خطبة عن الشهداء ،وحديث ( مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ)
نوفمبر 23, 2024خطبة عن (الْقَرِينُ)
نوفمبر 26, 2024الخطبة الأولى (فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، حمدا يوافي النعم ويكافئ المزيد. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) (87)، (88) الأنبياء.
إخوة الإسلام
قوله تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا): فنبي الله يونس بن متَّى (عليه السلام)، هو ذو النون، وهو صاحب الحوت، فقد خرج (عليه السلام) غضبان من قومه، مما قاسى منهم لطول دعوتهم، وإصرارهم على الكفر، وتكذيبهم له، فتوعَّدهم إن لم يتوبوا، أن ينزل بهم العذاب، فخرج قبل أن يؤمر من الله تعالى، أو يؤذن له بالخروج، {فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ}. فظنَّ نبي الله يونس (عليه السلام) أنَّ الله تعالى لن يُضيِّق عليه، بل سيوسِّع عليه، ويبدله مكاناً آخر، ينفِّس فيه عن كربه، وركب مع قوم في سفينة، فاضطربت بهم، وخافوا أن يغرقوا، فاقترعوا على رجل يلقونه من بينهم في البحر، فوقعت القرعة على سيدنا يونس، كما قال تعالى: {فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ} [الصافات:141]. فلما ألقي في البحر، وألتقمه الحوت، فأصبح مضيقا عليه، وعلم أنه أخطأ بخروجه، فلما كان في الظلمات: ظلمة جوف الحوت، وظلمة البحر، وظلمة الليل نادى ربه: (فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)، فأقر لله تعالى بكمال الألوهية، ونزهه عن كل نقص، وعيب وآفة، واعترف بظلم نفسه وجنايته، وفي سنن الترمذي ومسند أحمد: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلاَّ اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ»، وقال تعالى: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) (88) الأنبياء.
فجعل نبي الله يونس يسبح في بطن الحوت، قال الله تعالى: {فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [الصافات:١٤٣-١٤٤]، فاستجاب الله دعاءه، ونجاه من الغم الذي هو فيه، ولفظه الحوت على الساحل، فأنبت الله له شجرة من يقطين، على الساحل الذي لفظه الحوت إليه، ولما مكث مدة في بطن الحوت، أصبح جلده رقيقاً، فأنبت الله هذه الشجرة كي لا يقع عليه شيء من الدواب، حتى يتقوى جسمه وجلده،
أما عن قومه: فلما تحققوا من قرب نزول العذاب بهم، وعلموا أن نبيهم لا يكذب، وأنهم أغضبوه، خرجوا إلى الصحراء بأطفالهم، وأنعامهم ومواشيهم، وفرقوا بين الأمهات وأولادها، ثم تضرعوا إلى الله عز وجل، وجأروا إليه، فبكى الأطفال، وفرغت الإبل وفصلانها، وخارت البقر وأولادها، وثغت الغنم وحملانها، فرفع الله عنهم العذاب، قال الله تعالى: (فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) [يونس:98]، فأمر الله نبيه يونس أن يرجع إلى قومه؛ لأنهم أسفوا عليه، وتمنوا رجوعه، فلما رجع إليهم رسولهم آمنوا كلهم، وكانوا كما قال تعالى: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} [الصافات:١٤٧-١٤٨]
أيها المسلمون
وفي قصة نبي الله يونس -عليه السلام- لفتات ولمسات، ودروس وعبر، نقف أمامها لحظات، لنستلهم منها الدروس والعبر: وأولها: أن نبي الله يونس (عليه السلام) لم يصبر على تكاليف الرسالة، فضاق صدرا بالقوم، وألقى عبء الدعوة، وذهب مغاضبا، ضيق الصدر، حرج النفس؛ فأوقعه الله في الضيق، الذي تهون إلى جانبه مضايقات المكذبين، ولولا أن ثاب إلى ربه، وتاب ورجع، واعترف بظلمه لنفسه، لما فرج الله عنه هذا الضيق، وهكذا أصحاب الدعوات، لا بد أن يحتملوا تكاليفها، وأن يصبروا على التكذيب بها، والإيذاء من أجلها، ولا يجوز لهم أن ييأسوا من إصلاح النفوس، واستجابة القلوب، مهما واجهوا من إنكار وتكذيب، ومن عتو وجحود، فطريق الدعوات ليس هينا لينا، واستجابة النفوس للدعوات ليست قريبة يسيرة، فهناك ركام من الباطل والضلال والتقاليد والعادات، والنظم والأوضاع ، يجثم على القلوب، فلا بد من استحياء القلوب، فالدعوة والنصيحة والتوجيه ليستْ جولةً واحدة؛ بل هي جولات وجولات، فقد لا يكون للكلمة المشفِقة أثرٌ في مهدها، ولكن مع الصِّدق والصبر، يفتح الله تعالى للكلمات الناصحة مغاليقَ القلوب، ولما كان يوم أحد، وقد أصيب النبي -صلى الله عليه وسلم- والمسلمون، جعل -صلى الله عليه وسلم- يقول: (كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهُمْ وَكَسَرُوا رَبَاعِيَتَهُ وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ). فَأَنْزَلَ اللَّهُ تعالى: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ) (متفق عليه). وقد أسلم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وقد كان بعضهم يقول: “إذا أسلم حمار الخطاب أسلم عمر!”، وأسلمت هند بنت عتبة -رضي الله عنها-: التي كانت تحرض الناس على قتال النبي-صلى الله عليه وسلم- والمسلمين، وغيرهم كثير.
فمن العظات في هذه الآيات: ألا تتعجُّل الإجابة، فاصبر، ولا تيأس مِن تأخر الاستجابة، ولا تَضيق نفسك مِن سوء حال المدعوين، قال تعالى: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ) (القلم:48). فالصبر ضروري لكل إنسان، وبغيره لا يبلغ الإنسان مراده، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران:200) فالصبر أشد ضرورة للداعي؛ لأنه يعمل في ميدانين “نفسه، وغيره” وإلا قعد وانزوى وأصابه اليأس: قال الله لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ . لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ) (الغاشية:21-22)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلاَنِ وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ) (متفق عليه).
ومن العظات في هذه الآيات: أنه مَن يتق الله يجعل له مخرجًا، قال تعالى: (فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ . لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (الصافات:143-144)، وقال تعالى: (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) (يوسف:90). وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس -رضي الله عنهما: (احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ) (رواه أحمد، وصححه الألباني).
ومن العظات في هذه الآيات: إعمال قاعدة “ارتكاب أخف الضررين”، فحين تعرضت السفينة للغرق، استهموا على تخفيها، بإلقاء أحدهم، لنجاة الباقين، قال تعالى: (إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ . فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ) (الصافات:140-141).
ومن العظات في هذه الآيات: اقتران العافية، أو حلول العقاب بحال الناس، قال تعالى: (فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) (الصافات:148)، وقال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (الرعد:11)، وقال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (الأنفال:53).
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، حمدا يوافي النعم ويكافئ المزيد. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
ومن العظات في هذه الآيات: أن ترك الصبر قد يكون سببًا للبلاء، وأن ابتلاء الله لعبده المؤمن، وعتابه له، لا يدعو إلى نقصه، وإنما هو تأديب من الله، ليرقِّيَ عبده المؤمن إلى المراتب العالية؛ فإن البلاء قد يرد العبد إلى ربه، بل ربما رده إلى أفضل مما كان عليه، قال تعالى: ﴿فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ [النساء:19]. ومنها: أن الله تعالى اختص يونس بخصيصة تضاف إلى فضائله، وهي أنه عبدَ الله تعالى في مكان لم يعبده فيه أحد من البشر، وهو بطن الحوت. ومنها: المسارعة إلى الابتهال إلى الله وقت البلاء، وفضل التضرع بين يديه، والتوسل بتوحيده وتنزيهه، والاعتراف بالذنوب بين يدي الله، فذلك من وسائل إجابة الدعاء، وكشف الضراء.
ومن العظات في هذه الآيات: حفظ الله لأوليائه وعباده الصالحين، حتى في أوقات ابتلائهم، وبيان سعة علم الله تعالى وسمعِه، وعظمة قدرته؛ فقد علم بموضع نبيه يونس، وسمع دعاءه وتسبيحه وتوبته، وهو في تلك الظلمات الثلاث، وبقدرته تعالى حفظ حياته وهو في تلك المهلكة، وأعاد إلى جسده رونق الحياة، بعد حرِّ بطن الحوت، كما فيه بيان أن الكون كله مسخر لله تعالى، يأمره بما شاء، كما أمر الحوت بالتقام يونس وحفظه، ثم نبذه في العراء بعد ذلك. ومن العظات في هذه الآيات: أهمية عمل الطاعات في الشدائد، وأنها سبب للنجاة منها، وأن الإيمان وسيلة إلى رضوان الله، وسبيلاً إلى النجاة من المكاره، وطريقًا إلى السعادة في الدنيا والآخرة، والله تعالى رحيم بعباده، فإنه سبحانه لا يريد تعذيبهم، ولكنهم بذنوبهم يصلون إلى عذابه، قال تعالى: ﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ﴾ [النساء:147].
ومن العظات في هذه الآيات: أن أقدار الله نافذة على خلقه، فيونس -عليه السلام- ومن معه لما ركب السفينة، ولجَّجتْ بهم واضطربت، وكادوا يغرقون، تشاوروا، واقترعوا، فوقعت القُرعة على يونسَ ثلاثَ مرات، قال تعالى: (فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ) [الصَّافات:141]، فرمى يونسُ نفسَه في عرض البحر، فأرسل الله حوتًا يشق البحار، والتقم يونس -عليه السلام-. قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: “فأوحى الله إليه ألّا يكسر عظمًا، ولا ينهش لحمًا، فليس له برزق”، فبقي يونس -عليه السلام- في بطن الحوت لأجلٍ مقدر، ثم لفظه بعد شدةٍ أعقبها فرجٌ ليونس -عليه السلام-. ومن العظات في هذه الآيات: أن الإيمان مخرجٌ من الفتن، وسبب للنجاة من البلايا والمحن؛ فقد نجَّى الله عبدَه يونسَ عليه السلام مِن كرباته، ثم وعد فقال تعالى: (وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) (88) الأنبياء. وحين آمن قوم يونس، كان ذاك الإيمان دافعاً عنهم سوءَ العذاب، قال تعالى: (إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) يونس:98، ومن العظات في هذه الآيات: أهمية عبادة التسبيح، وأنها سببٌ لدفع البلاء والهمّ، واستدفاع الغَمّ، هذا ما نَطَق به الذِّكر الحكيم: يقول الله تعالى: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ) الحجر: 97،98، وقال تعالى: (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا) طه:130.
ومن العظات في هذه الآيات: أنَّ الصبر على البلاء ممَّا يَزيد العبدَ رفعةً عند ربِّه، ومقداراً بين خلقه، فهذا يونس (عليه السلام) رفَع الله ذِكرَه بعد أن ابتلاه، فالتفَّ عليه قومه وآمنوا به، وصدَّقوا دعوته، وساروا على شريعته، ومن العظات في هذه الآيات: فضل التوبة، والرجوع إلى الله، وأنها تدفع العقوبة وترفعها، فهؤلاء قوم يونس كذبوا رسولهم، وعصوه وتحدوه، فلما صدقوا التوبة إلى الله، رفع عنهم العقوبة برحمته لهم، قال تعالى: (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ، وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً) النساء:147، فاعتبروا يا أولي الأبصار.
الدعاء