل طوائف المجتمع، لتعم السعادة أرجاء بلادنا الحبيبة, وأمتنا الإسلامية. ففي الصحيحين 🙁أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ «لاَ يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ ،يَلْتَقِيَانِ ،فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا ،وَخَيْرُهُمَا الَّذِى يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ»
أيها المسلمون
احرصوا على الطاعات، واحرصوا على إدخال السرور على قلوب أهليكم ،ادخلوا السرور على الوالدين والزوجات والأولاد والأقارب، والفقراء واليتامى والأرامل. فالعيد فرصة طيبة لتحسين العلاقات ،والتزاور والتراحم فنمدَّ أيدينا بالمصافحة، وألسنتَنا بالكلام الطيب، وقلوبنا بغَسلِها مِن الأضغان والأحقاد والشَّحناء والبغضاء؛ فتتواصَلَ أرحامُنا، وتتقارَب قلوبُنا؛ وهذا هو جوهر العيد في الإسلام. العيد مناسبة طيبة لتصفية القلوب، وإزالة الشوائب عن النفوس، وتنقية الخواطر مما علق بها من بغضاء أو شحناء ولنتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم:(وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلاَّ عِزًّا وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ» رواه مسلم، ولنتذكر قوله صلى الله عليه وسلم :«مَنْ هَجَرَ أَخَاهُ سَنَةً فَهُوَ كَسَفْكِ دَمِهِ» أبو داود، ولنتذكر قول رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ فَمَنْ هَجَرَ فَوْقَ ثَلاَثٍ فَمَاتَ دَخَلَ النَّارَ». فلنغتنم هذه الفرصة، ولنجدد المحبة ،ولتحل المسامحة والعفو محلّ العتاب والهجران مع جميع الناس، من الأقارب والأصدقاء والجيران
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( فرحة عيد الفطر )
أما بعد أيها المسلمون
وحُق لأهل الإيمان أن يفرحوا ويهللوا ويكبروا بعدما أطاعوا الله ،وتقربوا إليه بما يرضيه، واعظم فرحة للمسلم فرحته بفضل الله تعالى ورحمته ،وكريم إنعامه وعفوه، ووافر عطائه ومغفرته، أعظم فرحة للمسلم فرحته بالهداية والتوفيق ،فهداه الله للإسلام وجعله من أمة محمد عليه الصلاة والسلام ، فأيُّ نعمةٍ أعظم من الإيمان، وأيّ نعمة أفضل من أن الله هدانا للإسلام، فلم يجعلنا مشركين نعبد الاصنام ،وإنما اجتبانا على ملة أبينا إبراهيم، ودين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ) (78) الحج، فلله الحمد على ما وهب وأعطى ،وامتن وأكرم ،ولله الحمد على فضله العميم ورحمته الواسعة، قال الله تعالى :(قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (58) يونس
فاللهم لك الحمد على كل النعم ما ظهر منها وما بطن ، لك الحمد حمدا لا يحصى عدده ولا بلوغ لمنتهاه ،لك الحمد أن بلغتنا رمضان ،ووفقتنا للصلاة والصيام والقيام وتلاوة القرآن، ولك الحمد أن هدينا للإسلام والايمان ،ونسألك ربنا أن تتم علينا النعم ،وتحفظها من الزوال، كما نسألك أن ترفع عنا البلاء والوباء وجميع الأمراض والأسقام، وأن تتقبل منا رمضان سالما كاملا وأن تعتق رقابنا من النار ،اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وشاف مرضانا وارحم موتانا ،وبلغنا آمالنا،(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (180) :(182) الصافات ،
وكل عام وأنتم بخير