خطبة عن (الأمثال في القرآن )
أبريل 13, 2016خطبة عن ( فضل القرآن وأهداف تلاوته )
أبريل 13, 2016الخطبة الأولى ( الأسلوب المعجز للقرآن وفضله)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ..ولك الحمد أن ج علتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام….. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة .اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى : ( وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) (23 ) ، (24) البقرة، وقال الله تعالى : ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (13) فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ( 13)، (14) هود، وروى ابن حبان في صحيحه والطبراني في معجمه واللفظ له ( عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي ، قَالَ : أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ فَإِنَّهَا رَأْسُ أَمْرِكَ ،قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي ، قَالَ : عَلَيْكَ بِتِلاوَةِ الْقُرْآنِ وَذِكْرِ اللَّهِ فَإِنَّ ذَلِكَ لَكَ نُورٌ فِي السَّمَاوَاتِ وَنَورٌ فِي الأَرْضِ )
إخوة الاسلام
لقد استطاع القرآن الكريم أن ينفذ الى قلوب الخلق على اختلاف عقائدهم ..حتى قاد أصحابها إلى الهدى والإيمان ، يقول جبير بن مطعم (رضي الله عنه ) وذلك قبل أن يسلم وكان من أكابر قريش ،قال: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ( وذلك فى وفد أسارى بدر ) ،وسمعته يقرأ فى المغرب بالطور ، فلما بلغ الآية (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ .. أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ .. أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ ) الطور 36 ، 37.قال ( كاد قلبي يطير )…وكان للقرآن الكريم أثره البالغ أيضا على أفئدة وقلوب قساوسة النصارى .. قال الله تعالى عنهم (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) المائدة 83… بل تأثر بالقرآن مردة الجان ..فقالوا كما جاء ذكرهم في القرآن : قال تعالى ( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا .. يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ) الجن 1، 2 .. وللملائكة كذلك شأن مع القرآن الكريم ، فقد أخرج البخارى ومسلم : (عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ قَالَ بَيْنَمَا هُوَ يَقْرَأُ مِنَ اللَّيْلِ سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَفَرَسُهُ مَرْبُوطٌ عِنْدَهُ إِذْ جَالَتِ الْفَرَسُ فَسَكَتَ فَسَكَتَتْ فَقَرَأَ فَجَالَتِ الْفَرَسُ ، فَسَكَتَ وَسَكَتَتِ الْفَرَسُ ثُمَّ قَرَأَ فَجَالَتِ الْفَرَسُ ، فَانْصَرَفَ وَكَانَ ابْنُهُ يَحْيَى قَرِيبًا مِنْهَا فَأَشْفَقَ أَنْ تُصِيبَهُ فَلَمَّا اجْتَرَّهُ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ حَتَّى مَا يَرَاهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ حَدَّثَ النَّبِىَّ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ « اقْرَأْ يَا ابْنَ حُضَيْرٍ اقْرَأْ يَا ابْنَ حُضَيْرٍ » . قَالَ فَأَشْفَقْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ تَطَأَ يَحْيَى وَكَانَ مِنْهَا قَرِيبًا فَرَفَعْتُ رَأْسِى فَانْصَرَفْتُ إِلَيْهِ فَرَفَعْتُ رَأْسِى إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا مِثْلُ الظُّلَّةِ فِيهَا أَمْثَالُ الْمَصَابِيحِ فَخَرَجَتْ حَتَّى لاَ أَرَاهَا .قَالَ « وَتَدْرِى مَا ذَاكَ » . قَالَ لاَ . قَالَ « تِلْكَ الْمَلاَئِكَةُ دَنَتْ لِصَوْتِكَ وَلَوْ قَرَأْتَ لأَصْبَحَتْ يَنْظُرُ النَّاسُ إِلَيْهَا لاَ تَتَوَارَى مِنْهُمْ »
أيها الموحدون
وقد أمرنا الله تعالى أن نتلو القرآن فقال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ) فاطر 29… وقال تعالى 🙁 وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ) المزمل… وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله : « الَّذِى يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ مَاهِرٌ بِهِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَالَّذِى يَقْرَؤُهُ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ » وعن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله يقول: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ) .. ويقول الإمام علي رضي الله عنه في وصف القرآن: (اعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش، والهادي الذي لا يضل، والمحدث الذي لا يكذب، وما جالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان، زيادة في هدى ونقصان من عمى )، فجرب أخي مرة أن تقرأ القرآن .. واسأل نفسك … هل تفهمه؟…. واذا فهمته ..هل تنفعل معه؟ . وتتأثر به؟.. هل يهز القرآن كيانك؟…وهل يغير القرآن مشاعرك وأفكارك؟…و هل يحول اتجاه حياتك؟.. ويؤثر في قرارانك ؟… أم أنك تردده دون تدبر ودون انفعال ..لأن قلبك مغلف ومغلق؟ .. هذه الاسئلة وغيرها تبين لنا الخطر العظيم الذي نحن فيه .. وهو أننا قد لانفهم القرآن … أولا نتدبر القرآن .. وبالتالي لا نتاثر بالقرآن ولا ننفعل به .. ولا نعمل بالقرآن .. وهذا هو هجر القرآن ..والذي حذر منه رسول الأنام . فيا أمة القرآن: احذروا شكوى سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) لربه يوم القيامة من هجر قومه وأمته للقرآن قال تعالى (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ) الفرقان 30 ، نعم .. فمنهم من هجر تلاوته وحفظه .. ومنهم من هجر تدبره وفهم معانيه .. ومنهم من هجر العمل بما جاء فيه .. ومنهم من هجر الحكم به وحكم بقوانين من وضع البشر .. والحق يقول 🙁 فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) النساء 65
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( الأسلوب المعجز للقرآن وفضله)
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك…واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين..
أما بعد أيها المسلمون
لنسأل أنفسنا ..كم نصيبنا من القرآن يومياً ؟ وكم نخصص من أوقاتنا لكتاب ربنا…واذا كنت محروما من تلاوة القرآن فاي حرمان أعظم من الحرمان من الصدود عن كلام رب العالمين يا أمة القرآن: كم يوقظ القرآن ضمائرنا ولا تستيقظ ؟.. وكم يحذرنا.. ونظل نلهو ونلعب؟.. وكم يبشرنا.. وكأن المبشَر غيرنا؟.. وكم تعيينا الأمراض والعلل، ولو إستشفينا بالقرآن لشفانا الله به حساً ومعنى؟، وصدق الله:( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ) الاسراء 82، فهو يذهب ما في القلوب من أمراض الشك والنفاق، والشرك والزيغ، وبه يحصل الإيمان والحكمة، وليس هذا إلا لمن آمن بالقرآن وصدقه واتبعه وعمل به ..قال العلماء: الشفاء في القرآن ثلاثة أنواع:..فمنه الشفاء من أدواء الشبهات والشهوات..والشك والريبة . فهو شفاء لما في الصدور .والنوع الثاني: أن القرآن شفاء لأمراض البدن بأنواعها…فانظر مثلاً إلى ابن عباس رضي الله عنه كيف تلا القرآن على الذي كان به داء الرعاف و كتب على جبينه آيات من القرآن فشفى الله جل وعلا ذلك المريض.. وهكذا القرآن فيه شفاء للأمراض البدنية… والنوع الثالث من أنواع الشفاء بالقرآن الشفاء من الأمراض النفسية، ومن عين الإنس وعين الجن ومن السحر…وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يُرقى بعض أولاد جعفر لما رأى فيهم من أثر العين.. فالقرآن إذًا أيها المؤمنون شفاء، والرقية بالقرآن سنة ماضية فقد رقى جبريل عليه الصلاة والسلام نبينا محمدًا عليه الصلاة والسلام . وقد رقى النبي صلى الله عليه وسلم طائفة من الصحابة..فالرقية بالقرآن وبالأدعية النبوية امر جائز ، فهيا لنجدد العهد مع الله بتلاوة القرآن والإقبال على تدبر آياته والعمل به لعل الله ان يرفعنا بالقرآن ويرحمنا بالقرآن ويدخلنا الجنة بالقرآن .قال تعالى (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لّيَدَّبَّرُواْ ءايَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُو الألْبَابِ ) ص 29 .
الدعاء