خطبة عن ( الأسلوب المعجز للقرآن وفضله)
أبريل 13, 2016خطبة عن ( نهاية قرية قوم لوط التي كانت تعمل الخبائث)
أبريل 13, 2016الخطبة الأولى ( فضل القرآن)
الحمد لله رب العالمين .اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ..ولك الحمد أن ج علتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة .اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : (إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91) وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ) (91 )، (92) النمل، وقال الله تعالى : ( يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ) ( 1): (5) المزمل، وروى ابن حبان في صحيحه والطبراني في معجمه واللفظ له عَنْ أَبِي ذَرٍّ : (قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي ، قَالَ : عَلَيْكَ بِتِلاوَةِ الْقُرْآنِ وَذِكْرِ اللَّهِ فَإِنَّ ذَلِكَ لَكَ نُورٌ فِي السَّمَاوَاتِ وَنَورٌ فِي الأَرْضِ )
إخوة الاسلام
القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة لهذا الدين وهو الكتاب المبين.. والذكرالحكيم.. الذى أنزل على النبي الكريم..فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَا مِنَ الأَنْبِيَاءِ نَبِىٌّ إِلاَّ قَدْ أُعْطِىَ مِنَ الآيَاتِ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِى أُوتِيتُهُ وَحْياً أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَىَّ فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ »..والسؤال : لماذا أنزل الله القرآن ؟ …هل نزل القرآن لنقرأه في المآتم أوعند القبور؟.. هل نزل القرآن لنفتتح به الإحتفالات والمؤتمرات؟ … وهل نزل القرآن ليكون تمائم ورقى وكتبا وحجبا تعلق على الأجساد أوتوضع في البيوت أو السيارات أو تعلق على الحوائط والجدران؟.. وهل نزل القرآن ليحتفظ كل واحدٍ منا بنسخةٍ من القرآن ويبقى مركونًا لا نعطيه حتى جزءًا من وقتنا .. ولا نتدبر آياته ..ولا نعمل بأحكامه؟؟ .. والإجابة …كلا .. وألف كلا … فالقرآن دستور ومنهاج حياة .. القرآن نزل ليكون لنا حكما ودليلا ومرشدا ..القرآن هو النور المبين .. والذكر الحكيم ..والكتاب المنير.. وقد بين العلماء الأهداف الأساسية لهذا القرآن..ومنها .. أولاً: أن هذا القرآن هو المعجزة الخالدة لهذا الدين وهذا الرسول الخاتم.. وهو كتابُ هدايةٍ لمن أراد السير على الصراط المستقيم.. قال تعالى : ( ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ) (2) البقرة .. وقال تعالى:( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ) الشورى 7.. ثانيًا: إنَّ هذا القرآن كتابُ أحكامٍ وتشريع.. يشملُ جميع شئون الحياة.. يشمل الأمور التعبدية.. ( من صلاة.. وصوم.. وزكاة.. وحج ..وغيرها … ويشمل الأمور الإجتماعية.. مثل العلاقة بالوالدين والأرحام والجيران .والأصحاب . وعلاقتنا بالمسلمين وغير المسلمين و يشمل الأمور الإقتصادية … مثل النفقات ..والبيع والشراء والوزن والصدقات… و يشمل الأمور العسكرية… كالجهاد في سبيل الله.. و الدفاع عن الدين والعرض والنفس والوطن .. وتجهيز الجيوش .. والشهادة في سبيل الله وغيرها … ثالثًا: إنَّ هذا القرآن كتاب عقيدةٍ خالصة صافية…. مما يتعلق بالإيمان بالله تعالى… وأسمائه.. وصفاته… وما يتعلق بخلقه للسموات والأرض ..والإنسان ونشأته.. وما يتعلقُ بالإيمان بالملائكة ..والكتب والرسل واليوم الآخر.. والتحذير من الكفر والشرك والنفاق .. رابعًا: وهو أيضًا كتاب عبادة، يتعبد الإنسان بقراءتهِ وتلاوتهِ وحفظه، ويتقرب إلى الله تعالى بذلك.. فهو نورُ قلوب العارفين وسلوة العابدين.. يتلونهُ آناءَ الليل وأطراف النهار..ويعلمونه ويتعلمونه قال صلى الله عليه وسلم :(خَيْركُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآن وَعَلَّمَهُ) رواه البخاري ، وفي سنن الترمذي : ( أن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لاَ أَقُولُ الم َرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلاَمٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ ».
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( فضل القرآن وأهداف تلاوته )
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك…واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين..
أما بعد أيها المسلمون
ونستكمل حديثنا عن أهداف القرآن : خامسًا: القرآن هو حبل الله المتين في مواجهة أعداء الإسلام ..فهذا القرآن يعلمُ الأمة حقيقة المعركة مع عدوها.. وهو يمدها بوسائل النصر ..وأسلحة الجهاد باللسان والبيان وبالسنان… سادسًا: ولأنَّ القرآن حق وصدق ولأنَّه من عند الله الحكيم العليم.. ففيه لفتات عظمى في نواحٍ متعددة: علمية… أو طبية ..أو اجتماعية.. أو نفسية ..أو غيرها… هذه هي بعض أهداف القرآن … لا كما فهمه بعض الناس على أنه كتاب أموات .. أو قبور .. أو للزينة أو للبركة فقط … بل قال الله تعالى: ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ) الاسراء 10 ، فأنزل الله كتابه لعباده ليكون لهم هادياً ودليلاً ونعمة ورحمة وبشرى وذكرى.. به يهتدون …وبه يستشفون.. ولأوامره يتبعون.. ولنواهيه يجتنبون.. وبقصصه يعتبرون.. قال تعالى: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى … وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) طه 123 ، 124 ، قال ابن عباس: تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل به ألا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة… وقال صلى الله عليه وسلم كما في سنن البيهقي 🙁 قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« اعْمَلُوا بِالْقُرْآنِ أَحِلُّوا حَلاَلَهُ وَحَرِّمُوا حَرَامَهُ وَاقْتَدُوا بِهِ وَلاَ تَكْفُرُوا بِشَىْءٍ مِنْهُ وَمَا تَشَابَهَ عَلَيْكُمْ مِنْهُ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى أُولِى الْعِلْمِ مِنْ بَعْدِى كَمَا يُخْبِرُوكُمْ وَآمِنُوا بِالتَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَمَا أُوتِىَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ وَلْيَسَعْكُمُ الْقُرْآنُ وَمَا فِيهِ مِنَ الْبَيَانِ فَإِنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ وَمَاحِلٌ مُصَدَّقٌ أَلاَ وَلِكُلِّ آيَةٍ نُورٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
الدعاء