خطبة عن (من فقه الجنائز: صلاة الجنازة والدفن)

                                        الخطبة الاولى (من فقه الجنائز: صلاة الجنازة والدفن)

 الحمد لله رب العالمين .. الذي  خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا..واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ..واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين

                                                    اما بعد      ايها المسلمون

 في مسند أحمد وغيره : ( عَنْ أَبِى إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ فِى الصَّلاَةِ عَلَى الْمَيِّتِ « اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا ».

إخوة الإسلام 

ونستكمل حديثنا عن احكام الجنائز فهناك اوقات لا تجوز الصلاة على الجنازة فيها الا لضرورة ،لقول عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: { ثَلَاثُ سَاعَاتٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ ، أَوْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا : حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حَتَّى تَرْتَفِعَ ، وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حَتَّى يَمِيلَ ، وَحِينَ تَتَضَيَّفُ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ حَتَّى تَغْرُبَ } .رَوَاهُ مُسْلِمٌ .. والسؤال أيدفن بالليل؟ اقول: نعم، فقد دفن أبو بكر بالليل.. ويجب إعماق القبر، وتوسيعه وتحسينه،عن هشام بن عامر قال: ” لما كان يوم أحد، أصيب من أصيب من المسلمين، وأصاب الناس جراحات، (فقلنا: يا رسول الله، الحفر علينا لكل إنسان شديد)، (فكيف تأمرنا)، فقال: احفروا وأوسعوا (وأعمقوا) (وأحسنوا).. ويجوز في القبر اللحد  والشق لجريان العمل عليهما في عهد النبي صلى الله عليه وسلم،. وأولياء الميت أحق بإنزاله، لعموم قوله تعالى (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله).، ويجعل الميت في قبره على جنبه اليمين، ووجهه قبالة القبلة،.. ويقول الذي يضعه في لحده: ” بسم الله، وعلى سنة رسول الله، أو: ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم  ،فأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أذا وضعتم موتاكم في القبور فقولوا): بسم الله، وعى سنة (وفي رواية: ملة) رسول الله “. ويستحب لمن عند القبر أن يحثو من التراب ثلاث حثوات بيديه جميعا بعد الفراغ من سد اللحد، لحديث أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة ثم آتي الميت فحثى عليه من قبل رأسه ثلاثا “. أخرجه ابن ماجه ، ويسن بعد الفراغ من دفنه أمور: الاول: أن يرفع القبر عن الارض قليلا نحو شبر ولا يسوى بالارض، وذلك ليتميز فيصان ولا يهان لحديث جابر رضي الله عنه: ” أن النبي صلى الله عليه وسلم ألحد له لحد، ونصب اللبن نصبا، ورفع قبره من الارض نحوا من شبر  رواه ابن حبان  ، الثاني: أن يجعل مسنما، لحديث سفيان   قال: ” رأيت قبر النبي صلى الله عليه وسلم (وقبر أبي بكر وعمر) مسنما “.أخرجه البخاري .. أن يعلمه بحجر أو نحوه ليدفن إليه من يموت من أهله، لحديث المطلب ابن أبي وادعة رضي الله عنه قال: ” لما مات عثمان بن مظعون أخرج بجنازته فدفن، أمر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أن يأتيه بحجر فلم يستطع حمله، فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسر عن ذراعية ، ثم حملها فوضعها عند رأسه، وقال: أتعلم بها قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي ” .- ويقف الولي على القبر يدعو له بالتثبيت، ويستغفر له، ويأمر الحاضرين بذلك لحديث عثمان بن عفان رضى الله عنه قال: ” كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: استغفروا لأخيكم، وسلوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل “.أخرجه أبو داود.. وتشرع تعزية أهل الميت ، وفيه  عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” من عزي أخاه المؤمن في مصيبته كساه الله حلة خضراء يجبر بها يوم القيامة،  قيل: يا رسول الله ما يجبر؟ قال: يغبط “. ويقال في العزاء (ان لله ما أخذ، و (لله) ما أعطي، وكل شيء عنده إلى أجل مسمى فالتصبر، ولتحتسب “.. وينبغي اجتناب أمرين وإن تتابع الناس عليهما:  الاجتماع للتعزية في مكان خاص كالدار أوالمقبرة أو المسجد… واتخاذ أهل، الميت الطعام لضيافة الواردين للعزاء.وذلك لحديث جرير بن عبد الله البجلى رضي الله عنه قال: (كنا نعد (وفي رواية: نرى) لاجتماع إلى أهل الميت، وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة).

                                         اقول قولي هذا واستغفر الله لى ولكم

                                          الخطبة الثانية (  فقه الجنائز )

 الحمد لله رب العالمين .. حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه .واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ..واشهد ان محمدا عبده ورسوله   اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين

                                            اما بعد      ايها المسلمون

 وبعد ان تعرفنا على فقه الجنائز كان من المهم لنا ان نتعرف على بدع الجنائز لكى نبتعد عنها.. فمن هذه البدع : وضع المصحف عند رأس المحتضر.. واعتقاد بعضهم أن روح الميت تحوم حول المكان الذي مات .. تقليم أظافر الميت اوحلق عانته.. إعفاء بعضهم عن لحيته حزنا على الميت.. ترك ثياب الميت بدون غسل إلى اليوم الثالث بزعم أن ذلك يرد عنه عذاب القبر.  حمل الاعلام أمام الجنازة… إخراج الصدقة مع الجنازة. ومنها الجهر بالذكر أو بقراءة القرآن أو البردة   ونحو ذلك…اتباع الميت بمجمرة… الطواف بالجنازة حول الاضرحة… قولهم عند الصلاة عليه (سبحان من قهر عباده بالموت، وسبحان الحي الذي لا يموت).. الذبح للميت ..زيارة النساء لقبر الميت يوم السابع او ال( 15) او ال ( 40) .وكذلك الحولية .. ذهابهم إلى المقابر في يومي العيدين ورجب وشعبان ورمضان.والمواسم .. قصد القبر للدعاء عنده رجاء الاجابة… تزيين القبر وتجصيصه… البناء فوق القبر وتجصيصه وانارته وعمل التوابيت حوله .. جعل المصاحف عند القبور…وثب بعض النساء فوق القبر لتحبل .. استلام القبر وتقبيله.. الاستغاثة بالميت كقولهم: يا سيدي فلان أغثني أو انصرني على عدوي. او اشفني  الى غير ذلك …اتخاذ المقابر مساجد بالصلاة عليها وعندها. دفن الميت في المسجد،.. أو بناء مسجد عليه.. اتخاذ القبور عيدا والاجتماع حولها  واقامة الليالي والموالد عندها.. هذه بعض البدع التي يفعلها بعض الناس عند الجنائز والفبور ومن لم يتب منها قبل موته حاسبه الله عليها

 الدعاء