خطبة عن حديث (أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ)
نوفمبر 3, 2018خطبة عن قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ)
نوفمبر 3, 2018الخطبة الأولى (فضائل التابعين :خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
رُوي في الصحيحين واللفظ للبخاري :(عَنْ عَبْدِ اللَّهِ – رضى الله عنه – أَنَّ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ »، وروى مسلم في صحيحه (عَنْ جَابِرٍ قَالَ زَعَمَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُبْعَثُ مِنْهُمُ الْبَعْثُ فَيَقُولُونَ انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ فِيكُمْ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَيُوجَدُ الرَّجُلُ فَيُفْتَحُ لَهُمْ بِهِ ثُمَّ يُبْعَثُ الْبَعْثُ الثَّانِي فَيَقُولُونَ هَلْ فِيهِمْ مَنْ رَأَى أَصْحَابَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَيُفْتَحُ لَهُمْ بِهِ ثُمَّ يُبْعَثُ الْبَعْثُ الثَّالِثُ فَيُقَالُ انْظُرُوا هَلْ تَرَوْنَ فِيهِمْ مَنْ رَأَى مَنْ رَأَى أَصْحَابَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ يَكُونُ الْبَعْثُ الرَّابِعُ فَيُقَالُ انْظُرُوا هَلْ تَرَوْنَ فِيهِمْ أَحَدًا رَأَى مَنْ رَأَى أَحَدًا رَأَى أَصْحَابَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَيُوجَدُ الرَّجُلُ فَيُفْتَحُ لَهُمْ بِهِ ».
إخوة الإسلام
إن أفضل أتباع المرسلين والنبيين بعد أصحابهم :هم التابعون لهم ، وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين، والتابعون جمع تابعي، وهو: كل من رأى الصحابي مؤمناً بالنبي صلى الله عليه وسلم، وتابع التابعين :وهو: من رأى التابعي مؤمناً بالنبي صلى الله عليه وسلم فهم المقتدى بهم ،وعُرف عظم شأنهم في الدين، وتلقى فقهاء الملة كلامهم بالقبول خلفاً عن سلف، فهم -بعد الصحابة أجمعين- خير قرون الأمة على الإطلاق ،والسلف الصالح باتفاق، لثناء الله تعالى عليهم بالإتباع بإحسان، ولشهادة النبي صلى الله عليه وسلم لهم بالخيرية فيما صح عنه من بيان، وتمنيه رؤيتهم لإيمانهم بالغيب، وإخباره باستمرار ظهور الدين ونصرة أهله في زمانهم بلا ريب، فاعرفوا لهم فضلهم وشأنهم، وقوموا بما ينبغي نحوهم.
أيها المسلمون
فللتابعين وتابع التابعين فضائل متعددة ، ومنازل رفيعة ، ومكانة مرموقة ،وأذكر لكم منها : أولا : فضائل التابعين في القرآن الكريم: فقد أثنى الله تعالى على التابعين في كتابه الكريم بعد ثنائه على الصحابة الكرام، فقال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة:100] ، وقوله تعالى: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ } [الجمعة:3]. وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا} [الحشر:10]. وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَئِكَ مِنكُمْ} [الأنفال:75]. فاشتملت الآيات المباركات على أبلغ الثناء من الله رب العالمين على السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، والتابعين لهم بإحسان، فالذين اتبعوا السابقين بإحسان يشاركونهم في الخير ،حيث أخبر تعالى أنه رضي عنهم ورضوا عنه ، وبما أكرمهم به من جنات النعيم . والتابعون وأتباعهم هم الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالخيرية بعد قرنه، وتمنى رؤيتهم فيما صح عنه من قوله، وبشر بظهور الدين في زمانهم ونصره، وقد جاءت في السنة النبوية أحاديث كثيرة في فضائل التابعين ، ومنها: في الصحيحين : عن (عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ – رضى الله عنهما – يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « خَيْرُ أُمَّتِى قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ » . قَالَ عِمْرَانُ فَلاَ أَدْرِى أَذَكَرَ بَعْدَ قَرْنِهِ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا ..) وفي صحيح مسلم : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « خَيْرُ أُمَّتِى الْقَرْنُ الَّذِينَ بُعِثْتُ فِيهِمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ » ،وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :(لا تزالون بخيرٍ ما دامَ فيكُم من رآني وصاحَبَنِي. والله! لا تزالون بخيرٍ ما دام فيكُم من رأى من رآنِي وصاحبَ من صاحَبَني، والله! لا تزالون بخيرٍ ما دام فيكُم من رأى من رأى من رآني، وصاحب من صاحَبَ من صاحَبَنِي ) .
وخطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه الناس فقال في خطبته: “إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في مثل مقامي هذا فقال: “ألا أحسنوا إلى أصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم” فدل هذا الحديث على فضل الصحابة والتابعين وأتباعهم. وروى مسلم في صحيحه : (عَنْ جَابِرٍ قَالَ زَعَمَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُبْعَثُ مِنْهُمُ الْبَعْثُ فَيَقُولُونَ انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ فِيكُمْ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَيُوجَدُ الرَّجُلُ فَيُفْتَحُ لَهُمْ بِهِ ثُمَّ يُبْعَثُ الْبَعْثُ الثَّانِي فَيَقُولُونَ هَلْ فِيهِمْ مَنْ رَأَى أَصْحَابَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَيُفْتَحُ لَهُمْ بِهِ ثُمَّ يُبْعَثُ الْبَعْثُ الثَّالِثُ فَيُقَالُ انْظُرُوا هَلْ تَرَوْنَ فِيهِمْ مَنْ رَأَى مَنْ رَأَى أَصْحَابَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ يَكُونُ الْبَعْثُ الرَّابِعُ فَيُقَالُ انْظُرُوا هَلْ تَرَوْنَ فِيهِمْ أَحَدًا رَأَى مَنْ رَأَى أَحَدًا رَأَى أَصْحَابَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَيُوجَدُ الرَّجُلُ فَيُفْتَحُ لَهُمْ بِهِ ». قال العيني : “فيه فضلة لأصحابه رضي الله عنهم وتابعيهم”. وروى مسلم في صحيحه : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَتَى الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ « السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا ». قَالُوا أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ ». فَقَالُوا كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ « أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ أَلاَ يَعْرِفُ خَيْلَهُ ». قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ أَلاَ لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ أُنَادِيهِمْ أَلاَ هَلُمَّ. فَيُقَالُ إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ. فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا ». قال الإمام النووي: “في هذا الحديث جواز التمني لا سيما في الخير ولقاء الفضلاء وأهل الصلاح…”
أيها المسلمون
ومما يدل على فضل التابعين، ما قاله الإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي في مقدمة كتابه الجرح والتعديل ، حيث قال : “فخلف من بعد الصحابة التابعون، الذين اختارهم الله عز وجل لإقامة دينه، وخصهم بحفظ فرائضه وحدوده وأمره ونهيه… فأتقنوه، وعلموه، وفقهوا فيه، فكانوا من الإسلام والدين ومراعاة أمر الله عز وجل ونهيه بحيث وضعهم الله عز وجل ونصبهم له، إذ يقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ} [التوبة:100]، فصاروا برضوان الله عز وجل لهم، وجميل ما أثنى عليهم، بالمنزلة التي نزههم بها عن أن يلحقهم مغمز، أو تدركهم وصمة؛ لتيقظهم وتحرزهم وتثبتهم، ولأنهم البررة الأتقياء الذين ندبهم الله عز وجل لإثبات دينه، وإقامة سننه وسبله، فلم يكن لاشتغالنا بالتمييز بينهم معنى، إذ كنا لا نجد منهم إلا إماماً مبرزاً مقدماً في الفضل والعلم ووعي السنن وإثباتها، ولزوم الطريقة واحتذائها، ورحمة الله ومغفرته عليهم أجمعين، إلا ما كان ممن ألحق نفسه بهم، ودلسها بينهم ممن ليس يلحقهم، ولا هو في مثل حالهم، لا في فقه ولا علم ولا حفظ ولا إتقان…”.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية(فضائل التابعين :خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
فالتابعون : هم الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم مع أنهم لم يروه، وتحروا ما بعثه الله به من الهدى ودين الحق، فعلموه وحفظوه وعملوا به، وبلغوه، والتابعون : هم من عرفوا منزلة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وشأنهم ومنهاجهم، فأحسنوا صحبتهم وذكرهم، وأحبوهم وأحسنوا الاقتداء بهم، واستغفروا لهم، وهدوا الأمة إلى منهاجهم، وقرروا فضلهم وفضائلهم، ورسموا سنناً ثابتة ومنهجاً قويماً، لمن جاء بعدهم مريداً إتباعهم بإحسان، واللحاق بهم فيما من عليهم به الرحمن، والتابعون هم أول من اتبع المهاجرين والأنصار بإحسان، وأول من جاء بعدهم واستغفر لهم، ولمن يكن في قلوبهم غلاً لهم كما في محكم القرآن. ولقد تواطأت نصوص الكتاب والسنة وما أثر من كلام الصحابة خير الأمة على الثناء على متبعي الصحابة بإحسان من أهل القرون المفضلة، وذلك شهادة بفضلهم وعلو منزلتهم، وسلامة معتقدهم، وحسن منهاجهم، وما بلغوه من الكمال الذي لا يحلقهم فيه أحد من الأمة إلا من اتبع سبيهم وأقتفى آثارهم، فتبين بذلك أنهم على الحق الصريح، الذي لا مراء فيه، وعلى وجوب إتباعهم على ما كانوا عليه من العلم والعمل والهدي، فإنهم من بعدهم من قرون الأمة، ذلكم لأن التابعين رحمهم الله تفقهوا على الصحابة، وأخذوا العلم والعمل عنهم، فأتقنوا ما بعث الله به رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم من الهدى ودين الحق علماً وعملاً وخلقاً على أيدي الصحابة، فأتقنوه وعلموه وفقهوا فيه وحفظوه وحققوه، وبلغوه وبينوه لمن بعدهم من تابعي التابعين، بكل دراية وأمانة ونصيحة وإتقان، فكانوا رحمهم الله من الإسلام والدين، ومراعاة أمر الله تعالى ونهيه، وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم وسنته بالمحل الذي اختاره الله عز وجل، ووضعهم فيه، ونصبه لهم بقوله تعالى : ﴿ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ ﴾ [التوبة: 100]، وقوله تعالى : ﴿ وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الجمعة: 3،4]، والتابعون : هم الذين طلبوا الهدى ودين الحق مخلصين محتسبين، وصبروا على المجاهدة في تحصيله والعمل به، وتبليغه وتبيينه موقنين، فحقق الله تعالى لهم كريم وعده بقوله تعالى : ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: 24]، فبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين، وهؤلاء التابعون وأتباعهم قد اختارهم الله تبارك وتعالى بعد الصحابة رضوان الله عليهم على علم لإقامة دينه، وهداية عباده، وخصهم بحفظ فرائضه وحدوده، وأمره ونهيه، وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم، فهم خلف الأخيار، وعلماء الأمصار، وأعلام الملة على مر الأعصار، إذا اجتمعوا على الكتاب والسنة، واقتفوا آثار الصحابة خير الأمة، وبصروا الأمة عند كل حادثة مدلهمة، وردوا كل محدثة وبدعة، فكانوا بحق الطائفة الناجية من التفرق والنار، والمبشرة بالجنة دار الأخيار، وأهل الحق أهل السنة والجماعة، الظاهرون المنصورون إلى قرب قيام الساعة، والموصوفون والمبشرون والمبشر بهم في وجيز وبليغ خطابه بأنهم من كان على مثل ما هو عليه وأصحابه.
الدعاء