خطبة عن (التكافل والتضامن الاجتماعي) وحديث (إِنَّ الأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا)
يناير 19, 2019خطبة عن حديث (يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ وَيَنْقُصُ الْعَمَلُ وَيُلْقَى الشُّحُّ)
يناير 19, 2019الخطبة الأولى ( مع الزهد والزاهدين )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته :{ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى } [طه : 131] ،وقال سبحانه :{ مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ } [الشورى : 20] ،وقال الله تعالى حاكياً عن مؤمن آل فرعون أنه قال : {يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ} غافر: 39. وروى ابن ماجة في سننه : ( أن رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ : « مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ مَا كُتِبَ لَهُ وَمَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ نِيَّتَهُ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ وَجَعَلَ غِنَاهُ فِى قَلْبِهِ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِىَ رَاغِمَةٌ ».
إخوة الإسلام
الزهد خلق كريم ، وصفة من صفات المؤمنين المتقين، يتصف به كل من أراد الآخرة وسعى لها، ولم يجعل الدنيا همه ولا مبلغ علمه . وليس المقصود بالزهد في الدنيا تحريم الطيبات أو كف النفس عنها، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان أزهد الناس ولم يحرم على نفسه شيئا أباحه الله له . وليس المراد بالزهد في الدنيا أن يرفض العبد الدنيا بكمالها ، وأن لا يتملكها ، فقد كان سليمان وداوود -عليهما السلام – من أزهد أهل زمانهما ومع ذلك كان لهما من المال والملك والنساء مالهما . فالزهد : هو : انصراف الرغبة عن الشيء إلى ما هو خير منه، والنظر في الدنيا بعين الزوال، بحيث تصغر الدنيا في عين العبد ،فيسهل عليه الإعراض عنها ،وترك راحة الدنيا طلباً لراحة الآخرة ، وأن يخلو القلب مما خلت منه الأ يدي , ويعين العبد على ذلك :علمه أن الدنيا ظل زائل، وخيال زائر ، فهي كما قال تعالى : {كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا} الحديد : 20، فالدنيا دار سفر لا دار إقامة، ومنزل عبور لا موطن حبور، فينبغي للمؤمن أن يكون فيها على جناح سفر، يهيئ زاده ومتاعه للرحيل المحتوم. فالسعيد من اتخذ لهذا السفر زاداً ،يبلغه إلى رضوان الله تعالى ،والفوز بالجنة ، والنجاة من النار. قال الإمام ابن القيم: والقرآن مملوء من التزهيد في الدنيا، والإخبار بخستها قلتها، وانقطاعها وسرعة فنائها، والترغيب في الآخرة والإخبار بشرفها ودوامها. وقد قال الإمام أحمد بن حنبل: الزهد على ثلاثة أوجه الأول: ترك الحرام، وهو زهد العوام. والثاني: ترك الفضول من الحلال، وهو زهد الخواص. والثالث: ترك ما يشغل عن الله، وهو زهد العارفين. وقد أجمع العارفون: أن الزهد سفر القلب من وطن الدنيا وأخذه في منازل الآخرة ،ومن أحسن ما قيل في الزهد كلام الحسن، أو غيره: ليس الزهد في الدنيا بتحريم الحلال ولا إضاعة المال، ولكن أن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يدك ، فالزاهد هو الذي يقنع بما آتاه الله ولا يأسى على ما فاته من الدنيا ولا يعلق قلبه بغير ربه تعالى ويكون بما في يد الله أوثق مما في يده، ويعرض عن كل ما يشغله عن ربه وعبادته، فالزاهد الحق هو من سلك مسلك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه،
أيها المسلمون
كيف نحقق خلق الزهد في حياتنا ؟ يقول ابن القيم – رحمه الله – في ذلك : أحدها : علم العبد بأن الدنيا ظـل زائل وخيال زائر ، الثاني : علمه أن وراءها داراً أعظم منها قدراً وأجل ، الثالث : معرفته أن زهده فيها لا يمنعه شيئا كتب له منها وأن حرصه عليها لا يجلب له ما لم يقض له منها ،فهذه الأمور الثلاثة تسهل على العبد الزهد في الدنيا وتثبت قدمه ، فاذا استغنى الناس بالدنيا استغن أنت بالله ، واذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله ، وإذا أنِسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله ، وإذا تعرفوا إلى ملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم لينالوا بهم العزة والرفعة فتعرف أنت إلى الله ، وتودد إليه تنل بذلك غاية العزة والرفعة .وفي سنن ابن ماجة عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ سَهْلٍ بنِ سَعْدٍ السَّاعَدَيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : (جَاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، دُلَّنِي عَلى عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُهُ أَحَبَّنِي اللهُ وَأَحَبَّنِي النَّاسُ ، فَقَالَ : « اِزْهَدْ في الدُّنْيَا يُحِبُّكَ اللهُ ، وَازْهَدْ فِيمَا عِنْدَ النَّاسِ يُحِبُّكَ النَّاسُ »
أيها المسلمون
ومن صفات الزاهدين : قال يحيى بن معاذ الرازي : الزاهد الصادق هو : من كان طعـامه ما وجــد ، ولباسه ما ستر ، ومسكنه حيث أدرك ، والدنيا سجنه ، والقبر مضجعه، والذّكر رفيقه، والخلوة مجلسه، والاعتبار فكرته ، والقرآن حديثه، والرب أنيسه ، والزهد قرينه، والحزن شأنه، والحياء شعاره ،والحكمة كلامه، والتراب فراشه، والتقـوى زاده ، والصمت غنيمته، والصبر معتمده ،والتوكل حسـبه ،والعقل دليله ، والعبادة حرفته ، والجنة مبلغه إن شاء الله . ومن علامات الزهدين : قال الإمام الغزالي في الإحياء : علامات الزهد ثلاث : العلامة الأولى : ألا تفرح بموجود ولا تحزن على مفقود ، قال الله تعالى : { لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ) الحديد 23، العلامة الثانية : أن يستوى عندك من ذمّك ومن مدحك . العلامة الثالثة : أن يكون أنسك بالله تعالى وتلذذك بحلاوة الطاعة ، وقد قال أهل المعرفة : إذا تعلّق الإيمان بظاهر القلب أحب الدنيا والآخرة جميعاً ، وعمل لهما ، وإذا بطن الإيمان في سويداء القلب وباشره أبغض الدنيا فلم ينظر إليها ولم يعمل لها
أيها المسلمون
ومن الأسباب التي تعين العبد المسلم على الزهد في الدنيا : أولا : أن يعرف المرء حقيقة الدنيا ، وأن الدنيا زائلة عما قريب ، وأنها لن تبقى ، وأن يتلفت إلى ما حوله من النعم ، وأنها عما قريب منتقلة عنه ، ثانيا : أن يقارن العبد بين الدنيا والآخرة ، فإن نعيم الآخرة دائم ، ونعيم الدنيا زائل ، ونعيم الآخرة صاف غير مكدر ، ونعيم الدنيا مكدر بالمصائب ، قال الله تعالى : {قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى} [النساء : 77]. ومن الأسباب التي تعين العبد المسلم على الزهد في الدنيا : ثالثا : يكون المرء صادق اليقين ، تام الإيمان بالدار الآخرة ، المحتوية على النعيم المقيم ، والشقاء الدائـم ، مما يجعل المرء يزهد فيما يقلل مشيته إلى جنة الخلد . وفي صحيح مسلم : (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً ثُمَّ يُقَالُ يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ فَيَقُولُ لاَ وَاللَّهِ يَا رَبِّ. وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ فَيُقَالُ لَهُ يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ فَيَقُولُ لاَ وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا مَرَّ بِي بُؤُسٌ قَطُّ وَلاَ رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ ». ومن الأسباب التي تعين العبد المسلم على الزهد في الدنيا : رابعا : ومما يعين على الزهد أيضا أن يعرف العبد أن الزهد لا يمنع من نعم الله في الدنيا ، بل زهده فيها يجعل الدنيا تأتيه وهي راغمة . فالزهد لا يمنع من استعمال الدنيا في مرضاة الله ، والزهد لا يمنع من وصول نعم الله إلى عبد الله ، بل زهده في الدنيا يكون من أسباب تنعم الله على العبد ، ولا يمنع الزهد من وصول ما كتبه الله إلى العبد ، كما أن حرص العبد على الدنيا لا يجلب له من الدنيا ما لم يقدر له فيها ، ولذلك علينا أن نكون من الزاهدين في الدنيا ، بحيث نعمل الأسباب تقربا لله لا محبة في الدنيا ، ولا محبة للفخر والرياء والرفعة في الدنيا . ونسعى في أن نغني أنفسنا عن خلق الله . ومن الأسباب التي تعين العبد المسلم على الزهد في الدنيا : خامسا : ويعين على الزهد أيضا الإكثار من ذكر الموت والدار الآخرة , وتشييع الجنائز والتفكر في مصارع الآباء والإخوان وأنهم لم يأخذوا في قبورهم شيئاً من الدنيا ولم يستفيدوا غير العمل الصالح. ومن الأسباب التي تعين العبد المسلم على الزهد في الدنيا : سادسا : التفرغ للآخرة والإقبال على طاعة الله وإعمار الأوقات بالذكر وتلاوة القرآن ترك مجالس أهل الدنيا والاشتغال بمجالس الآخرة ولإقلال من الطعام والشراب والنوم والضحك والمزاح. ومن الأسباب التي تعين العبد المسلم على الزهد في الدنيا : سابعا : دراسة سيرة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وأصحابه، ومطالعة أخبار الزاهدين .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( مع الزهد والزاهدين )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وَمما جاء في زُهْدِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الدُّنْيَا : ما رواه الترمذي في سننه بسند صحيح : (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ نَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى حَصِيرٍ فَقَامَ وَقَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوِ اتَّخَذْنَا لَكَ وِطَاءً . فَقَالَ « مَا لِي وَمَا لِلدُّنْيَا مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلاَّ كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا ». وفي الصحيحين : (قَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ فَسَمِعَتِ الأَنْصَارُ بِقُدُومِ أَبِى عُبَيْدَةَ ، فَوَافَوْا صَلاَةَ الْفَجْرِ مَعَ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – ، فَلَمَّا انْصَرَفَ تَعَرَّضُوا لَهُ ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – حِينَ رَآهُمْ ثُمَّ قَالَ « أَظُنُّكُمْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدِمَ بِشَيْءٍ » . قَالُوا أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ « فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ ، فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ ، وَلَكِنِّى أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ قَبْلَكُمْ ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا ، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ » وروى مسلم (عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِى إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ ». وَفِى حَدِيثِ ابْنِ بَشَّارٍ « لِيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ». وروى البخاري في صحيحه : (قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا لَسَرَّنِي أَنْ لاَ تَمُرَّ عَلَىَّ ثَلاَثُ لَيَالٍ وَعِنْدِي مِنْهُ شَيْءٌ ، إِلاَّ شَيْئًا أُرْصِدُهُ لِدَيْنٍ » ، وفي سنن الترمذي 🙁عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ :« مَنْ رَأَى مَنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي الْخَلْقِ وَالرِّزْقِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْهُ مِمَّنْ فُضِّلَ هُوَ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لاَ يَزْدَرِىَ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ ». وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ ». رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ بسند صحيح. وفي الصحيحين واللفظ للبخاري : (عَنْ عَائِشَةَ – رضى الله عنها – أَنَّهَا قَالَتْ لِعُرْوَةَ : ابْنَ أُخْتِى ، إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلاَلِ ثُمَّ الْهِلاَلِ ، ثَلاَثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ ، وَمَا أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – نَارٌ . فَقُلْتُ يَا خَالَةُ مَا كَانَ يُعِيشُكُمْ قَالَتِ الأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – جِيرَانٌ مِنَ الأَنْصَارِ كَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ ، وَكَانُوا يَمْنَحُونَ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – مِنْ أَلْبَانِهِمْ ، فَيَسْقِينَا )
الدعاء