خطبة عن (استقبال شهر الصيام) 5
فبراير 25, 2024خطبة عن (استقبال رمضان) مختصرة
فبراير 25, 2024الخطبة الأولى ( كيف نستقبل شهر رمضان ؟ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) البقرة 185،
إخوة الإسلام
إن من نعم الله تعالى على عباده، أن جعل لهم مواسم عظيمة للخيرات، تكثر فيها الطاعات ، وتُغفر فيها السيئات وتُضاعف فيها الحسنات، وتتنزل فيها الرحمات، ومن أجلِّ هذه المواسم وأكرمها شهر رمضان المبارك، فهو شهر البركات والخيرات، وشهر الصيام والقيام، وشهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، وشهر الجود والكرم والبذل والإحسان. فكيف نستقبل شهر رمضان ؟ ، نستقبل شهر رمضان أولا: بالدعاء أن يبلغنا الله شهر رمضان ، فقد كان السلف الصالح يدعون الله أن يبلغهم رمضان، وأن يتقبله منهم. وفي مسند أحمد (أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا رَأَى الْهِلاَلَ قَالَ : « اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلاَمِ رَبِّى وَرَبُّكَ اللَّهُ » ، ونستقبل شهر رمضان : بالحمد والشكر على بلوغه، فكم من أناس صاموا شهر رمضان في العام الماضي وهم الآن يرقدون تحت التراب ينتظرون دعوة صالحة ،ولو قيل لأحدهم ماذا تتمنى؟ ، لقال: صيام ولو ساعة من شهر رمضان ، ونستقبل شهر رمضان : بالفرح والابتهاج ، فقد ثبت عن رسول الله أنه كان يبشر أصحابه بمجيء شهر رمضان : { فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ « قَدْ جَاءَكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرٌ مُبَارَكٌ افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ يُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَيُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ ». } [أخرجه أحمد]. ونستقبل شهر رمضان : بعقد العزم الصادق على اغتنامه ،وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة، فمن صدق الله صدقه الله، وأعانه على الطاعة ،ويسر له سبل الخير، ومن أعظم الخسران، وأكبر الحرمان ،أن يدرك المرء هذا الشهر الكريم المبارك، فلا تغفر له فيه ذنوبه، ولا تحط فيه خطاياه؛ لكثرة إسرافه وعدم توبته، وتركه الإقبال على الله عزّ وجل في هذا الشهر الكريم المبارك، بالإنابة ،والرجوع ،والتضرع، والخشوع، والتوبة والاستغفار، فيدخل عليه هذا الشهر الكريم ويخرج، وهو مستمر في غيه ،ومتماد في تقصيره، غير مُقبِل على ربِّه عزّ وجل ، وعن جابر بن عبد الله : أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى المنبر، فلما رقى الدرجة الأولى قال: “آمين”. ثم رقى الثانية، فقال : “آمين”.. ثم رقى الثالثة: فقال: “آمين”. فقالوا : يا رسول الله! سمعناك تقول: “آمين” ثلاث مرات؟ قال: “لما رقيت الدرجة الأولى جاءني جبريل صلى الله عليه وسلم، فقال: شقي عبد أدرك رمضان فانسلخ منه ولم يغفر له. فقلت: آمين. ثم قال: شقي عبد أدرك والديه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة. فقلت: آمين. ثم قال : شقي عبد ذكرتَ عنه ولم يصل عليك. فقلت: آمين” صحيح الأدب للبخاري
أيها المسلمون
ونستقبل شهر رمضان :بالعلم والفقه بأحكام الصيام، فيجب على المؤمن أن يعبد الله على علم، ليكون صومه صحيحا مقبولا عند الله – ونستقبل شهر رمضان :بالعزم على ترك الآثام والسيئات والتوبة الصادقة من جميع الذنوب، والإقلاع عنها وعدم العودة إليها، فهو شهر التوبة فمن لم يتب في شهر رمضان فمتى يتوب؟! ، قال الله – تعالى -: ” وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ” [النور: 31] ، ونستقبل شهر رمضان :بفتح صفحة جديدة بيضاء مشرقة مع: الله سبحانه وتعالى بالتوبة الصادقة. ،وفتح صفحة بيضاء مع الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر.- وفتح صفحة بيضاء مع الوالدين والأقارب، والأرحام والزوجة والأولاد بالبر والصلة.- وفتح صفحة بيضاء مع المجتمع الذي نعيش فيه بأن نكون عبادا صالحين ونافعين فخير الناس أنفعهم للناس ، ونستقبل شهر رمضان : بالإخلاص لله – تعالى – قال تعالى : (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) (110)الكهف ، فالإخلاص روح الطاعات، ومفتاح لقبول الباقيات الصالحات، وسبب لمعونة وتوفيق رب الكائنات، وعلى قدر النية والإخلاص والصدق مع الله تكون معونة الله لعبده المؤمن ،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( كيف نستقبل شهر رمضان ؟ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ونستقبل شهر رمضان : بسلامة الصدر مع المسلمين وألا تكون بيننا وبين أي مسلم شحناء ، ونستقبل شهر رمضان : بقيام الليل ، واتخاذ ورد يومي من القرآن ومحاسبة النفس على تقصيرها ، فيُقوم العبد سلوكه ليكون في رمضان على درجة عالية من الإيمان . وأن نكون من أهل الجود والكرم ، والبذل والاحسان ، ونستقبل شهر رمضان : بالابتعاد عن تضييع أيامه بالنوم ولياليه بالسهر فمن كان هذا ديدنه فلم يستفد من شهره شيئا بل لربما كان وبالا عليه . قال الزهري : “إذا دخل رمضان، إنما هو تلاوة القرآن، وإطعام الطعام”، ونستقبل شهر رمضان :بالحرص على افطار الصائمين ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم : « مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئرواه الترمذي ، ونستقبل شهر رمضان : بحفظ اللسان وبقية الجوارح عن الحرام ، ففي صحيح البخاري : (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – : « مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِى أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ » ، ألا فاستقبلوا شهر رمضان بهمة عالية ، وعزيمة صادقة ، وكونوا لشهر الله من الصائمين القائمين .
الدعاء