خطبة عن زيارة القبور ، وحديث ( نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا )
أغسطس 22, 2020خطبة عن معنى حديث ( آمَنْتُ بِاللَّهِ وَكَذَّبْتُ عَيْنِي )
أغسطس 22, 2020الخطبة الأولى ( فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ) (30) الأعراف
إخوة الإسلام
لقد دعا الله عز وجل عباده إلى تدبر القرآن ، فقال الله تعالى : {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29]، واليوم إن شاء الله موعدنا مع آيات من كتاب الله ، نتدبرها ، ونسبح في بحار معانيها ، ونرتشف من رحيقها المختوم ، مع قوله تعالى : (فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ) (30) الأعراف ، قال صاحب المنار: «وهذه الجملة من أبلغ الكلام الموجز المعجز ،فإنها دعوى متضمنة الدليل، بتشبيه الإعادة بالبدء فهو يقول : كما بدأكم ربكم خلقا وتكوينا بقدرته ،تعودون إليه يوم القيامة ،حالة كونكم فريقين : فريقا هداهم في الدنيا ،فاهتدوا بإيمانهم به ،وإقامة وجوههم له وحده في العبادة ،ودعائه مخلصين له الدين، وفريقا حق عليهم الضلالة ،لاتباعهم إغواء الشيطان، وإعراضهم عن طاعة الرحمن، وكل فريق يموت على ما عاش ،ويبعث على ما مات عليه، ومعنى حقت عليهم الضلالة : ثبتت بثبوت أسبابها الكسبية، لا أنها جعلت غريزة لهم فكانوا مجبورين عليها، يدل على هذا تعليلها على طريق الاستئناف البياني بقوله: (إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ) ، ومعنى اتخاذهم الشياطين أولياء، أنهم أطاعوهم في كل ما يزينونه لهم من الفواحش والمنكرات، ويحسبون أنهم مهتدون فيما تلقنهم الشياطين إياه من الشبهات » . وجاء في تفسير البغوي : قوله تعالى : (إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ )،فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْكَافِرَ الَّذِي يَظُنُّ أَنَّهُ فِي دِينِهِ عَلَى الْحَقِّ وَالْجَاحِدَ وَالْمُعَانِدَ سواء، ولا نفع له بظنه.
أيها المسلمون
وللهداية أنواع متعددة ، وأذكر لكم منها : أولا : الهداية العامة : وهي الهداية المشتركة بين الخلق، وهي هداية كل مخلوق لما يصلحه في أمر معاشه، المذكورة في قوله عز وجل: ( قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ) [طه: 50]. ثانياً : هداية الدلالة والإرشاد: وهي تعريف بطريق الخير وطريق الشر: قال الله تعالى : (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ) [البلد: 10]. وهذه الهداية هي التي يقوم بها الرسل وأتباعهم ، قال الله تعالى : (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) [الشورى: 52]. ولكن هل كل إنسان بين له الأنبياء والدعاة الهدى من الضلال يهتدي؟ والجواب: لا؛ لأن هناك توفيقاً لا بد أن يحصل، وقد قال تعالى: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ ) [فصلت: 17] ، أي : بينا لهم، أرسلنا لهم صالحاً، فبين لهم: (فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى) [فصلت: 17]. فأرشدناهم فعصوا ولم يتبعوا ومن ظلمهم: استحبوا العمى على الهدى، والكفر على الإيمان، والهداية على الضلالة: ( فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ ) [فصلت: 17]. ولذلك، قال تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ) [التوبة: 115] ، أي بعد هداية البيان والدلالة ، فالله لا يضل قوماً بعد إذا هداهم، هداية الدلالة والإرشاد: (حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ ) [التوبة: 115] ، ويكون إضلالهم في هذه الحالة عقوبة على ترك الاهتداء، فأعرضوا فأعماهم، وصدوا فأضلهم. ثالثاً : هداية التوفيق والسداد : وهذه الهداية لا يقدر عليها إلا الله، وقال الله فيها : (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) [القصص: 56]. رابعا : الهداية إلى الجنة والنار : وتكون الهداية إلى الجنة والنار، إذا سيق أهلهما إليهما، قال الله -عز وجل-: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ) [يونس: 9]. وقال عليه الصلاة والسلام: (فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لأَحَدُهُمْ أَهْدَى بِمَنْزِلِهِ فِي الْجَنَّةِ مِنْهُ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا » [رواه البخاري ] ،وهذه الهداية هي ثمرة هداية التوفيق والسداد من الله تعالى ، فمن حصلت له هداية التوفيق والإلهام، حصلت له هداية الإقبال على الحق، واعتناق الحق، وأما هداية الكفار إلى النار: فقد جاء ذكرها في قول الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز: (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ) (22) ،(23) الصافات
أيها المسلمون
وللهداية أسباب ووسائل تعين عليها ، فلا بد أن نأخذ بأسباب الهداية، ونحذر من أسباب الضلال ، فما هي أسباب الهداية؟ ، أولا : من أسباب الهداية : الدعاء : والمسلم يدعو الله ويسأله الهداية في كل صلاة ، حين يقرأ قوله تعالى : ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) [الفاتحة: 6]. وفي صحيح مسلم (عَنْ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ عَلِىٍّ قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « قُلِ اللَّهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي وَاذْكُرْ بِالْهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ وَالسَّدَادِ سَدَادَ السَّهْمِ ». وفي الحديث القدسي الذي رواه مسلم في صحيحه : (يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ ) ، ثانيا : ومن أسباب الهداية : الإيمان: قال الله تعالى : ( وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ) [التغابن: 11]. ثالثاً: ومن أسباب الهداية : التوبة والإنابة : فمن تاب وآب ورجع إلى الله ، واستغفره من ذنوبه ، قبل الله توبته وهداه لصراطه المستقيم ، رابعاً: من أسباب الهداية : القرآن: قال الله تعالى : ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) [الإسراء: 9]. (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [المائدة: 15 – 16]. خامساً : من أسباب الهداية : المجاهدة : قال الله تعالى: ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) [العنكبوت: 69]. سادساً: ومن أسباب الهداية : الصحبة الطيبة : قال الله تعالى: (حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى) [الأنعام: 71]. سابعاً: من أسباب الهداية : الاعتصام بالله : يقول عز وجل: (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) [آل عمران: 101]. ثامناً: من أسباب الهدا ية: طاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم-: قال الله تعالى : ( وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ) [النور: 54].
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
أما الضلال : فهو : انحراف العبدِ وخروجُه عنْ شرع الإسلام، وسمى الانحراف عنْ شرع الإسلام ضلالاً ؛ لما فيه من ضياع، وبعد عن الحق والهداية والصلاح . فهؤلاء القوم الذين اتخذوا الشياطين أولياء ،لا تنتظرهم التوبة كما كان الحال بأبي لهب مثلا فهو ممن حقت عليهم الضلالة ، وقد جاء في الحديث المروي في مسند احمد عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قَتَادَةَ السُّلَمِيِّ أَنَّهُ قَالَ (سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ ثُمَّ أَخَذَ الْخَلْقَ مِنْ ظَهْرِهِ وَقَالَ هَؤُلَاءِ فِي الْجَنَّةِ وَلَا أُبَالِي وَهَؤُلَاءِ فِي النَّارِ وَلَا أُبَالِي قَالَ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَعَلَى مَاذَا نَعْمَلُ قَالَ عَلَى مَوَاقِعِ الْقَدَرِ)، فالضلالة حكم يحق على المستحق دونما ظلم ، قال الله تعالى : (كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) (33) يونس ، وأسباب الضلال وطرائقه كثيرو ومتعددة ، ومنها : الجهل : فإذا كان سبيل الهداية يستنير بالعلم الذي دل عليه العقل والرسل عليهم الصلاة والسلام، فإن سبيل الضلال يكون بالجهل ،والإعراض عن منهج الرسل عليهم الصلاة والسلام ؛ فالجهل بالخالق وعدم معرفته، من أكبر الأسباب التي تبعد الإنسان عن الطريق السوي ، ومن أسباب الضلال : العناد والاستكبار : وهما يحرمان صاحبهما منْ سماع الحق والإنصات إليه، وقد أشار القرآن الكريم إلى أول معصية ارتُكبتْ على يدي عدو الله إبليس، فقد أمره الله أن يسجد لآدم، فأبى واستكبر، ونفر عن الإنصات للحق، ومن أسباب الضلال : كيد الشيطان : فالشيطان نذر نفسه لغواية الإنسان ،والإيقاع به، لذلك فهو يزين للإنسان طريق الغواية ويجملُهَا له، كي يوقعه في المعصية، مستخدماً بذلك أسلوب الغواية المتدرِّجة ،قال الله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ النور 21، ومن أسباب الضلال : اتباع الهوى والشهوات : وقد أوجد الله الإنسان، وركّب فيه غرائز وشهوات يميل إليها، وهذه الشهوات إذا تُركتْ دون ضابط شرعيّ ولم تُهذّبْ، فإنها تسوق الإنسان إلى المعاصي والضلال و الوقوع في المحظورات والمحرَّمات، وإذا كان الله قد حرم على عباده بعض الشهوات والملذات المفسدة فقد أباح لهم الطيبَ منها. ومن أسباب الضلال : البيئةُ الاجتماعية : فالإنسان يتأثر ( إيجاباً وسلباً ) بالبيئة الاجتماعية التي يعيش فيها، فإن كانت البيئةُ الصالحةً، قادته إلى الصلاح، وإن كانت فاسدةً قادته إلى الفساد ، وفي الصحيحين : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – قَالَ قَالَ النَّبِىُّ – صلى الله عليه وسلم – « كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ ، كَمَثَلِ الْبَهِيمَةِ تُنْتَجُ الْبَهِيمَةَ ، هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ » ،والصحبةُ من البيئة المؤثرة في التربية، فقد روى البخاري ومسلم : (عَنْ أَبِى مُوسَى – رضى الله عنه – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً ، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً » ، ومع ما سبق بيانُهُ من أسباب الضلال، فإنهُ لابد من الإشارةِ إلى التحذير من الكفر والشرك والنفاق، وهي صورٌ منتشرةٌ من أوجه الضلال، التي ينبغي للمسلم أن يتجنبها ويبتعد عنها، وأن يعتصم بالدين الإسلامي المتين، كي ينجو منها.
الدعاء