خطبة عن ( فضل العشر الأواخر من رمضان )
أبريل 17, 2022خطبة عن ( ليلة القدر وزكاة الفطر) مختصرة
أبريل 17, 2022الخطبة الأولى ( فوائد صدقة الفطر)
الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: (فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الصَّدَقَاتِ” رواه أبو داود
إخوة الإسلام
لقد شرع الله تعالى زكاة الفطر طُهْرَةً للصائم من اللغو والرفث، وإغناءً للمساكين عن السؤال في يوم العيد ،الذي يفرح المسلمون بقدومه؛ حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أغنوهم عن طواف هذا اليوم». ومما يراعيه المسلم قبل اخراج زكاته :الإخلاص واجتناب المن والأذى: إذ يجب أن تكون الزكاة خالصة لوجه الله تعالى ،ولا تُقبل إن أُخرجت لغير الله، أو كانت من أجل المن والأذى، مصداقاً لقول الله تعالى: (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) الكهف (110) وأن يزكي بالحلال الطيب: فلا تُقبل الصدقة بالمحرمات سواءً كثرت أم قلّت، مصداقاً لقول الله تعالى: (قُل لَّا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ) المائدة (100). وأن تكون الصدقة مما يحبه المتصدق لا مما يكره. ومن فوائد وثمرات صدقة الفطر: أنها تقوّي أواصر المحبة في المجتمع ، وتُزيح مشاعر الحقد والحسد من نفوس الفقراء تجاه الأغنياء ،وتحل محلّها مشاعر الغبطة والسرور. وتُعظّم بها شعائر الله تعالى ، وتعد صدقة الفطر شكرًا لله تعالى على نعمه، بأن رزق المسلم صيام رمضان، وبها يمتثل المسلم لأوامر الله تعالى ،وبها يحصل المسلم على الأجر العظيم، ويتقرّب بها المسلم من الله تعالى. ومن فوائد وثمرات صدقة الفطر: تعويد المسلم على الجود، واستجلاب البركة، والبعد عن الشح والبخل، ويمحو الله بها الذنوب، وبإخراجها تمحي الزلات والهفوات التي لحقت بصيامه. وبهذا يكون المسلم قد أتم صيامه على أكمل وجه. والزكاة تحمي مال صاحبها وتصونه من الأعين ،ومن أصحاب النفوس الضعيفة ،وفي سنن البيهقي: (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَحَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ، وَأَعِدُّوا لِلْبَلاَءِ الدُّعَاءَ» ،ومن فوائد وثمرات صدقة الفطر: أنها سبب لنماء المال وبركته، وأنها تدفع البلاء عن صاحبها بإذن الله تعالى، وهي من صنائع المعروف التي تقي مصارع السوء، كما ورد في الحديث الذي رواه الطبراني قال صلى الله عليه وسلم: (صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر) . ومن أهداف الزكاة أنها تؤدي إلى تقليل الفوارق بين الناس. فالإسلام يُقر التفاوت في الأرزاق؛ لأنّه نتيجة للتَّفاوت في المواهب والطَّاقات، ولكنه يرفض أن يصير الناس طبقتين، واحدة تَعيش في النعيم، وأخرى في الجحيم، ويحرص على أن يشارك الفُقراء الأغنياء في النعيم، ويحرص على تَمليكهم ما يسدُّ حاجاتهم جميعاً. والزَّكاة إحدى الوسائل الكثيرة التي يَستعملها الإسلام لبلوغ هذه الغاية.- وللزكاة دَور كبير في القَضاء على التَّسوُّل، وفي التَّشجيع على إصلاح ذات البين، وبالصدقة يدفع الله تعالى أنواعاً من البلاء: كما جاء في وصية يحيى عليه السلام لبني إسرائيل: فقد حَدَّثَ الحَارِثَ الأَشْعَرِيَّ: ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ يَعْمَلَ بِهَا وَيَأْمُرَ بني إسرائيل أَنْ يَعْمَلُوا بِهَا -و ذكر منها- وَآمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَسَرَهُ العَدُوُّ، فَأَوْثَقُوا يَدَهُ إِلَى عُنُقِهِ وَقَدَّمُوهُ لِيَضْرِبُوا عُنُقَهُ، فَقَالَ: أَنَا أَفْدِيهِ مِنْكُمْ بِالقَلِيلِ وَالكَثِيرِ، فَفَدَى نَفْسَهُ مِنْهُمْ”. وصاحب الصدقة يُبارك له في ماله: فعن أبي هريرة – رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “ما نَقَصَ مال من صدقة – أو ما نقصتْ صدقة من مال – وما زاد اللهُ عبداً بعفْو إِلا عزّاً، وما تواضَعَ عبد للهِ إِلا رَفَعَهُ اللهُ”. رواه مسلم.
أقول قولي واستغفر الله
الخطبة الثانية ( فوائد صدقة الفطر)
الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن ثمرات الصدقة: أن صاحب الصدقة يُدعى من باب خاص من أبواب الجنة ،يقال له باب الصدقة: ،كما في حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي في الجنة يا عبد الله، هذا خير: فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان” قال أبو بكر: يا رسول الله، ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها قال: ” نعم، وأرجو أن تكون منهم “. والصدقة وقاية من النار: قال صلى الله عليه وسلم: “اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ” والمتصدق في ظل صدقته يوم القيامة، ففي الحديث أن رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: “كلُّ أمرئ فِي ظِلِّ صَدقَتِهِ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ”..
أيها المسلمون
وعلى المسلم أن يخرج زكاته عن نفسه وعمن ينفق عليهم من الزوجات والأقارب إذا لم يستطيعوا إخراجها عن أنفسهم (فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاةِ ). صحيح البخاري فاللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ،الله تقبل صلاتنا وصيامنا وقيامنا وصدقاتنا ،واجعلنا من عتقاء هذا الشهر الكريم ،
الدعاء