خطبة عن ( لماذا نحن مسلمون؟ )
نوفمبر 4, 2017خطبة عن (بسواعد الشباب وحكمة الشيوخ ترقى الأمم )
نوفمبر 6, 2017الخطبة الأولى (لماذا أخترت الإسلام دينا )
الحمد لله رب العالمين .اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20) آل عمران ، وقال الله تعالى : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) آل عمران ، وقال الله تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا المائدة (3)
إخوة الإسلام
سؤال أتوجه به إليكم وإلى نفسي ، لماذا أنا مسلم ؟ ولماذا أنتم مسلمون ؟ ،هل أنا مسلم لأنني ولدت من أب وأم مسلمين؟ وفي أسرة مسلمة ؟ ،هل أنا مسلم لأنني أحمل هوية أو بطاقة مكتوب فيها أنني مسلم ؟ ، هل أنا مسلم لأنني متعصب لدين آبائي وأجدادي ؟ ، هل أنا مسلم لأنني أقيم في بلد إسلامي ؟ ، إذن ، لماذا أنا مسلم ؟؟؟ ، سألت نفسي هذه الأسئلة ، وأردت أن أسمع منها الإجابة عليها ، حتى يكون إسلامي عن يقين صادق ، لا مقلدا ، ولا متعصبا ، ولا جهولا ، سألت نفسي هذه الأسئلة ، فجاءتني الإجابة مقنعة شافية كافية ، قالت :أنت مسلم : لأن الإسلام هو الدين الذي ارتضاه لنا خالقنا ، فقال عز وجل :(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) ، المائدة 3 ، أنت مسلم : لأن الإسلام نسخ ما قبله من الأديان والكتب السابقة ، بعد أن دخلها التحريف والتغيير والتبديل ، واعتراها الفساد والتضليل ،أنت مسلم : لأنك من أتباع النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ،الذي بشر به عيسى وموسى ومن قبله إبراهيم وإسماعيل ، فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو دعوة إبراهيم التي دعا بها ربه قائلا ، (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) البقرة 129 ، وهو بشارة عيسى كما قال تعالى: (وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ) الصف 6 ، أنت مسلم : لأن الإسلام دين العقل ، ودين الفطرة السليمة (فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) الروم 30 ، أنت مسلم : لأن الإسلام هو دين التوحيد الخالص ، والعقيدة الصحيحة ، أنت مسلم : لأن الإسلام هو دين الأخلاق الفاضلة ، والمعاملات الحسنة ، والعبادات الراقية ، فقلت لنفسي : ما دليلك على ما تقولين ؟ ، وما حجتك على ما تدعين ؟ ،فقالت وهي واثقة مطمئنة ، تعال بنا نقارن بين الإسلام وغيره من الديانات الأخرى ،فما هي عقيدة الإسلام ؟ وماهي عقيدة غير المسلمين من اليهود والنصارى؟ : أولا : عقيدة المسيحيين في الله ، سبحانه وتعالى ، أن الله ثالث ثلاثة : ( أي هناك ثلاثة آلهة 🙁 الله الرب ، والله الابن ، والله الروح القدس ) ، إله واحد ، فهو تثليث في توحيد ، وتوحيد في تثليث ، وهم يفسرون هذا التناقض بقولهم :( الله محبة ، ولا يكون الله سعيدا إلا إذا وجد معه غيره ، فكان عليه أن يهب ذاته ابنا يجد فيه سعادته ، ويبادله محبته ؟؟؟، ولهذا ، ولد الله الابن ، نتيجة لحبه إياه ، ووهبه ذاته ؟؟، وثمرة هذه المحبة المتبادلة من الأب والابن كانت الروح القدس )،،، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ،إذن فهم يؤلهون عيسى (عليه السلام ) ويعتقدون أنه إله مع الله ، ويدللون على ألوهيته في أنه تكلم في المهد ، وأوتي المعجزات من إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى ، ويخلق من الطين طيرا ، ويخبر بالغيب ، وكل هذه خصائص إلهية ، هذه هي عقيدتهم في الله ، أما عقيدة الإسلام والمسلمين في الله ، فنحن نعتقد أن الله واحد في ذاته وفي صفاته ، لا شريك له ، ولا ند له ، ولا مثيل له ، قال تعالى : (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) الاخلاص ،والاسلام يرد على من آمن بتعدد الآلهة ، بقول الله تعالى :(مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) المؤمنون 91 ، 92 ، وقوله تعالى (قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا (42) سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا )، الاسراء 42 ، 43 ، وقوله تعالى : (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ) الانبياء 22 ، ثم بين سبحانه لهؤلاء الذين يعتقدون أن عيسى عليه السلام إله بقوله تعالى : (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ) آل عمران 59 ، ويبين لهم أن عيسى بشر فقال تعالى : (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ) ، فمن يأكل الطعام فهو ناقص في ذاته، لأنه محتاج إلى غيره ، ولا يصلح أن يكون إلها ولا ربا ، لأن الإله كامل غير ناقص ، ولا يشبه مخلوقاته، ولا يحتاج إليهم ، يقول سبحانه : (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ) النساء 171 ، وقال سبحانه : (ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) مريم 35 ، إذن فالإسلام يقرر التوحيد الخالص لله ، وأنه سبحانه وتعالى ليس له والد ولا ولد ، ولا مكان عنده لأم ولا زوجة ولا صاحبة ، وأن كل ما عداه فهو خلق من خلقه وعبد له ، قال تعالى :(أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) الانعام 101 ، وقال تعالى (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ) مريم 93 ،وقال تعالى : ( لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ) النساء 172 ، إذن فالمسلم لا يدعو إلا الله ، ولا يعبد ربا سواه ، ولا يطيع إلا أمره ، ولا ينفذ إلا حكمه ، المسلم منتصب القامة أمام كل مخلوق ، فلا يحني ظهره إلا لله ، هذه هي عقيد المسلم … ثانيا: عقيدة اليهود في الله : فهم يقولون أن عزيرا ابن الله ، قال تعالى (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ ) التوبة 30 ، وأنهم أي اليهود : (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ) التوبة 31 ، وكما في سنن الترمذي : (عَنْ عَدِىِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- وَفِى عُنُقِى صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ. فَقَالَ « يَا عَدِىُّ اطْرَحْ عَنْكَ هَذَا الْوَثَنَ ». وَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فِى سُورَةِ بَرَاءَةَ (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ) ، قَالَ « أَمَا إِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْبُدُونَهُمْ وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا أَحَلُّوا لَهُمْ شَيْئًا اسْتَحَلُّوهُ وَإِذَا حَرَّمُوا عَلَيْهِمْ شَيْئًا حَرَّمُوهُ ». هل علمتم الآن لماذا أنا مسلم ، ولماذا أخترت الإسلام دينا ، إنها نعمة ما بعدها نعمة ، وسوف يتمناها غير المسلمين يوم القيامة ، ولكن لا مجيب قال تعالى : (رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ ) الحجر 2 ، وأختم حديثي بهذا الدعاء: رب : (تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ )
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (لماذا أخترت الإسلام دينا؟؟ )
الحمد لله رب العالمين .اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وما زلنا مع عقيدة اليهود في الله : (جاء في الإصحاح الثالث من سفر التكوين): ( بعد ارتكاب آدم لخطيئة الأكل من الشجرة (وهي كما يقول كاتب الإصحاح شجرة معرفة الخير والشر) ( وسمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار، فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الإله في وسط الجنة، فنادى الرب الإله آدم، وقال له: أين أنت؟ فقال: سمعت صوتك في الجنة، فخشيتك، لأني عريان، فاختبأت، فقال: من أعلمك أنك عريان؟ هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك ألا تأكل منها؟ .وقال الرب الإله: هوذا الإنسان صار كواحد منا عارفاً الخير والشر، والآن لعله يمد يده، ويأخذ من شجرة الحياة أيضاً، أو يأكل ويحيا إلى الأبد، فأخرجه الربّ الإله من جنة عدن، ليعمل في الأرض التي أخذ منها، فطرد الإنسان وأقام شرقي جنة عدن) ،،، وواضح أن ما في هذه النقول من وصف الله – سبحانه – بالجهل، وأنه لا يدري أين آدم حتى عرّفه هو، وأنه كالبشر يتمشى كما يتمشى البشر، وأن السبب في إخراج آدم من الجنة ليس هو معصية آدم لربه كما وضحه القرآن، وإنما هو خوف الله تعالى من أن يأكل الإنسان من شجرة الحياة فيكون من الخالدين! وأن الله لم يُعرّف الإنسان الخير والشر، وإنما علم ذلك عندما أكل من الشجرة،وكل ذلك كذب وافتراء على الله سبحانه وتعالى.واستمع إلى هذه الخرافة التي وردت في الإصحاح الحادي عشر من سفر التكوين: ” بعدما عمرت الأرض بذرية نوح، وكانت كلّها لساناً واحداً ولغة واحدة، وحدث في ارتحالهم شرقاً أنهم وجدوا نعمة في أرض شنعار، وسكنوا هناك، وقال بعضهم لبعض: هلم نصنع لبناً ونشويه شياً، فكان لهم اللبن مكان الحجر، وكان لهم الحجر مكان الطين، وقالوا: هلم نبني لأنفسنا مدينة وبرجاً رأسه في السماء ونصنع اسماً، لئلا نتبدد على وجه كل الأرض. فنزل الرب لينظر المدينة والبرج اللذين كانوا بنو آدم يبنونهما، وقال الرب: هوذا شعب واحد، ولسان واحد لجميعهم، وهذا ابتداؤهم بالعمل، والآن لا يمتنع عليهم كل ما ينوون أن يعملوه. هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم، حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض، فبددهم الرب من هناك على وجه كل الأرض، فكفوا عن بنيان المدينة، لذلك دعي اسمها بابل، لأن الرب هناك بلبل لسان كل الأرض، ومن هناك بددهم الرب على وجه الأرض “.وإذا تركنا ما في التوراة من تحريف وزيف ونظرنا في (التلمود) وهو الكتاب الذي سطره علماء اليهود وحاخاماتهم ، وسأكتفي بأن أنقل من كتاب ((الكنز المرصود في قواعد التلمود)) ما يتعلق بالعزة الإلهية ، فقد ورد في تلمودهم :((أن النهار اثنتا عشرة ساعة: في الثلاثة الأولى منها يجلس ويطالع الشريعة، وفي الثلاثة الثانية يحكم، وفي الثلاثة الثالثة يطعم العالم، وفي الثلاثة الأخيرة يجلس ويلعب مع الحوت ملك الأسماك)) . واسمع ما هو أدهى وأعظم: ” أنه لا شغل لله غير تعلمه التلمود مع الملائكة “، وليس الملائكة فقط، بل مع (أسمودية) ملك الشياطين في مدرسة السماء. (وما الحوت الذي يلعب معه الرب؟ إنه حوت كبير جداً يمكن أن يدخل في حلقه سمكة طولها ثلاثمائة فرسخ بدون أن تضايقه، وبما أن له هذا الحجم فإن الله خاف إذا ما تناسل أن يهلك الدنيا، ولذا فإنه رأى أن يحرمه زوجته، لأنه لو لم يفعل ذلك لامتلأت الدنيا وحوشاً أهلكت من فيها، ولذلك حبس الله الذكر بقوته الإلهية، وقتل الأنثى وملحها وأعدها لطعام المؤمنين في الفردوس). بل يغالون في التحريف ، فيقولون: إن الله تضاءلت ذاته –( سبحانه وتعالى – عما يقولون علواً عظيماً )-( بسبب حزنه على خراب الهيكل ” وشغل الله مساحة أربع سماوات بعد أن كان ملء السماوات والأرض في جميع الأزمان ).ويصفون العلي المجيد بأنه يحقر نفسه – سبحانه – عندما يمجّده عباده – ويقصدون بهم اليهود طبعاً – ( ولما يسمع الباري – تعالى – تمجيد الناس له، يطرق رأسه ويقول : ما أسعد الملك الذي يمدح ويبجل مع استحقاقه لذلك، ولكن لا يستحق شيئاً من المدح الأب الذي يترك أولاده في الشقاء )…. ويصف القرآن كفرهم وضلالهم وتحريفهم لكتبهم وشرائعهم قال تعالى : (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) التوبة 30 ، 31 ، فهل علمتم وتيقنتم الآن، لماذا أنا مسلم ؟، ولماذا أنتم مسلمون ؟ وأيضا ماذا عن عقيدة غير المسلمين في رسل الله عليهم السلام ؟ وما هي صفاتهم كما وردت في كتبهم المقدسة ؟ هذا وغيره ما نستكمله إن شاء الله في لقاء قادم
الدعاء