خطبة عن حديث(أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلُ النَّارِ)
أكتوبر 21, 2017خطبة عن ( فوائد الإيمان بالقضاء والقدر)
أكتوبر 21, 2017الخطبة الأولى (كن إيجابيا ) مختصرة
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133]، وروى ابن ماجة في سننه : (عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ
« إِنَّ هَذَا الْخَيْرَ خَزَائِنُ وَلِتِلْكَ الْخَزَائِنِ مَفَاتِيحُ فَطُوبَى لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ مِغْلاَقًا لِلشَّرِّ وَوَيْلٌ لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحًا لِلشَّرِّ مِغْلاَقًا لِلْخَيْرِ ».
إخوة الإسلام
الدين الإسلامي وشرائعه تدعونا إلى أن نكون إيجابيين ، ولا نكون من السلبيين ، فهذا سيدنا موسى عليه السلام لمَّا علِم أنَّ هناك رجلاً أعلمَ منه، رغب في الأخْذ عنه، والاستفادة منه، فقال لخادمه: ﴿ لاَ أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا ﴾ الكهف: 60 ،ولَمَّا دُعي عليه السلام لملاقاة ربِّه، مضى لفوره؛ كما قال – تعالى -: ﴿ وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هُمْ أُولاَءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ﴾ [طه: 83 – 84]. وهذه أمُّ المؤمنين خديجة – رضي الله عنها – تشارك رسولِ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – دعوتَه،وعندما قصَّ عليها ما رآه في غارِ حِراء، تُطمئنه، وتهدِّئ من رَوْعه، وتبشِّره وتسعِده ، فتقول له : “واللهِ لن يخزيَك الله أبدًا، إنَّك لتحمِلُ الكَلَّ، وتَقرِي الضيف، وتُكسِب المعدوم، وتُعين على نوائبِ الحق”. وهذا هو أبو بكر – رضي الله عنه – يصِل إلى قمَّة الإيجابيَّة والمبادرة عندَما يأتي بمالِه كلِّه، ويضعُه في حجر رسولِ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – وعندما يُسأل: ماذا تركتَ لأهلك يا أبا بكر؟ ؟ يقول: تركتُ لهم الله ورسولَه. وفى يوم الفُرْقان، يوم الْتقى الجمعان تجلَّتِ الإيجابيَّة في أعظمِ أشكالها، فهذا سعْدُ بن معاذ يقول لقائده ونبيِّه – صلَّى الله عليه وسلَّم -: “قد آمنا بك فصدقْناك، وشهِدْنا أنَّ ما جئت به هو الحق، وأعْطيناك على ذلك عهودَنا ومواثيقَنا على السَّمع والطاعة، فامضِ يا رسول الله لِمَا أردتَ، فو الذي بعثَك بالحق لو استعرضتَ بنا هذا البحرَ، فخُضتَه لخضناه معك، ما تخلَّف منَّا رجل واحد، إنَّا لصبر في الحرْب، صدق في اللِّقاء، ولعلَّ الله يُريك منا ما تقرُّ به عينُك، فسِرْ بنا على بركه الله”، وهؤلاء هم قادة الأنصار قالوا: يا رسولَ الله، لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: فاذهبْ أنت وربك فقاتلاَ إنَّا ها هنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربُّك فقاتلاَ إنَّا معكما مقاتلون”، فسُرَّ رسولُ الله، وأشرق وجهه.
أيها المسلمون
فكن أيها المسلم إيجابيا ، ولا تكن سلبيا ، فاشكر الله تعالى على نعمه وآلائه ، واستغفره من ذنوبك ومعاصيك ،
كن إيجابيا ، ولا تكن سلبيا ، فإن مررت بحجر يؤذي الناس في الطريق فأبعده عن الطّريق، ونحِّه عن المارّة، واعلم أن الأجر عظيم ، ففي صحيح مسلم (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِى بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ ». كن إيجابيا ، ولا تكن سلبيا ، فالنجاح دائماً يبدأ بالأفكار الإيجابية، فالإنسان السلبي ،هو المتشائم من دنياه ، وهو المتكاسل عن العمل وهو الساخط على قضاء ربه
كن إيجابيا ، ولا تكن سلبيا ، تفاءل ولا تيأس ، اجتهد ولا تكسل ، حاول مرة بعد مرة ولا تقنط ، ثق في فرج الله ورحمته وعونه وتدبيره ، فها هو نبي الله يعقوب يفقد ولديه ( يوسف وبنيامين ) ومع ذلك لم يقنط من رحمة الله قال تعالى على لسان نبيه يعقوب : (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) يوسف (87) ، كن إيجابيا ، ولا تكن سلبيا ، تفاءل ولا تتشاءم فإن التشاؤم والتطير تنشأ من قلة الفقه في الدين، وضعف الإيمان واليقين، فقد روى الإمام أحمد (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ مِنْ حَاجَةٍ فَقَدْ أَشْرَكَ ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كَفَّارَةُ ذَلِكَ قَالَ « أَنْ يَقُولَ أَحَدُهُمْ اللَّهُمَّ لاَ خَيْرَ إِلاَّ خَيْرُكَ وَلاَ طَيْرَ إِلاَّ طَيْرُكَ وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ »
أيها المسلمون
عندما تمكَّنتِ السلبية اليوم من قلوب المسلمين، وتربَّع على عروشهم السلبيُّون، الذين لا يعرفون ربًّا، ولا ينصرون حقًّا، ولا يحفظون حدًّا، ولا يُقيمون فردًا، ولا يُنفذون وعدًا، ولا يراعون عهدًا، ومِن ثَمَّ لا ترتفع لهم راية، ولا ينتصر بهم دِين، ولا تتحقَّق لهم غاية. فدعوة الإسلام لا تنتصر بأصحابِ المنافع، ولا بأرباب المصالِح، ولا بطلاَّب الدنيا،ولا بالباحثين عن الأضواءِ والشُّهرة، ولا بالمعطِّلين للدعوة والصادِّين عن سبيل الله،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( كن ايجابيا ولا تكن سلبيا )
الحمد لله رب العالمين . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
كن .. ولا تكن .. كن طائعا لله ورسوله ، ولا تكن عاصيا . وكن مبشرا ولا تكن منفرا. وكن ميسرا ولا تكن معسرا .وكن سخيا ولا تكن بخيلا .وكن ودودا ولا تكن جافيا . وكن جادا ولا تكن مهرجا . وكن قويا ولا تكن ضعيفا . وكن صادقا ولا تكن كاذبا . وكن زاهدا ولا تكن طامعا .كن مقبلا على كل خير ، ولا تكن مدبرا . وكن سليم القلب ولا تكن حاقدا . كن عادلا ولا تكن ظالما . وكن ذاكرا لله ، ولا تكن غافلا . وكن حليما ولا تكن مندفعا . كن عاملا منتجا ولا تكن متطفلا . وكن عاليا ولا تكن متعاليا . وكن معطيا ولا تكن آخذا . كن مسالما ولا تكن مهاجما . كن محبا للخير وأهله ، ولا تكن مبغضا . وكن متوكلا على الله ،ولا تكن متواكلا . كن كحامل المسك ، ولا تكن كنافخ الكير . وكن متبعا لرسولك، ولا تكن مبتدعا . كن متواضعا ولا تكن متكبرا . وكن متعلما ولا تكن جاهلا . وكن سابقا في الخيرات ولا تكن مسبوقا . وكن صبورا ولا تكن عجولا . كن أبا حانيا ولا تكن أبا غليظا . وكن شهما ولا تكن نذلا .وكن كالحديد في صلابته ولا تكن كالريشة في هشاشتها ، وكن كالنجم في علاه ، ولا تكن كالحصى في أدناه . كن كالجمل في تحمله ولا تكن كالفأر في تعجله .كن مفتاحا للخير ومغلاقا للشر , كن مخلصا لله في عملك ولا تكن مرائيا ومسمعا . كن وفيا للوعود والمواثيق ، ولا تكن غادرا أو خائنا . كن واصلا للرحم ولا تكن مكافئا أو مقاطعا وكن بارا بوالديك ولا تكن عاقا . كن صالحا ولا تكن فاسدا. كن حكيما ولا تكن مجازفا. كن رحيما ولا تكن قاسيا. كن قارئا للقرآن ولا تكن هاجرا. كن نافعا ولا تكن ضارا. كن حريصا ولا تكن متهاونا ، كن نجما في السماء تراه الناس ،ولا تكن حصاة في الأرض بالأرجل تداس
الدعاء