خطبة عن (الناس والحساب)
أبريل 28, 2023خطبة عن أحوال أهل القبور وحديث (إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ)
أبريل 29, 2023الخطبة الأولى ( يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ) (12) ،(13) القيامة
إخوة الإسلام
لقاؤنا اليوم -إن شاء الله- مع آية من كتاب الله الكريم ، نتأملها ، ونتدبرها ، ونفهم معانيها ، ونؤمن بها ،ونعمل إن شاء الله بما جاء فيها ، مع قوله تعالى : (يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ) (13) القيامة ، والمعنى : أن الانسان يُخبر يوم القيامة بجميع أعماله ،قديمها وحديثها ، أولها وآخرها ، صغيرها وكبيرها ، بما قدم من عمل خير ، أو شر، مما عمله في الدنيا قبل مماته ، وما أخر بعد مماته من سيئة أو حسنة ، أو سيئة يعمل بها من بعده ، وبما قدم من طاعة الله ، وما أخر من حقوقه ، وفي ذلك إخبار من الله بأن الإنسان ينبأ بكل ما قدم أمامه وعن مجاهد قال : ينبأ بأول عمله وآخره ، وروى ابن ماجه في سننه : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ أَوْ بَيْتًا لاِبْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ ».،
فمن عظيم نعمة الله على عباده المؤمنين أن هيأ لهم أبواباً من البر والخير والإحسان عديدة ,يقوم بها العبد الموفق في هذه الحياة , ويجري ثوابها عليه بعد الممات , فأهل القبور في قبورهم مرتهنون , وعن الأعمال منقطعون , وعلى ما قدموا في حياتهم محاسبون ومجزيون , وبينما هذا الموفق في قبره الحسنات عليه متوالية , والأجور والأفضال عليه متتالية , ينتقل من دار العمل , ولا ينقطع عنه الثواب , تزداد درجاته , وتتناما حسناته، وتتضاعف أجوره وهو في قبره , فما أكرمها من حال , وما أجمله وأطيبه من مآلٍ ، وقد ذكر لنا الرسول صلى الله عليه وسلم أموراً سبعةً ، وهي من بعض ما يجري ثوابها على الإنسان في قبره بعد ما يموت , وذلك فيما رواه البزار في مسنده من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال 🙁 سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته :من عَلّم علماً, أو أجرى نهراً , أو حفر بئراً , أو غرس نخلاً , أو بنى مسجداً , أو ورّث مصحفاً , أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته ) (حسنه الألباني في صحيح الجامع) ، فقوله صلى الله عليه وسلم : (بَعْدَ مَوْتِهِ ) هذا نص على أن ذلك لا يكون عند الموت ، وإنما يخبر بجميع ذلك عند وزن عمله ، وإن كان يبشر بذلك في قبره ، وفي صحيح مسلم : (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ »
أيها المسلمون
والإنسان في الإسلام- ذكرا كان أم أنثى- مسئول مسئولية شخصية عن عمله، فلا يسأل عن عمل شخص آخر ،قال الله تعالى : (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) [فاطر: 18] ، وهذا المبدأ مبدأ أساسي يورث حالتين: يورث قلقاً وطمأنينة في الوقت نفسه : فالمنحرفون الذين يتكلون على أن فلاناً أغراهم بهذه المعصية، وأنهم لا ذنب لهم، يأتي هذا الكلام ليقلقهم، لن يحاسب عنك أحد، لن تستطيع أن تعزو ذنبك إلى أحد، لن تستطيع أن تحمِّل الآخرين أخطاءك، أخطاؤك لا يحملها أحدٌ عنك ،فلا تقل: أنا تربيت في بيئة سيئة، وأن الإنسان ابن بيئته، وابن محيطه، وابن أسرته، وابن وراثته، ولكنه في الأصح وفي الأعم الأغلب الانسان هو ابن ذاته، وابن اختياره، فإياك أن تعزو ذنبك إلى الآخرين ،وأما عن قوله تعالى :(وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ ) العنكبوت13 ،وقوله تعالى :{لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ } النحل25، فالمعنى أن الإنسان يحمل تبعة ذنب إنسان آخر إذا دله عليه، من دون أن ينجو الإنسان الآخر من تبعة ذنبه، فمرتكب الذنب لا بد من أن يحاسب لأنه مخير، أين عقله ؟ ، لكن الذي أفسده ودله عليه يحاسب مرتين، فكل إنسان يدل على شر يحاسب عليه كل من اقترف هذا الشر، من دون أن ينجو أصحاب الأعمال الشريرة من تبعة أعمالهم. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (… وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْقَصَ مِنْ أَوْزَارِهِ شَيْءٌ ) رواه الترمذي ، أما إذا كان الإنسان مستقيماً، وحوله بيئة سيئة جداً، وكان يخشى متوهمًا أن يصيبه الله بعذاب، لا لشيء إلا لأنه مع هؤلاء، فليطمئن: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ [فاطر: 18] ، فلن يحاسب ابن عن أبيه، ولن يحاسب أب عن ابنه إذا نصحه، وقدم له كل ما ينبغي، لن تحاسب زوجة عن زوجها، إذا أدت ما عليها، ولن يحاسب زوج عن زوجته، إذا نصحها فلم ترعوِ، لن يحاسب إنسان عن إنسان ، فهذه الآية تبعث القلق فيمن توهَّم أن أحداً سيحاسب عنه، وتبعث في النفس الطمأنينة، فيمن خاف أن يؤخذ المطيع بذنب العاصي.
أيها المسلمون
وفي يوم القيامة هناك أسس للمحاسبة ، فمن أسس الحساب يوم القيامة: أنه مبني على عدل الله تعالى، قال الله تعالى : ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) الأنبياء47، فلا تظلم نفس شيئاً سواء كانت مسلمة، أو كافرة، وهذا الحساب المبني على العدل لا يخلو من فضل، وتجاوز، وإحسان لمن يراه الله تعالى أهلاً لذلك ، قال الله تعالى : ( وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا ) طه112، لا يخاف زيادة في سيئاته، ولا هضماً ونقصاً من حسناته ، ومن الأسس الحساب يوم القيامة : أن العبد يوم القيامة يوفى كل العمل، قال الله تعالى : (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ) الزلزلة7، وهي الهباء التي ترى في أشعة الشمس، أو النملة الصغيرة من الخير، أو من الشر سيلقاه، وسواء كان فتيلاً، أو نقيراً، قال سبحانه عن أهل الجنة: (وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا) النساء124، وفي سنن الترمذي ومسند أحمد : (عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَجُلاً قَعَدَ بَيْنَ يَدَىِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي مَمْلُوكَيْنِ يُكْذِبُونَنِي وَيَخُونُونَنِي وَيَعْصُونَنِي وَأَشْتُمُهُمْ وَأَضْرِبُهُمْ فَكَيْفَ أَنَا مِنْهُمْ قَالَ « يُحْسَبُ مَا خَانُوكَ وَعَصَوْكَ وَكَذَبُوكَ وَعِقَابُكَ إِيَّاهُمْ فَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ بِقَدْرِ ذُنُوبِهِمْ كَانَ كَفَافًا لاَ لَكَ وَلاَ عَلَيْكَ وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ دُونَ ذُنُوبِهِمْ كَانَ فَضْلاً لَكَ وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ فَوْقَ ذُنُوبِهِمُ اقْتُصَّ لَهُمْ مِنْكَ الْفَضْلُ ». قَالَ فَتَنَحَّى الرَّجُلُ فَجَعَلَ يَبْكِى وَيَهْتِفُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَمَا تَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ) الآيَةَ. فَقَالَ الرَّجُلُ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلِهَؤُلاَءِ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ مُفَارَقَتِهِمْ أُشْهِدُكُمْ أَنَّهُمْ أَحْرَارٌ كُلَّهُمْ » ، ومن أسس المحاسبة يوم القيامة: جبر النقص في الفرائض من النوافل التي يعملها صاحب الفريضة، ففي سنن الترمذي : (عن أبي هريرة قال: سمعت رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلاَتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ فَإِنِ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِى مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ »
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن أسس المحاسبة يوم القيامة: أن الحساب يكون بمقابلة الحسنات والسيئات، فهنالك ميزان فيه كفتان، توزن الحسنات والسيئات، وبحسب الراجح في الميزان يكون المصير، فمن زادت حسناته ولو بواحدة نجا، ومن كانت سيئاته أكثر بواحدة دخل النار، ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أهل الأعراف، قال الله تعالى: (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ *وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ ) الأعراف8-9،
ومن أسس الحساب يوم القيامة: أن من هم بحسنة في الدنيا فلم يعملها جُزي عليها بحسنة كاملة، ففي الصحيحين : (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ – رضى الله عنهما – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – فِيمَا يَرْوِى عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ قَالَ « إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ، ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً ، فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً ، فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً »
ومن أسس المحاسبة يوم القيامة: المقاصة بين العباد بالحسنات والسيئات، فقد روى الامام أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه : (قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ – أَوْ قَالَ الْعِبَادُ – عُرَاةً غُرْلاً بُهْماً ». قَالَ قُلْنَا َمَا بُهْماً قَالَ « لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ ثُمَّ يُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مِنْ قُرْبٍ أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الدَّيَّانُ وَلاَ يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ وَلَهُ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَقٌّ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ وَلاَ يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَلأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ عِنْدَهُ حَقٌّ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ حَتَّى اللَّطْمَةُ ». قَالَ قُلْنَا كَيْفَ وَإِنَّا إِنَّمَا نَأْتِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عُرَاةً غُرْلاً بُهْماً. قَالَ « بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ » ، وقد صح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: “يؤخذ بيد العبد فيُنصب على رؤوس الناس وينادي مناد هذا فلان بن فلان فمن كان له حق فليأتي، فتفرح المرأة أن يدور لها الحق على أبيها أو على أخيها أو على زوجها” تريد حسنات من أي مصدر ولو من أقرب الناس، “قال: فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ) المؤمنون 101، فيأتون فيقول الرب: آتي هؤلاء حقوقهم، فقول: يا ربي فنيت الدنيا فمن أين أوتيهم؟ فيقول للملائكة: خذوا من أعماله الصالحة فأعطوا كل إنسان بقدر طليبته فإن كان ناجياً وفضل من حسناته مثقال حبة من خردل بعد القصاص ضاعفها الله حتى يدخله بها الجنة”، ثم تلا ابن مسعود: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا) النساء40، قال: “وإن كان عبداً شقيا قالت الملائكة: ربنا فنيت حسناته وبقي طالبون كُثر، فيقول: خذوا من أعمالهم السيئة فأضيفوها إلى سيئاته وصكوا له صكاً إلى النار”، ،
الدعاء