خطبة عن (ما عجب الله منه ،وما أعجب رسوله)
يناير 29, 2017خطبة عن ( نساء مجاهدات)
يناير 29, 2017الخطبة الأولى ( مما عجب منه رسول الله )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله هو خير الخلق وحبيب الحق ورحمة الله للخلق أجمعين .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى البزار عن زيد بن أسلم قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ، فأخذ رجل فرخ طائر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : عجبا لهذا الطائر ! جاء وألقى نفسه في أيديكم رحمة لولده ، فالله أرحم بعبده المؤمن من هذا الطائر بفرخه)
إخوة الإسلام
و( مما عجب منه رسول الله ) : (عَنْ أَنَسٍ أُتِىَ النَّبِىُّ – صلى الله عليه وسلم – بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ فَقَالَ « انْثُرُوهُ فِى الْمَسْجِدِ » فَكَانَ أَكْثَرَ مَالٍ أُتِىَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – إِذْ جَاءَهُ الْعَبَّاسُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَعْطِنِى إِنِّى فَادَيْتُ نَفْسِى وَفَادَيْتُ عَقِيلاً . قَالَ « خُذْ » . فَحَثَا فِى ثَوْبِهِ ، ثُمَّ ذَهَبَ يُقِلُّهُ ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ . فَقَالَ أْمُرْ بَعْضَهُمْ يَرْفَعْهُ إِلَىَّ قَالَ « لاَ » قَالَ فَارْفَعْهُ أَنْتَ عَلَىَّ قَالَ « لاَ » . فَنَثَرَ مِنْهُ ، ثُمَّ ذَهَبَ يُقِلُّهُ فَلَمْ يَرْفَعْهُ . فَقَالَ أْمُرْ بَعْضَهُمْ يَرْفَعْهُ عَلَىَّ . قَالَ « لاَ » . قَالَ فَارْفَعْهُ أَنْتَ عَلَىَّ . قَالَ « لاَ » . فَنَثَرَ ثُمَّ احْتَمَلَهُ عَلَى كَاهِلِهِ ثُمَّ انْطَلَقَ ، فَمَا زَالَ يُتْبِعُهُ بَصَرَهُ حَتَّى خَفِىَ عَلَيْنَا عَجَبًا مِنْ حِرْصِهِ ، فَمَا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – وَثَمَّ مِنْهَا دِرْهَمٌ …. كما روى البزار عن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:”أي الخلق أعجب إيماناً؟”. قالوا: الملائكة، قال : “الملائكة! كيف لا يؤمنون؟”. قالوا: النبيون، قال: “النبيون يوحى إليهم فكيف لا يؤمنون؟”. قالوا: الصحابة، قال: “الصحابة مع الأنبياء، فكيف لا يؤمنون؟ ولكن أعجب الناس إيماناً قوم يجئيون من بعدكم فيجدون كتاباً من الوحي فيؤمنون ويتبعونه، فهم أعجب الناس إيماناً أو الخلق إيماناً ) ،وفي مسند أحمد : ( عَنْ عَلِىِّ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ كُنْتُ رِدْفَ عَلِىٍّ فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِى الرِّكَابِ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ. فَلَمَّا اسْتَوَى قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ (سُبْحَانَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ). وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِى هَاشِمٍ ثُمَّ حَمِدَ اللَّهَ ثَلاَثاً. وَاللَّهُ أَكْبَرُ ثَلاَثاً ثُمَّ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ ثَلاَثاً ثُمَّ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ. ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ وَكِيعٍ سُبْحَانَكَ إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى فَاغْفِرْ لِى إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ. ثُمَّ ضَحِكَ قُلْتُ مَا يُضْحِكُكَ قَالَ كُنْتُ رِدْفاً لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَفَعَلَ كَالَّذِى رَأَيْتَنِى فَعَلْتُ. ثُمَّ ضَحِكَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يُضْحِكُكَ قَالَ « قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَجَبٌ لِعَبْدِى يَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرِى »، وفي سنن البيهقي : عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ :« يَعْجَبُ رَبُّكَ مِنْ رَاعِى غَنَمٍ فِى رَأْسِ شَظِيَّةٍ لِلْجَبَلِ ، يُؤَذِّنُ بِالصَّلاَةِ وَيُصَلِّى ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : انْظُرُوا إِلَى عَبْدِى هَذَا يُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ لِلصَّلاَةِ يَخَافُ مِنِّى قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِى وَأَدْخَلْتُهُ جَنَّتِى ». وفي سنن النسائي : ( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَعْجَبُ مِنْ رَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى لَيَضْحَكُ مِنْ رَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ ثُمَّ يَدْخُلَانِ الْجَنَّةَ)
ومن الأمور التي تعجب لها الصحابة والتابعون : حدثنا محمد بن فضيل عن حصيل قال : حدثني سمع الربيع يقول : عجبا لملك الموت وإتيانه ثلاثة : ملك ممتنع في حصونه فيأتيه فينزع نفسه ويدع ملكه خلفه ، وطبيب نحرير يداوي الناس فيأتيه فينزع نفسه ، ومسكين منبوذ في الطريق يقذره الناس أن يدنوا منه ، ولا يقذره ملك الموت أن يأتيه فينزع نفسه.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( مما عجب منه الرسول وأصحابه )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وعن الشعبي قال : لقد رأيت عجبا ، كنا بفناء الكعبة أنا وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير ومصعب بن الزبير وعبد الملك بن مروان فقال القوم بعد أن فرغوا من حديثهم : ليقم رجل رجل فليأخذ بالركن اليماني فليسأل الله تعالى حاجته ؛ فإنه يعطي من سعته ، قم يا عبد الله بن الزبير ؛ فإنك أول مولود ولد في الهجرة ، فقام فأخذ بالركن اليماني ثم قال : اللهم إنك عظيم ترجى لكل عظيم ، أسألك بحرمة وجهك ، وحرمة عرشك ، وحرمة بيتك ، أن لا تميتني من الدنيا حتى توليني الحجاز ويسلم علي بالخلافة ، وجاء حتى جلس ، فقالوا : قم يا مصعب بن الزبير فقام حتى أخذ بالركن اليماني فقال : اللهم رب كل شيء ، وإليك كل شيء ، أسألك بقدرتك على كل شيء ، أن لا تميتني من الدنيا حتى توليني العراق وتزوجني سكينة بنت الحسين ، وجاء حتى جلس ، فقالوا : قم يا عبد الملك بن مروان فقام فأخذ بالركن اليماني فقال : اللهم رب السماوات السبع ، ورب الأرض ذات النبت بعد القفر ، أسألك بما سألك عبادك المطيعون لأمرك ، وأسألك بحرمة وجهك ، وأسألك بحقك على جميع خلقك ، وبحق الطائفين حول بيتك ، أن لا تميتني حتى توليني شرق الأرض وغربها ، ولا ينازعني أحد إلا أتيت برأسه ، ثم جاء حتى جلس ، فقالوا : قم يا عبد الله بن عمر فقام حتى أخذ بالركن اليماني ثم قال : اللهم يا رحمن يا رحيم ، أسألك برحمتك التي سبقت غضبك ، وأسألك بقدرتك على جميع خلقك ، أن لا تميتني من الدنيا حتى توجب لي الجنة ،قال الشعبي : فما ذهبت عيناي من الدنيا حتى رأيت كل رجل منهم قد أعطي ما سأل ، وبشر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما بالجنة ، فاللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان .. اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا الى حبك .. اللهم ارزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وشاف مرضانا (الدعاء)