خطبة عن حديث (إِذَا فُتِحَتْ عَلَيْكُمْ فَارِسُ وَالرُّومُ أَيُّ قَوْمٍ أَنْتُمْ)
نوفمبر 17, 2018خطبة عن (أَرْجَى آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ)
نوفمبر 17, 2018الخطبة الأولى ( محبة الرسول صلى الله عليه وسلم )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته :(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (31) آل عمران ،وروى البخاري في صحيحه: أن (عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هِشَامٍ قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – وَهْوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلاَّ مِنْ نَفْسِى . فَقَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « لاَ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ ». فَقَالَ لَهُ عُمَرُ فَإِنَّهُ الآنَ وَاللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ نَفْسِى . فَقَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « الآنَ يَا عُمَرُ » .
إخوة الإسلام
إن محبة الرسول- صلى الله عليه وسلم- لهي فرض لازم على كل مسلم ومسلمة ؛ لأن الله – تبارك وتعالى- قد أمرنا بها ، وأمرنا ورغبنا صلى الله عليه وسلم فيها ، فقد روى البخاري في صحيحه : (عَنْ أَنَسٍ قَالَ ،قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ »، وفي سنن الترمذي بسند حسن : (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ مِنْ نِعَمِهِ وَأَحِبُّونِي بِحُبِّ اللَّهِ وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي لِحُبِّى ». وكيف لا نحبه صلى الله عليه وسلم وهو الذي أخرجنا الله به من الكفر إلى الإيمان ، ومن الظلمات إلى النور، ومن الضلالة إلى الهدى، ومن الجهالة إلى العلم ، فتلقَّى صلى الله عليه وسلم رسالة ربه – عز وجل – فبلَّغها وأدَّاها أتمَ البلاغ – فالرسول- صلى الله عليه وسلم- يستحق المحبة العظيمة بعد محبة الله –عز وجل- وكيف لا نحبه وهو صلى الله عليه وسلم من أرانا الله به طريق الخير من طريق الشر، وهو من عرفنا بالله –عز وجل-، وهو من بسببه اهتدينا إلى الإسلام، أفيكون أحد أعظم محبة بعد الله منه؟ ، وكيف لا نحبه صلى الله عليه وسلم ، وقد اكتمل للأمة أمر دينها وشريعة ربها، ولم يترك – عليه الصلاة والسلام – صغيرة ولا كبيرة إلا بيَّنها ووضَّحها، وجلاَّها لأُمته، وتركنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يَزيغ عنها إلا هالك، وهذا كله من تمام شفقته ورحمته – صلى الله عليه وسلم – بأُمته وحبه لهم، فجزاه الله عنا وعن الإسلام خير ما جزى نبيًّا عن أُمته، وجعل حبَّه واتِّباعه أحبَّ إلينا من أنفسنا وأولادنا، وآبائنا وأُمهاتنا، والناس أجمعين. ونحن نحبه صلى الله عليه وسلم؛ لأنه حبيب الله، ومن أحب الله أحب كل ما أحبه الله، وأعظم محبوب من الخلق لله هو رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد قال عليه الصلاة والسلام: “وَلَكِنْ صَاحِبُكُمْ خَلِيلُ اللَّهِ” رواه مسلم. يعني نفسه صلى الله عليه وسلم، والخلة هي أعلى درجات المحبة. ونحن نحبه صلى الله عليه وسلم : لأن الله أظهر لنا كمال رأفته ،وعظيم رحمته صلى الله عليه وسلم بأمته: فنحن نحب الإنسان متى وجدناه بنا رحيمًا، وعلينا شفيقًا، ولنفعنا مبادرًا، ولعوننا مجتهدًا.. فنحبه من أعماق قلوبنا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو في هذا الباب أعظم مَنْ رحمنا، ورأف بنا، وإن كان بيننا وبينه هذه القرون المتطاولة، قال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} ( التوبة: 128).
أيها المسلمون
ومحبة رسول الله – صلى الله عليه وسلم تعني أن يميل قلب المسلم إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ميلاً يتجلَّى فيه إيثاره – صلى الله عليه وسلم – على كل محبوب من نفس ووالد وولدٍ، والناس أجمعين؛ وذلك لما خصه الله به من كريم الخصال وعظيم الشمائل، وما أجراه على يديه من صنوف الخيرات والبركات لأُمته، وما امتنَّ الله على العباد ببعثته ورسالته. ثم محبة بالجوارح : وتترجم فيها المحبة إلى الاتِّباع لسنته وعمله، وفعله – عليه الصلاة والسلام – فلا يمكن أن نقول: إن المحبة اتِّباعٌ فحسب، فأين مشاعر القلب؟ ولا يصلح أن نقول: إنها الحب والعاطفة الجياشة، فأين صدق الاتِّباع؟ ولا ينفع هذا وهذا! فأين المعرفة والعلم التي يؤسس بها من فقه سيرته وهدْيه وأحواله – عليه الصلاة والسلام؟ ،لذا فنحن نرتبط في هذه المحبة بالقلب والنفس، وبالعقل والفكر، وبسائر الجوارح والأحوال والأعمال، فتكمُل حينئذٍ المحبة؛ لتكون هي المحبة الصادقة الخالصة الحقيقية العملية الباطنية، فتكتمل من كل جوانبها؛ لنؤدي بعض حقِّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – علينا. فحبُّ المسلم لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – عمل قلبيّ من أجَلِّ أعمال القلوب، وأمر وجداني يجده المسلم في قلبه، وعاطفة طيبة تجيش بها نفسه، وإن تفاوَتت درجة الشعور بهذا الحب؛ تبعًا لقوة الإيمان، أو ضَعفه.
أيها المسلمون
والكثير من المسلمين يدعي حب الرسول صلى الله عليه وسلم ، والقليل منهم من هو صادق في محبته له صلى الله عليه وسلم ، ولهذه المحبة علامات ودلائل ، فمن دلائل محبته صلى الله عليه وسلم : أولا : نصرته في حياته ، ونصرة سنته بعد موته، أما نصرته حال حياته، فهذا مما خص الله تعالى به أصحابه، وقد قاموا بما أوجبه الله تعالى عليهم من نصرة نبينا – صلى الله عليه وسلم – خير قيام، وهذا من أعظم ما يدل على صدق محبتهم للنبي – صلى الله عليه وسلم – فواجب علينا نحن المسلمين اليوم أن ننصر دينه وسنته وما جاء به من شرائع وأحكام ، ومن دلائل محبة الرسول : ثانيا : امتثال أمره صلى الله عليه وسلم ، فلا يعقل أن تدَّعي محبته ولا حظَّ لك من سنته وهدْيه وسَمته، فالمحبة الحقيقية لا بد أن يتولد منها التأسي به -صلى الله عليه وسلم- والمحبة الحقيقية يتبعها الاتباع لمنهجه وطريقته. ومن دلائل محبة الرسول : ثالثا : الحرص على تبليغ سنته والدعوة إليها؛ ولذا فإن الصادقين في حب نبيِّهم صلى الله عليه وسلم يفنون أعمارهم في الدعوة إلى سنته وتبصير الناس بها، والتأليف دفاعًا عنها، والرد على من يتجشَّم المهالك، ويَطعُن فيها. ومن دلائل محبة الرسول : رابعا : عدم الرضا بالإساءة إليه، ففي سنن أبي داود (عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ أَعْمَى كَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ تَشْتُمُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- وَتَقَعُ فِيهِ فَيَنْهَاهَا فَلاَ تَنْتَهِى وَيَزْجُرُهَا فَلاَ تَنْزَجِرُ – قَالَ – فَلَمَّا كَانَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ جَعَلَتْ تَقَعُ فِي النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- وَتَشْتِمُهُ فَأَخَذَ الْمِغْوَلَ فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأَ عَلَيْهَا فَقَتَلَهَا فَوَقَعَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا طِفْلٌ فَلَطَخَتْ مَا هُنَاكَ بِالدَّمِ فَلَمَّا أَصْبَحَ ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَجَمَعَ النَّاسَ فَقَالَ « أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلاً فَعَلَ مَا فَعَلَ لِي عَلَيْهِ حَقٌّ إِلاَّ قَامَ ». فَقَامَ الأَعْمَى يَتَخَطَّى النَّاسَ وَهُوَ يَتَزَلْزَلُ حَتَّى قَعَدَ بَيْنَ يَدَىِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا صَاحِبُهَا كَانَتْ تَشْتِمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ فَأَنْهَاهَا فَلاَ تَنْتَهِى وَأَزْجُرُهَا فَلاَ تَنْزَجِرُ وَلِى مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلُ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ وَكَانَتْ بِي رَفِيقَةً فَلَمَّا كَانَتِ الْبَارِحَةَ جَعَلَتْ تَشْتِمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ فَأَخَذْتُ الْمِغْوَلَ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا. فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- « أَلاَ اشْهَدُوا أَنَّ دَمَهَا هَدَرٌ » ، ومن دلائل محبة الرسول : خامسا : كثرة الصلاة عليه، ففي سنن الترمذي بسند حسن (عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ « يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ اذْكُرُوا اللَّهَ جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ ». قَالَ أُبَىٌّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِي فَقَالَ« مَا شِئْتَ ». قَالَ قُلْتُ الرُّبُعَ. قَالَ « مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ». قُلْتُ النِّصْفَ. قَالَ « مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ». قَالَ قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ. قَالَ « مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ». قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلاَتِي كُلَّهَا. قَالَ « إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ ».
ومن دلائل محبة الرسول : سادسا : مجانبة البِدع؛ لأنها تضل عن طريق النبي – صلى الله عليه وسلم – وحوضه في الآخرة، فقد روى مسلم في صحيحه (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَتَى الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ « السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا ». قَالُوا أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ ». فَقَالُوا كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ « أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ أَلاَ يَعْرِفُ خَيْلَهُ ». قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ أَلاَ لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ أُنَادِيهِمْ أَلاَ هَلُمَّ. فَيُقَالُ إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ. فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا ». ومن دلائل محبة الرسول : سابعا : محبة أصحابه وأهل بيته وإعمال وصيَّته – صلى الله عليه وسلم – فيهم، وليس من شك أن الطعن فيهم والنيل منهم، نيلٌ وطعن في النبي – صلى الله عليه وسلم – فالمرء على دين خليله؛ ولذا فإن العقل لا يمكن أن يتصور محبًّا صادقًا للنبي – صلى الله عليه وسلم – قاليًا مبغضًا لأصحابه وآل بيته. قال أبو زرعة الرازي في وصفه وكلامه على معتقد أهل السنة والجماعة: إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول حق، والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنما أدَّى إلينا ذلك كله الصحابة، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا؛ ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة. ومن دلائل محبة الرسول : ثامنا : التأدب معه حال حياته ، وبعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى ، قال الله تعالى : (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (157) الاعراف ،ومن دلائل محبة الرسول : تاسعا : عدم الغلو فيه ، فقد روى الامام أحمد في مسنده (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- « أَجَعَلْتَنِي وَاللَّهَ عَدْلاً بَلْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ ».
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( محبة الرسول صلى الله عليه وسلم )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
أما عن الأسباب الجالبة لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم فهي كثيرة ، ومنها :– تعظيم محبة الله تعالى. – قراءة سيرته صلى الله عليه وسلم: فاقرءوا السيرة، وعلموها أبناءكم. قال السلف: “كانوا يعلموننا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يعلموننا الآية من القرآن”. ومن الاسباب المعينة على محبة الرسول : – تذكر الأجر العاجل في الدنيا والآجل في الآخرة بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم. ومن الاسباب المعينة على محبة الرسول : تولّي الصحابة رضوان الله عليهم، والإكثار من ذكر سيرتهم. ومن الاسباب المعينة على محبة الرسول : – تعظيم السنة النبوية: حتى إذا قيل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون منك ما كان من الصحابة.. يقول الراوي كانوا إذا قيل: قال النبي صلى الله عليه وسلم: اشرأبت الأعناق، وشخصت الأبصار، وأصغت الأسماع.. لا انصراف ولا التفات ولا تحرك، بل احترام وإجلال لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن الاسباب المعينة على محبة الرسول : – إجلال المحبين للسنة والعاملين بها: فكل محدّثٍ بها، وكل عاملٍ بسنة، وكل ملتزمٍ للسنة نحبه؛ لأنه يذكرنا برسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن الاسباب المعينة على محبة الرسول : – الذبّ عن السنة والدفاع عنها.
أيها المسلمون
أما عن الفوائد والثمار التي نجنيها من محبته صلى الله عليه وسلم : فإن هذه المحبة هي في الدنيا عون على الطاعة، والإكثار من العبادة، وخفة ذلك على النفس، وإقبال الروح على مزيدٍ من الطاعات.. وأما في الآخرة فحسب المحبة أن تكون نجاته من النار، ولحوقًا برسول الله صلى الله عليه وسلم كما قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ” رواه البخاري ومسلم.
الدعاء