خطبة عن ( نبي الله أيوب عليه السلام)
أبريل 9, 2016خطبة عن ( الاسلام ومفهوم العلمانية)
أبريل 9, 2016الخطبة الأولى( مفهوم الحرية الديمقراطية والعلمانية )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. .وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة .اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها لمسلمون
روى مسلم في صحيحه ( عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِىِّ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الدِّينُ النَّصِيحَةُ » قُلْنَا لِمَنْ قَالَ « لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ »
اخوة الاسلام
من دافع النصح للمؤمنين .. وبيان الحق من الباطل..أردت أن أبين لكم اليوم أن شاء الله .. معاني بعض الكلمات والمفاهيم ..والتي يتناقلها الكثير من الناس اليوم..وخاصة في وسائل الاعلام ..والمسلم.. لابد له من فقه الواقع ..وأن يكون على إلمام تام بما يدور حوله.. حتى يسلك طريقه على بينة وهداية ونور .ومن هذه الكلمات والمسطلحات والمفاهيم التي نسمعها على ألسنة المتحدثين قولهم : ( الحرية – الديمقراطية – الدولة المدنية – الدستور – العلمانيين – الاشتراكية – الرأس مالية – المواطنة – وغيرها وغيرها) هذه الكلمات والمسطلحات والمفاهيم لها مدلولها عند من يتكلمون بها وقد يجهلها البعض منا وينادي بها او يطالب بتطبيقها او يرفضها دون ان تكون له دراية تامة بمفهومها . لذا .كان لزاما علينا ان نبينها… وبأسلوب مبسط. ..فأقول : أولا : تعالوا بنا نتعرف على معنى (الحرية) كما يفهمها من ينادي بها في دول الغرب … لأن كلمة الحرية بهذا اللفظ والمعنى لم ترد في الكتاب والسنة .. فالحرية عند الغرب تعني ( أن تقول ما تشاء .. وأن تفعل ما تشاء ).. ما لم يصطدم ذلك بحرية الآخرين .. ويقولون .. أنت حر ما لم تضر ..ولك الحرية المطلقة فيما تقول أو تفعل .. وعلى هذا المفهوم للحرية عندهم ..فالمواطن في بلاد الغرب يقول ما يشاء ويفعل ما يشاء دون قيد أو شرط .. ويرى أنه لا يحاسب على ما يقول أو يفعل .. لكننا – نحن المسلمين – نؤمن بحرية الكلمة والتعبير عن الراي .. ولكن بضوابط الشرع الحكيم … فلا نتكلم كيف نشاء ولا نفعل كيفا نشاء… بل كلامنا محسوب علينا .. فهذه الحريّة ليست مساحة مفتوحة ليقول فيها من شاء ما شاء،.. إنما جُعِل لهذه الحرية ضوابط وحدود .لا تتعداها.. حتى لا تُفسِد على الناس دينهم ودنياهم… الإسلام عظّم من مكانة الرأي وأعلى من شأنه، سواء أكان هذا الرأي كلمة منطوقة أم مكتوبة ،قال تعالى 🙁 أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ) إبراهيم (24) ، وقال سبحانه : ( وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ) إبراهيم (26) ، وفي الحديث الصحيح : ((عَنِ النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لاَ يُلْقِى لَهَا بَالاً ، يَرْفَعُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لاَ يُلْقِى لَهَا بَالاً يَهْوِى بِهَا فِى جَهَنَّمَ » ..فحرية الكلمة … هي حرية تصاحبها مسؤولية ومحاسبة، يقول الله عز وجل: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) ق (18) … ويقول النبي لمعاذ بن جبل رضي الله عنه:(يَا مُعَاذُ.. وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِى النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ » ؟!) رواه الترمذي ..نعم ..أن الإسلام أمر بالرأي الحسن والقول المؤدّب.. يقول سبحانه وتعالى : (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا) البقرة (83) ، وقال تعالى : (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) الاسراء (53) ، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبيّ قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت).. وفي المقابل نهى الإسلام عن إبداء الرأي السيّئ يقول سبحانه :( لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنْ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ ) النساء (148)، ويدخل في هذا أيضا الأفعال السيّئة والأفكار المنابذة للشرع.. ومن مفهوم الحرية عندهم ان تفعل ما تشاء … تلبس ما تشاء ..وتأكل وتشرب ما تشاء ..وليس هناك عملا حلالا وآخر حراما .. فترى العارية من ملابسها تمشي بين الناس .. بل هناك نوادي عندهم للعراة.. ولا يدخلها احد بملابس .. ويأكل ما يشاء ..لحم خنزير او ضفادع أو ديدان.. حتى النمل هناك مطاعم خاصة به .. فهذه حرية ..وقد يعمل أحدهم في بيع الخمور ..او في تسهيل الدعارة والزنا فهذه حرية …. لكننا – نحن المسلمين – الحرية لا تعني عندنا ذلك .. فحريتنا مضبوطة بضوابط الشرع والدين … لا نقول ولا نعمل إلا ما يوافق شرع ربنا وسنة نبينا … فلا نأكل ولا نشرب إلا الحلال … ونستر عوراتنا … ونعمل في غير المحرم .. ومن اكتسب مالا من حرام عذب به يوم القيامة …فنقول … نعم للحرية .. ولا.. لتكميم الأفواه ..أو منع التعبير عن الرأي .. أو المطالبة بالحقوق ..ولكن … دون الخروج عن الشرع والدين .. ففي صحيح البخاري (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِىَّ – صلى الله عليه وسلم – يَتَقَاضَاهُ .. فَأَغْلَظَ .. فَهَمَّ بِهِ أَصْحَابُهُ.. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « دَعُوهُ ..فَإِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالاً »، فنحن لا نقلد غيرنا في كل ما يقول ويفعل .. ولكن ..لنا ديننا الذي يضبط أقوالنا وأفعالنا …. فنعم للحرية المضبوطة …ولا للحرية المنفلتة .. أوالحرية المطلقة والتي لا تميز بين الحلال والحرام .. والصلاح والفساد .. والنافع والضار.. ففي الصحيحين واللفظ للبخاري : ( عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ – رضى الله عنه – قَالَ قَالَ النَّبِىُّ – صلى الله عليه وسلم – « الْحَلاَلُ بَيِّنٌ ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا أُمُورٌ مُشْتَبِهَةٌ ، فَمَنْ تَرَكَ مَا شُبِّهَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ كَانَ لِمَا اسْتَبَانَ أَتْرَكَ ، وَمَنِ اجْتَرَأَ عَلَى مَا يَشُكُّ فِيهِ مِنَ الإِثْمِ أَوْشَكَ أَنْ يُوَاقِعَ مَا اسْتَبَانَ ، وَالْمَعَاصِى حِمَى اللَّهِ ، مَنْ يَرْتَعْ حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكْ أَنْ يُوَاقِعَهُ »
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية مفهوم : (الحرية ،الديمقراطية ، الدولة المدنية)
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك…وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ثم تأتي الى كلمة أخرى نسمعها.. وهي صادرة من دول الغرب وهي ( الديمقراطية ) ..وهي تعني ( حكم الشعب للشعب ) .. وبمعنى آخر ..أن الشعب هو مصدر التشريع … وما تراه الأغلبية من الشعب حقا واجبا فهو حق واجب ..وما تراه الأغلبية ممنوعا وباطلا فهو ممنوع وباطل …ولا سلطان لدين او شرع … بل الحكم للهوى.. وما يحقق الرغبات والشهوات .. وعلى هذا المفهوم للديمقراطية ( حكم الشعب للشعب ) ..فإن الأغلبية من الشعب إذا وافقت على جواز أن يتزوج الرجل بالرجل ..والمرأة بالمرأة…وهو ما حدث بالفعل ..أصبح ذلك قانونا ..ولا يصح لأحد أن يعترض عليه .. وإذا وافقت الأغلبية على أنه من حق الرجل والمرأة أن يتمتع كل منهما بالآخر بدون عقد زواج .. أصبح ذلك قانونا ..ولا يجوز لأحد أن يعترض عليه.. وإذا وافقت الأغلبية على عدم رفع الصوت حتى ولو بالأذان .. أصبح ذلك قانونا.. ومنع رفع الأذان …وإذا وافقت الأغلبية على شرب الخمور أو إنشاء نوادي للعراة .. أصبح ذلك قانونا..لا يحق لأحد أن يعترض عليه ..هذا هو مفهوم الديمقراطية عندهم ..حكم الشعب للشعب … لا حكم الله للخلق .. ولكن – نحن المسلمين – نقول – لا للظلم ..ولا لحكم الفرد للشعب ..ونعم لحكم الشعب للشعب ولكن بمرجعية الدين ..لا بمرجعية الأهواء والشهوات .. فلو فرضنا أن 99% من الشعب وافقوا على أمر حرمه الله ..فلا يجب علينا أن نوافقه أوأن نعمل به ..فالحلال ما أحله الله ورسوله ..والحرام ما حرمه الله ورسوله ..( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ) الانعام (57) .. فنقول ..نعم للديمقراطية في انتخاب مجلس الشعب ورئيس الدولة ..ونعم للديمقراطية في سن القوانين التي توافق عليها الاغلبية ولا تخالف الشرع والدين … ولا.. ثم لا.. للديمقراطية التي تخالف شرع خير البرية .
اخوة الاسلام
ثم نأتي الى مسطلح آخر نسمعه في هذه الايام ..وهو ( الدولة المدنية ) .فمن المعلوم أن هناك أشكالا من الدول .. هناك دول تقوم على أساس الحكم العسكري… ويحكمها الجيش …وتسمى دولة عسكرية …وهناك دول تقوم على أساس الدين … بمعنى أنها دولة عنصرية ..ترفض التعايش مع من يخالفها في العقيدة والدين ..مثل إسرائيل … وهناك دولة مدنية ..أي حضارية ..وهي التي تقوم على أساس المواطنة للجميع.. مهما اختلفت الأجناس أو الأديان .. ولكن مفهوم الغرب للدولة المدنية .. يعني ..أن ينحى الدين جانبا ..فلا يحكم به وإنما تقوم الدولة على رأي الاغلبية.. وكما يقولون …الدين لله .. والوطن للجميع .. بمعنى ..أعبد ربك في المسجد أو في الكنيسة .. ولكن لا مجال للدين في المعاملات أو الأحكام …ونحن-المسلمين – نقول ..نعم للدولة المدنية .. ولكن ..بمرجعية إسلامية .. أي يحكمنا شرع الله ودينه ولا تكره الاقلية على الدخول في الدين .قال الله تعالى : (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) البقرة (256) ، فإياكم أن تخدعوا بالكلمات البراقة ..والتى يطلقها الغرب.. والتي تحمل بينها الفساد والإفساد ..ومعصية رب العباد …فنقول …نعم للحرية .. ونعم للديمقراطية ..ونعم للدولة المدنية ..ولكن … بمفهومها الاسلامي … بمرجعية كتاب رب العالمين وسنة سيد المرسلين ..
الدعاء