خطبة عن (عيادة المريض والدعاء له )
أكتوبر 19, 2022خطبة عن ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ )
أكتوبر 19, 2022الخطبة الأولى ( كيف تنال رضا الله؟ )
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى الامام مسلم في صحيحه: (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا ».
إخوة الإسلام
رضا الله سبحانه وتعالى هو باب الله الأعظم ،وجنّة الدنيا، ومستراح العارفين، وحياة المحبّين، ونعيم العابدين، وقُرّة عيون المشتاقين، لذلك كان رضا الله سبحانه وتعالى أمنية كل مؤمن، وغاية كل متعبد ، وهدف كل عامل.. فالكل يسعى إلى أن يرضى الله عنه ويُحبّه، فيصبح بذلك سعيدًا في دنياه وأخراه، ومن المعلوم أن نيل رضا الله تبارك وتعالى يكون باتّباع أوامره، والابتعاد عن نواهيه، ولكن هناك بعض الأعمال الصالحة تجلب للعبد المؤمن رضا الله عنه، ولذلك يتوجّب عليه أن يحرص عليها ،ومن هذه الأعمال: ما جاء في الحديث المتقدم: « إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا». فالله تعالى يرضى عن العبد المؤمن الذي يحمد الله تعالى ويشكره على نعمه وآلائه ،فيحمد الله ويشكره على نعمة الطعام والشراب ،وعلى نعمة الصحة والعافية ،وعلى نعمة الاسلام والإيمان، وعلى نعمة الزوجة والولد، وعلى نعمة العقل والتمييز ،وعلى نعمة المال والرزق، وهكذا ،فالله تعالى يرضى عن العبد الحامد الشاكر ،ولا يرضى عن العبد الجاحد الساخط ،ومن الأعمال التي ينال بها العبد رضا الله: ما رواه مسلم في صحيحه: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاَثًا وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلاَثًا فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَيَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةَ الْمَالِ». فالله تعالى يرضى عن كل عبد مؤمن يعبد الله تعالى ويوحده، ويخلص العبادة له ،ولا يشرك في عبادته أحدا ،ويرضى عن العبد المؤمن الذي يتمسك بدين الله ويعمل بشرائعه، ويحب ويرضى وحدة المسلمين وتماسكهم وتعاونهم ،فمن فعل ذلك ابتغاء مرضاة الله تعالى نال محبته ورضاه، ومن الأعمال الصالحة التي ينال بها العبد رضا الله تعالى: ( إخلاص العمل لله سبحانه وتعالى، وأداء الفرائض، ففي سنن ابن ماجه: (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ فَارَقَ الدُّنْيَا عَلَى الإِخْلاَصِ لِلَّهِ وَحْدَهُ وَعِبَادَتِهِ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ مَاتَ وَاللَّهُ عَنْهُ رَاضٍ». ومن الأعمال الصالحة التي ينال بها العبد رضا الله تعالى: الكلمة الطيبة، والأسلوب المهذب أثناء تعاملك مع الناس، ففي صحيح البخاري: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لاَ يُلْقِى لَهَا بَالاً ، يَرْفَعُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لاَ يُلْقِى لَهَا بَالاً يَهْوِى بِهَا فِى جَهَنَّمَ»، فالكلمة الطيبة تجلب رضا الله، فهي مفتاح كل خير، وعنوان سلامة القلب، ودليل على صدق الايمان، ونظافة اللسان، بها تنال الجنات، وترفع الدرجات ،ورضا رب الأرض والسموات، ومن الأعمال التي ينال بها العبد رضا الله: بر الوالدين، والاحسان إليهما، والصبر على ما يصدر منهما، ففي سنن الترمذي: (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « رِضَا الرَّبِّ فِي رِضَا الْوَالِدِ وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ». فبر الوالدين باب من أبواب الجنة ،ومن أحب الأعمال إلى الله تعالى، وفي الصحيحين :(عن عَبْدِ اللَّهِ – قَالَ سَأَلْتُ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ قَالَ « الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا». قَالَ ثُمَّ أَيُّ قَالَ «ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ»،
أقول قولي وأستغفر الله
الخطبة الثانية ( كيف تنال رضا الله؟ )
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وما زال حديثنا موصولا عن: كيف تنال رضا الله؟ فرضا الله الغاية التي نسعى إليها ، والهدف الذي نجاهد من أجله ،فمن الأعمال التي ينال بها العبد رضا الله: السماحة واللين والرفق ،وحسن الخلق ،ففي مسند أحمد: (عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيَرْضَاهُ وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ »، فالمسلم هين لين رفيق متسامح ،وفي سنن الترمذي: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ يَحْرُمُ عَلَى النَّارِ أَوْ بِمَنْ تَحْرُمُ عَلَيْهِ النَّارُ عَلَى كُلِّ قَرِيبٍ هَيِّنٍ لَيِّنٍ سَهْلٍ»، ومن الأعمال التي ينال بها العبد رضا الله: الإصلاح بين الناس فعن أنس رضي الله عنه: أن النبي قال لأبي أيوب” ألا أدلك على عمل يرضاه الله ورسوله”، قال: بلى، قال “صل بين الناس إذا تفاسدوا وقرب بينهم إذا تباعدوا ” رواه الطبراني وحسنه الألباني، فالإصلاح بين الناس إذا قصد به وجه الله فهو من أجل الأعمال ،ومن أعظم القربات، به يتقارب المتباعدون ، ويتصالح المتخاصمون ،ومن الأعمال التي ينال بها العبد رضا الله: كظم الغيظ، والعفو عن الناس.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه يوم القيامة رضا” [رواه الأصبهاني وصححه الألباني] ،وفي سنن الترمذي:«مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنَفِّذَهُ دَعَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلاَئِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ فِي أَيِّ الْحُورِ شَاءَ»، ومن تركَ شهَوَاته لله، وقدَّم رِضا الله على هواه، نالَ الرِّضا، وتحقَّق له ما تمنَّاه؛ فاللهم ارضنا وارض عنا وعلى طاعتك اعنا ،نسألك الرضا والعفو عما قد مضى ونسألك الرضا والرضوان والعفو والعافية وحسن الختام .
الدعاء