خطبة عن العفو والصفح (فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) مختصرة
سبتمبر 18, 2018خطبة عن: من أخلاق المسلم خلق (الحب)
سبتمبر 22, 2018الخطبة الأولى ( لبس الحق بالباطل) مختصرة
الحمد لله رب العالمين . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (42) البقرة
إخوة الاسلام
قال علماء التأويل : الحق هو دين الاسلام ، والباطل ما عداه من الأديان في هذا الزمان . وقالوا : الحق : هو القرآن ، والباطل : ما عداه من الكتب المحرفة والموضوعة ليخدعوا بها الأنام. وقالوا : الحق : هو الإيمان ، والباطل : هو الكفر والفسوق والعصيان . وقالوا : الحق : هو الصدق والعدل ، والباطل : هو الكذب والزور والخديعة والبهتان . وأما المقصود بلبس الحق بالباطل: فهو خلط الباطل بالحق حتى لا يُعرف الحق من الباطل ، ويلتبس أحدهما بالآخر ،وكذلك : اظهار الباطل في ثوب الحق ، حتى يقع الناس في شباكه ، ويُخدعوا به ،ويُفتنوا ببريقه ولمعانه . وصور لبس الحق بالباطل في واقعنا المعاصر فهي كثيرة ، فمن صور لبس الحق بالباطل : محاولة مزج الاسلام بالكفر، تحت مسميات مختلفة، فيقول المضللون : نحن جميعا (أبناء نبي الله إبراهيم)، وينادون بـ “حوار الأديان”، ويزعمون أن أتباع هذه الأديان هم جميعًا مؤمنون ،وكذلك دعوتهم إلى وحدةِ الأديانِ: وهذه الدَّعوةُ يكفي في إبطالِها قولُ اللهِ تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85]، وما رواه أحمد في مسنده ،وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة : (عَنْ أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« مَنْ سَمِعَ بِي مِنْ أُمَّتِى أَوْ يَهُودِيٌّ أَوْ نَصْرَانِيٌّ فَلَمْ يُؤْمِنْ بِي لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ »، وفي رواية : « وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ أَوْ نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلاَ يُؤْمِنُ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ». ولكنَّ أعداءَ اللهِ زيَّنوها بألفاظٍ برَّاقةٍ، مثلَ قولِهم: الإخاءُ الدِّينيُّ – وحدةُ الأديانِ – التَّفاهمُ بينَ الأديانِ – نبذُ التَّعصُّبِ المذهبيِّ – الصَّداقةُ الإسلاميَّةُ المسيحيَّةُ – التَّضامنُ الإسلاميُّ المسيحيُّ – التَّعايشُ بينَ الأديانِ – الأديانُ الإبراهيميَّةُ … ومن صور لبس الحق بالباطل : تزيين الباطل ،والتنفير من الحق . قال الله تعالى : (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا) فاطر 8، فأهل الباطل في كل زمان ومكان ،يزينون الباطل ،ويزخرفونه ،ويشوهون الحق ،وينفرون الناس منه ، وها نحن في هذا الزمان ،نشاهد ،ونسمع ،ونقرأ ،عن تزيين الباطل ،والدعوة إليه وتشويه الحق ،والتنفير منه ، فلم يبق باطل في الأرض إلا زينه أهله، وبكل وسيلة من الوسائل المتاحة لهم، ودعوا إليه، وأوجدوا له أنصارا ،يكثرون سواده ، ضد الحق وأهله. فالتزيين ،والتَّلبيسُ ،والتَّضليل : هو إظهارُ الباطلِ في صورةِ الحقّ ، والشرِّ في صورةِ الخير
أيها المسلون
ومن صور لبس الحق بالباطل : الشِّعاراتُ الخادعةُ والبراقة ، والعباراتُ المُضلِّلةُ: كدعوتِهم إلى تحريرِ المرأةِ، وحفظِ حقوقِها ورعايتِها : فهذا شعارٌ برَّاقٌ، وهو قولٌ في ظاهرِه الرحمة ،والصِّدقُ، ولكنَّ باطنَه الانحلالُ والفسادُ، فهم لا يَعْنُونَ حقوقَها الَّتي شرعها اللهُ لها، بل يزعمون زورًا أنَّ خروجَها ،وانفلاتَها عن أمرِ ربِّها ،هو تحريرُها ،وتمكينُها من حقوقِها! ومن صور لبس الحق بالباطل : تسميةُ المُسمَّياتِ بغيرِ أسمائِها: ومنها : قولُ بعضِهم عن الخمرِ: (مشروباتٌ رُوحِيَّةٌ)، وعن الرِّشوةِ: (هَدِيَّةٌ – إكراميَّةٌ – مُكافأةٌ وتقديرٌ لجهودِكم)، ويسمون المتمسكين بهدي النبي صلى الله عليه وسلم متطرفين ، ومتعصبين ، وأصوليين، وإرهابيين ، ورجعيين.وجعلوا البعد عن المعاصي : تزمتا ، وانغلاقا، والحجاب : خيمة ،ورجعية ، وتخلفا،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( لبس الحق بالباطل ) مختصرة
الحمد لله رب العالمين . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى. وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى. قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا. قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} [طه:123-126]. ورغم وضوح هذه الأدلة – من الكتاب العزيز – على حصر الهدى في هدى الله ،وأن الضلال والعمى فيما سواه ، إلا إنه من أعظمِ الفِتن التي تُعاني منها المجتمعاتِ المسلِمة في عَصرِنا الحَاضِر : هِي فتنة غِيابِ الحقّ ولَبسه بالباطل ، ويؤكِّد هذا مَقولة ابنِ مَسعود رضي الله عنه التي يقول فيها: (كيفَ بِكم إذا لبِسَتكم فتنةٌ يربُو فيها الصغير، ويهرمُ فيها الكبير، وتُتَّخَذ سُنّة، فإن غُيِّرت يومًا قيل: هذا مُنكَر)، قالوا: ومتى ذلك؟ قال: (إذا قلَّت أمناؤكم، وكثُرت أُمراؤكم، وقلَّت فُقهاؤكم، وكثُرت قُرّاؤكم، وتُفُقِّه في غيرِ الدّين، والتُمِسَت الدنيا بعَمَل الآخرة) ، ومن المعلوم أن هذا التَّلبيسَ ،وذاك التضليلَ ،إن لم نتداركه ونجلي حقيقته ، فسوف ينتهي بالمسلمين إلى الفُرقةِ ، ومما يعين على استمرار هذا التلبيس هو سكوتُ العلماءِ عن بيانِ الحقِّ؛ فسكوتُهم عن الباطلِ كالإقرارِ منهم له، ولذلك أخذ اللهُ على أهلِ العلمِ بيانَ الحقِّ وعدمَ كتمانِه، وذَمَّ مَن كتمه وتَوعَّدَه، وفي سنن ابن ماجة 🙁عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« مَنْ كَتَمَ عِلْمًا مِمَّا يَنْفَعُ اللَّهُ بِهِ فِي أَمْرِ النَّاسِ فِي الدِّينِ أَلْجَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنَ النَّارِ ».
الدعاء