خطبة عن (صفات عِبَاد الرَّحْمَنِ (الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا)
مارس 15, 2016خطب عن ( كل بدعة ضلالة )
مارس 16, 2016الخطبة الأولى ( أنواع البدع وأقسامها )
الحمد لله رب العالمين …اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام … وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له…. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. هو صفوة الخلق وحبيب الحق ورحمة الله للعالمين اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في مسند أحمد : ( عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْفَجْرَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ لَهَا الأَعْيُنُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ قُلْنَا أَوْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا. قَالَ « أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ كَانَ عَبْداً حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى بَعْدِى اخْتِلاَفاً كَثِيراً فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِى وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ »
إخوة الإسلام
البدع قسمان :الأول: بدع مكفرة. والثاني: بدع غير مكفرة. قال الشيخ بن عثيمين – رحمه الله- ” إذا كانت البدعة مكفرة وجب هجر صاحبها،وإن كانت غير مكفرة فلا يهجر، إلا إذا كان في هجره مصلحة لأن الأصل بالمؤمن تحريم هجره، لقول النبي-عليه الصلاة والسلام-: (لا يحل لرجل مؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث ).ومن الأمثلة على البدع المكفرة: عبادة غير الله. وكالقول بوحدة الوجود ،ومنها المفسقة كالخروج على أئمة المسلمين وشق جماعتهم. ومن الأمثلة على البدع غير المكفرة: الاحتفال بالموالد، وكالتعبد بالأذكار والصلوات المحدثة، فهؤلاء أهلها تحت مشيئة الله تعالى يوم القيامة، إن شاء غفر لهم وتجاوز عنهم برحمته الواسعة وأدخلهم الجنة ابتداء، وإن شاء عذبهم في النار ،وعلى هذا فان البدع شر ليس فيها من خير، وذلك أن الدين كمل، كما قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً) المائدة 2. فالله تعالى أكمل لنا الدين ، فلا حاجة لنا بشرع جديد ، لا بالاحتفال بمولد ولا بذكرى لغزوة بدر أو الهجرة النبوية ولا غيرها، ولو كانت خيرا لما ترك الاحتفال بذلك من هم أحرص منا على الخير، وأعلم منا به وهم أصحاب رسول الله الذين شاهدوا التنزيل، وكانوا في جوه، وكانوا أسرع الناس بالخيرات -رضي الله عنهم-.
أيها المسلمون
والواجب على علماء الإسلام أن يوضحوا البدع للناس ، وأن ينكروها ، وأن يرشدوا الناس إلى تركها، ومن أمثلة ذلك ما نراه من البناء على القبور ، واتخاذ المساجد عليها من البدع، فإن هذا حدث بعد النبي – صلى الله عليه وسلم – ، ولأن أصحابه لم يتقربوا به إلى الله، وهي من البدع التي قد توقع في الشرك، وقد حذر منها النبي – صلى الله عليه وسلم – كما في الصحيحين (عَنْ عَائِشَةَ – رضى الله عنها – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ فِي مَرَضِهِ الَّذِى مَاتَ فِيهِ « لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى ، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسْجِدًا » . قَالَتْ وَلَوْلاَ ذَلِكَ لأَبْرَزُوا قَبْرَهُ غَيْرَ أَنِّى أَخْشَى أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا . ). ونهى عن تجصيص القبور ، والقعود عليها، والبناء عليها ، فالذي يبني عليها المساجد والقباب قد ابتدع في الدين ، وخالف نص الرسول – صلى الله عليه وسلم -، وأتى بأمرٍ وسيلة إلى الشرك. وهكذا وضع الستور عليها ، والعطور ، كل ذلك من البدع، والاحتفال بموت فلان ، أو بولادة فلان، هذه من البدع أيضاً والمسلم ليس له أن يتقرب إلا بشيءٍ شرعه الله، كما تقدم في الأحاديث. أما حديث : (من سن في الإسلام سنةً حسنة فله أجرها) الحديث ..فهذا معناه إحياء السنن ، وإظهارها ، والدعوة إليها، هذا معنى : (سن في الإسلام). أظهر السنة ، ودعا إليها ، وعظمها ، حتى عرفها الناس ، وحتى عملوا بها، فيكون له مثل أجورهم، ومن البدع والمنكرات مشابهة الكفار وموافقتهم في أعيادهم ومواسمهم الملعونة، كما يفعل كثير من جهلة المسلمين في مشاركة النصارى وموافقتهم فيما يفعلونه في خميس البيض الذي هو أكبر أعياد النصارى،وقد قال سفيان الثوري: (البدعة أحب إلى إبليس من المعصية؛ لأن المعصية يتاب منها والبدع لا يتاب منها)
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( أنواع البدع وأقسامها )
الحمد لله رب العالمين …اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام … وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له…. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. هو صفوة الخلق وحبيب الحق ورحمة الله للعالمين اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
جاء في الأثر أن إبليس قال: (أهلكت بني آدم بالذنوب، وأهلكوني بالاستغفار وبـ (لا إله إلا الله) ،فلما رأيت ذلك بثثت فيهم الأهواء، فهم يذنبون ولا يتوبون؛ لأنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا)، ومن أقوال علماء السلف في أصحاب البدع : قال الفضيل بن عياض –رحمه الله- : ( من جالس صاحب بدعه لم يعط الحكمة). وقال أيضا : ( لا تجلس مع صاحب بدعه فإني أخاف أن تتنزل عليك اللعنة) . وقال سفيان الثوري –رحمه الله-: ( من أصغى بأذنه إلى صاحب بدعة خرج من عصمة الله، ووكل إليها – أي إلى البدعة-). فهؤلاء بعض علماء السلف ينهون عن البدعة وعن مجالسة أصحابها، لما في ذلك من خطر البدعة وصاحبها على الدين، كما يدل الكلام السابق من هؤلاء العلماء على عظم إنكار البدع عند علماء السلف، لأنهم علموا ما في البدع من طمس للدين، وذهاب للشرع، والآتيان بدين وشرع لا يعرفه أهل الإسلام.
أيها المسلمون
إن البدع المحدثة في الدين ضلال مبين وعمل مشين، سواء كانت عقيدة في القلوب تطمس أنوار الفطرة، أو كانت أعمالا مردودة على أصحابها بعد التعب والنصب.ثم إنها ولو صدرت عن حسن نية وسلامة طوية فهي ذنب ومعصية، يؤاخذ بها المكلف ويحاسب عليها شأن كل قضية، ذلك لأنها مخالفة للكتاب والسنة وهي أصل كل بلية، قال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}. النور 63،
الدعاء