خطبة عن (كيف تفتح قلبا مغلقا) مختصرة
مايو 17, 2022خطبة عن (محبوبات الرحمن)1مختصرة
مايو 17, 2022الخطبة الأولى (محبوبات الرحمن )2 مختصرة
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى الامام الترمذي في سننه: (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ مِنْ نِعَمِهِ وَأَحِبُّونِي بِحُبِّ اللَّهِ وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي لِحُبِّي »
إخوة الإسلام
تناولت معكم في لقاء سابق محبوبات الرحمن، فالعبد المؤمن يحب ما يحبه الله ، فيتخلق بالخلاق التي يحبها الله، ويعمل الأعمال التي يحبها الله، ويتعامل بالمعاملات التي يحبها الله ،وهكذا، فمن محبوبات الله تعالى: الاكثار من تلاوة سورة: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (الإخلاص): فقد روي في الصحيحين: (عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – بَعَثَ رَجُلاً عَلَى سَرِيَّةٍ ، وَكَانَ يَقْرَأُ لأَصْحَابِهِ فِي صَلاَتِهِ فَيَخْتِمُ بِپ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ « سَلُوهُ لأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ » . فَسَأَلُوهُ فَقَالَ لأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا . فَقَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ »
ومن محبوبات الله تعالى : الإصلاح بين الناس، ففي المعجم للطبراني: ( قال عليه الصلاة والسلام لأبي أيوب: (ألا أدلك على صدقة يحبها الله ورسوله: تصلح بين الناس إذا تفاسدوا، وتقرب بينهم إذا تباعدوا) . ومن محبوبات الله تعالى : التوكل على الله، بأن تفرغ قلبك من كل شيء إلا منه، وأن تعتمد عليه لا على غيره، وأن تلجأ إليه وحده، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) آل عمران:159، ،ومن محبوبات الله تعالى : المساجد، فقد روي في صحيح مسلم : (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « أَحَبُّ الْبِلاَدِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا )، ومن محبوبات الله تعالى : المؤمن القوي، القوي بإيمانه، والقوي بجسده، والقوي بتدبيره، والقوي بعمله، والقوي بإتقانه، القوي في أمره بالمعروف وفي نهييه عن المنكر، وفي الصدع بالحق .ففي صحيح مسلم : (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ) ، ومن محبوبات الله تعالى : الحلم والأناة، كما في صحيح مسلم : (قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لأَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ « إِنَّ فِيكَ لَخَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ الْحِلْمُ وَالأَنَاةُ »، فالحلم العقل، والأناة التثبت وترك العجلة، والله تعالى يحب السماحة في المعاملة، ففي سنن الترمذي: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ سَمْحَ الْبَيْعِ سَمْحَ الشِّرَاءِ سَمْحَ الْقَضَاءِ ». ، فالسمح في المعاملة بأن لا يستقصي في طلب حقه، يؤجل المعسر، وينظره، ويسامحه، وعنده سهولة في البيع والشراء والاقتضاء في أخذ الحق، ومن محبوبات الله تعالى : أن الله يحب إدخال السرور على المسلم، وكشف الكربة عنه، وقضاء دينه، وطرد الجوع، كما جاء المعجم : (عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن أحب الأعمال إلى الله بعد الفرائض إدخال السرور على المسلم) ،والله تعالى يحب إتقان العمل، (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) رواه الطبراني ، وبعض الناس يستدل فقط بهذا الحديث على إتقان الأعمال الدنيوية، إتقان صناعة، أو إتقان وظيفة، وينسى إتقان الصلاة، وإتقان الصيام، وإتقان الحج، وإتقان تلاوة القرآن،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( محبوبات الرحمن )2
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
والله يحب الذي يزور شخصاً لله، ففي صحيح مسلم: (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- « أَنَّ رَجُلاً زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ أَيْنَ تُرِيدُ قَالَ أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ. قَالَ هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا قَالَ لاَ غَيْرَ أَنِّى أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ ». وفي موطإ مالك : (أن رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ » ومن محبوبات الله تعالى : أن الله تعالى يحب الجمال، جمال الأخلاق، وجمال الإيمان، وجمال القلب، وجمال الباطن، كما يحب من عبده أن يكون نظيفاً جميل الثوب، جميل الرائحة ، وقد روى مسلم في صحيحه : (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ ». قَالَ رَجُلٌ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً. قَالَ « إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ »، والله يحب أن يرى أثر النعمة على العبد، من غير إسراف، ولا خيلاء، ولا تبذير، ففي سنن الترمذي : (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ يُحِبَّ أَنْ يُرَى أَثَرُ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ »، ويحب الله الأسماء الحسنة، ففي سنن الترمذي: (عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « أَحَبُّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ » ، هذه هي بعض محبوبات الرحمن ألا فتخلقوا بها ، واعملوا بها ، لتنالوا محبة الله تعالى، فإذا أحبك الله أيها المسلم فقد أحبك كل شيء، وفزت وأفلحت في الدنيا والآخرة ،
الدعاء