خطبة عن حديث ( كُلُّ أُمَّتِى مُعَافًى إِلاَّ الْمُجَاهِرِينَ)
يناير 13, 2018خطبة عن حديث ( الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ)
يناير 13, 2018الخطبة الأولى ( مؤمنات عفيفات في زمن المغريات )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته :{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 59] ،وقال الله تعالى : (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فَرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ) (النور31) .وفي سنن أبي داود :(عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِى بَكْرٍ دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَعَلَيْهَا ثِيَابٌ رِقَاقٌ فَأَعْرَضَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَقَالَ « يَا أَسْمَاءُ إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتِ الْمَحِيضَ لَمْ تَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلاَّ هَذَا وَهَذَا ». وَأَشَارَ إِلَى وَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ.
إخوة الاسلام
لقد وضَع الإسلام حدًّا وسَدًّا لحمايةِ المرأة المؤمنة من مُعابثة الفُسّاق ، ومطامِع أهل الرِّيَب والنفاق، وستظلّ المرأة بالإسلام في إطارِ الشّرَف والفِخار ، والإجلال والإكبار، درّةً مصونة، وزعيمة شريفة ،وحرّة عفيفة وشقيقة كريمة ، وستظل المرأة المؤمنة حجابها جمالُها، وسِترها جلالُها، وجلبابُها عِزٌّها وكمالُها، فهي مِن الإسلام تستمدٌّ هديَها، وبسنّةِ رسول الله تشقٌّ طريقَها. فحجاب المرأة المسلمة فرض على كل من بلغت سن التكليف ، وهو السن الذي ترى فيه الأنثى الحيض ، وهذا الحكم ثابت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة ، كما في الآيات السابقة ، والحديث النبوي الشريف ، وبإجماع المسلمين سلفاً وخلفاً ، وهو من المعلوم من الدين بالضرورة ، فالحجاب فرضه الله تعالى حفاظاً للمرأة المسلمة ،وكرامة لها من عيون ضعاف النفوس وشياطين الانس والجن . فإلى كل المسلمات الشريفات العفيفات ، تمسكن بحجابكن ، ولا تخلعن ستر الله عليكن ، في زمن أصبح فيه الفساد هو المنتشر , والعالم من كل اتجاه ينادي، ويحاول زعزعة المرأة العفيفة المسلمة ، بأساليب ظاهرها البحث عن مصلحة المرأة، وباطنها الكذب والنفاق، والخداع ،الذي لاينبع إلا من أناس يلهثون وراء شهواتهم، وينظرون للمرأة على أنها متاع , وأن لكل رجل الحق في التمتع بها بأي طريقة ممكنة , فإلى كل مسلمة شريفه عفيفة , تخاف الله سبحانه وتعالى ,ولا تنساق وراء شهوات الدنيا ومغرياتها , ولم ترض لنفسها العيش في الذل والهوان , ولم تستجب لمن انساقوا وراء الدنيا الفانية ،بحثا عن إرضاء رغباتهم العاطفية ،ومايتبعها إلى أمور ،تفقد البنت أعز ماتملك وهو شرفها. فيا أيتها المسلمة العفيفة ، كوني ثابتة كالجبال الراسيات , وقفي في وجه رياح التغريب والتخريب بكل صمود ، وكوني متميزة ، تحمل عقل المسلمة ،وشخصيتها الثابتة ، وأخلاقها السامية ،وهمتها العالية، التي لم تنسها مباهج الدنيا ومغرياتها ما للمؤمنات العفيفات القانتات من نعيم في أعالي الجنات . كوني مؤمنة عفيفة ،عزفت نفسها على زخارف الدنيا الزائفة, فلم تتعلق أو تهتم بها ، ولم تركض خلفها لاهثة ، وتمسكت بأصول الطهر والفضيلة والحشمة والحياء, كوني ممن التحقت بقافلة العفيفات, وذهبت مع الركب سائرة دون تراجع ، ووقفت ثابتة، فأصبح يتمناها التقي ، ويخشاها الشقي, لأنها لم تتنازل عن حيائها ، وطهرها ، وقولي لكل الحاقدين والحاسدين ، ولكل الذئاب الماكرة المتربصة ، الذين لا يريدون للمرأة المسلمة غير السقوط والانحطاط ، قولي للجميع : أنا أسيرَ بحجآبي الفَضفاض مستُورةً كاللؤلُؤة المكنُونة ، لا تهُمنيِ نظرات الإعجَآب التي فَقدتُها بغطَآئي ، لاَن رضا الله عنِي يغنيِني وَ يكفيِني .
يا فتاةَ الإسلام
كوني كما أرادَك الله ، وكما أراد لك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، لا كما يريدُه دعاةُ الفتنة، وسُعاةُ التبرٌّج والاختلاط، فأنتِ فينا مُربِّيةُ الأجيال، وصانعةُ الرجال، وغارسةُ الفضائل وكريمِ الخصال ، ومرضِعةُ المكارم ، وبانيةُ الأمم والأمجادِ، فحاشاك حاشاك أن تكوني مِعوَلَ هدمٍ, وآلةَ تخريب وأداةَ تغيير وتغريب في بلادِ الإسلام الطّاهرة وربوعِه العامرة ضِدّ أمّة محمّد. يا نساءَ المسلمين، إنّ الله رفعكنَّ وشرّفكنّ، وأعلى قدركنّ ومكانتَكنّ، وحفِظ حقوقكنّ، فاشكُرنَ النعمة، واذكُرن المنَّة، فما ضُرِب الحجابُ ولا فُرِض الجِلباب ولا شُرع النقاب إلاّ حمايةً لأغراضِكن وصيانةً لنفوسِكن وطهارةً لقلوبكنّ وعصمةً لكنّ من دواعي الفتنة وسُبُل التحلٌّل والانحِدار، فعليكنّ بالاختِمار والاستِتار، واغضُضنَ من أبصاركنّ، واحفظن فروجَكنّ، واحذَرن ما يلفِت الأنظارَ ويُغري مرضَى القلوبِ والأشرار ،ولتحذَر المرأةُ المسلمة الرقيقَ من الثيابِ الذي يصِف ويشفّ، والضيِّقَ الذي يبين عن مفاتِنها وتقاطيعِ بدنها وحجمِ عظامها، ولتحذرِ المرأة المسلمةُ أن تمرَّ على الرجالِ متعطِّرةً متبخِّرة، ففي مسند أحمد (عَنْ أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِىِّ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « إِذَا اسْتَعْطَرَتِ الْمَرْأَةُ فَخَرَجَتْ عَلَى الْقَوْمِ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِىَ كَذَا وَكَذَا » ،ولتحذرِ المرأة المسلمةُ أن تخضعَ بقولها أو تترَقرَقَ في لفظها أو تتميَّع في صوتها أو تتنظّم وتتكسَّر في كلامِها مع الرجال، فتُطمِعَ فيها ضعيفَ الإيمان،قال تعالى : ” فَلا تَخضَعنَ بِالقَولِ فَيَطمَعَ الَّذِي فِي قَلبِهِ مَرَضٌ وَقُلنَ قَولاً مَعرُوفًا ” [الأحزاب: 32]. والمرأةُ الشريفة العفيفَة لا تقبلُ أن تكونَ نبعَةَ إثارةٍ, أو مثار فتنة للأعين الشرِهَة ،والنظراتِ الخائنة الوقِحة ،والنفوس السافِلة الدنيئةِ ، قال الله تعالى : ” وَلا يَضرِبنَ بِأَرجُلِهِنَّ لِيُعلَمَ مَا يُخفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ” [النور: 31]، وأيّتها المرأةُ المسلمة، تجلَّلي بأشرفِ إِكليل ،وتلفّعي بأهدَى سبيل ،وانتمي إلى خيرِ قَبيل، تجلَّلي بالتقوى والإيمانِ ،والخشية والخوفِ والحياء من الرحمن، واحذري كلَّ متبرِّجةٍ, داعِرة وكلَّ حاسِرة وسافِرة وكلّ ماجنةٍ, وكافرة،ففي صحيح مسلم (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلاَتٌ مَائِلاَتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَتُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا ».
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( مؤمنات عفيفات في زمن المغريات )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وأسوق إليكم نماذج من حياء المؤمنات العفيفات ، فقد أثنى الله عز وجل على الفتاة العفيفة , ابنة الرجل الصالح ، فقال تعالى : (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (25) القصص ،وأما عن حياء فاطمة ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ففي سنن أبي داود (قَالَ عَلِىٌّ لاِبْنِ أَعْبَدَ أَلاَ أُحَدِّثُكَ عَنِّى وَعَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَكَانَتْ أَحَبَّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ وَكَانَتْ عِنْدِى فَجَرَّتْ بِالرَّحَى حَتَّى أَثَّرَتْ بِيَدِهَا وَاسْتَقَتْ بِالْقِرْبَةِ حَتَّى أَثَّرَتْ فِى نَحْرِهَا وَقَمَّتِ الْبَيْتَ حَتَّى اغْبَرَّتْ ثِيَابُهَا وَأَوْقَدَتِ الْقِدْرَ حَتَّى دَكِنَتْ ثِيَابُهَا وَأَصَابَهَا مِنْ ذَلِكَ ضُرٌّ فَسَمِعْنَا أَنَّ رَقِيقًا أُتِىَ بِهِمْ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقُلْتُ لَوْ أَتَيْتِ أَبَاكِ فَسَأَلْتِيهِ خَادِمًا يَكْفِيكِ. فَأَتَتْهُ فَوَجَدَتْ عِنْدَهُ حُدَّاثًا فَاسْتَحْيَتْ فَرَجَعَتْ فَغَدَا عَلَيْنَا وَنَحْنُ فِى لِفَاعِنَا فَجَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهَا فَأَدْخَلَتْ رَأْسَهَا فِى اللِّفَاعِ حَيَاءً مِنْ أَبِيهَا فَقَالَ « مَا كَانَ حَاجَتُكِ أَمْسِ إِلَى آلِ مُحَمَّدٍ ». فَسَكَتَتْ مَرَّتَيْنِ فَقُلْتُ أَنَا وَاللَّهِ أُحَدِّثُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذِهِ جَرَّتْ عِنْدِى بِالرَّحَى حَتَّى أَثَّرَتْ فِى يَدِهَا وَاسْتَقَتْ بِالْقِرْبَةِ حَتَّى أَثَّرَتْ فِى نَحْرِهَا وَكَسَحَتِ الْبَيْتَ حَتَّى اغْبَرَّتْ ثِيَابُهَا وَأَوْقَدَتِ الْقِدْرَ حَتَّى دَكِنَتْ ثِيَابُهَا وَبَلَغَنَا أَنَّهُ قَدْ أَتَاكَ رَقِيقٌ أَوْ خَدَمٌ فَقُلْتُ لَهَا سَلِيهِ خَادِمًا ). وفيه (عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- أَتَى فَاطِمَةَ بِعَبْدٍ قَدْ وَهَبَهُ لَهَا قَالَ وَعَلَى فَاطِمَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهَا ثَوْبٌ إِذَا قَنَّعَتْ بِهِ رَأْسَهَا لَمْ يَبْلُغْ رِجْلَيْهَا وَإِذَا غَطَّتْ بِهِ رِجْلَيْهَا لَمْ يَبْلُغْ رَأْسَهَا فَلَمَّا رَأَى النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- مَا تَلْقَى قَالَ « إِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكِ بَأْسٌ إِنَّمَا هُوَ أَبُوكِ وَغُلاَمُكِ ». وفي سنن البيهقي (عَنْ أُمِّ جَعْفَرٍ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَتْ : يَا أَسْمَاءُ إِنِّى قَدِ اسْتَقْبَحْتُ مَا يُصْنَعُ بِالنِّسَاءِ إِنَّهُ يُطْرَحُ عَلَى الْمَرْأَةِ الثَّوْبُ فَيَصِفُهَا. فَقَالَتْ أَسْمَاءُ : يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَلاَ أُرِيكِ شَيْئًا رَأَيْتُهُ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ فَدَعَتْ بِجَرَائِدَ رَطْبَةٍ فَحَنَتْهَا ، ثُمَّ طَرَحَتْ عَلَيْهَا ثَوْبًا. فَقَالَتْ فَاطِمَةُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهَا : مَا أَحْسَنَ هَذَا وَأَجْمَلَهُ يُعْرَفُ بِهِ الرَّجُلُ مِنَ الْمَرْأَةِ فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَاغْسِلِينِى أَنْتِ وَعَلِىٌّ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَلاَ تُدْخِلِى عَلَىَّ أَحَدًا فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهَا جَاءَتْ عَائِشَةُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهَا تَدْخُلُ فَقَالَتْ أَسْمَاءُ : لاَ تَدْخُلِى فَشَكَتْ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَتْ : إِنَّ هَذِهِ الْخَثْعَمِيَّةَ تَحُولُ بَيْنِى وَبَيْنَ ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَقَدْ جَعَلَتْ لَهَا مِثْلَ هَوْدَجِ الْعَرُوسِ. فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ فَوَقَفَ عَلَى الْبَابِ وَقَالَ : يَا أَسْمَاءُ مَا حَمَلَكِ أَنْ مَنَعْتِ أَزْوَاجَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- يَدْخُلْنَ عَلَى ابْنَةِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَجَعَلْتِ لَهَا مِثْلَ هَوْدَجِ الْعَرُوسِ . فَقَالَتْ : أَمَرَتْنِى أَنْ لاَ تُدْخِلِى عَلَىَّ أَحَدًا وَأُرِيتَهَا هَذَا الَّذِى صَنَعْتُ وَهِىَ حَيَّةٌ فَأَمَرَتْنِى أَنْ أَصْنَعَ ذَلِكَ لَهَا. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ : فَاصْنَعِى مَا أَمَرَتْكِ ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَغَسَلَهَا عَلِىٌّ وَأَسْمَاءُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمَا )
وأما عن حياء الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما ، ففي مسند أحمد (عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كُنْتُ أَدْخُلُ بَيْتِى الَّذِى دُفِنَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَبِى فَأَضَعُ ثَوْبِى فَأَقُولُ إِنَّمَا هُوَ زَوْجِى وَأَبِى فَلَمَّا دُفِنَ عُمَرُ مَعَهُمْ فَوَاللَّهِ مَا دَخَلْتُ إِلاَّ وَأَنَا مَشْدُودَةٌ عَلَىَّ ثِيَابِى حَيَاءً مِنْ عُمَرَ) ، أما عن حياء فاطمة بنت عتبة رضي الله عنها، فقد روى أحمد (عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ جَاءَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ تُبَايِعُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَأَخَذَ عَلَيْهَا أَنْ لاَ يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلاَ يَزْنِينَ. الآيَةَ قَالَتْ فَوَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا حَيَاءً فَأَعْجَبَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَا رَأَى مِنْهَا فَقَالَتْ عَائِشَةُ أَقِرِّى أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ فَوَاللَّهِ مَا بَايَعْنَا إِلاَّ عَلَى هَذَا. قَالَتْ فَنَعَمْ إِذاً. فَبَايَعَهَا بِالآيَةِ. ورحم الله امرأة فقدت طفلها فوقفت على قوم تسألهم عن طفلها , فقال أحدهم : تسأل عن ولدها وهي تغطي وجهها , فسمعته فقالت : ( لأن أرزأ في ولدي ، خيرٌ من أن أرزأ في حيائي أيها الرجل )
الدعاء