خطبة عن ( مفهوم: الحرية، الديمقراطية، والعلمانية)
أبريل 9, 2016خطبة عن ( تحكيم شرع الله )
أبريل 9, 2016الخطبة الأولى (الاسلام ومفهوم العلمانية )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام….. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له .. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة .. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اما بعد ايها المسلمون
قال الله تعالى : ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) (153)الانعام .
إخوة الإسلام
حديثنا اليوم إن شاء الله حول كلمة نسمعها على ألسنة المتحدثين وهي قولهم: ( العلمانية )…والعلمانية حركة فكرية .. ظهرت أول ما ظهرت في بلاد الغرب. (والعلمانية ) مفهوم يرى ضرورة أن تقوم الأخلاق والتعليم على أساس غير ديني) ، وتعنى الدنيا اللادينية ..أي الدنيا التي لا يحكمها الدين.. فالعلمانية ليست الأسلوب العلمي، وليست العالمية أو العلمية أو الحداثة أو العقلانية.. بل هي تعنى أننا كبشر قادرون على بناء دولتنا وحياتنا الشخصية وأنظمتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية اعتمادا على عقولنا المجردة ،ولسنا بحاجة إلى رسالات سماوية ، أوأنبياء أو كتب سماوية حتى نعرف الحق من الباطل ، ومعنى ذلك أن عقولنا قادرة على تحديد معاني العدل والحرية والمساواة وحقوق الإنسان بصورة أفضل وأعدل وأعلم مما أمرنا الله سبحانه وتعالى.. بل هم يرون أن الأديان السماوية هي منبع التعصب والتخلف والجمود والجاهلية ، وللعلمانية صورتان: الصورة الأولى : العلمانية الملحدة : وهي التي تنكر الدين كلية : وتنكر وجود الله الخالق البارئ المصور ، ولا تعترف بشيء من ذلك ، بل وتحارب وتعادي من يدعو إلى مجرد الإيمان بوجود الله… وهذه غالبا ما تظهر في بلاد الغرب الملحد والذين لا يؤمنون بإله ولا يعترفون بدين ، الصورة الثانية : العلمانية غير الملحدة … وهي علمانية لا تنكر وجود الله … وتؤمن به إيمانًا نظريًا …. ولكنها تنكر تدخل الدين في شؤون الدنيا ، وتنادي بعزل الدين عن الدنيا وترمي المتمسكين به بالتخلف ، والجحود ، والتأخر … وهو ما نراه بيننا وفي بلادنا اليوم من معتنقي هذا الفكر من المسلمين ..وفي كل بلاد المسلمين … والعلمانيون في العالم العربي والإسلامي كثيرون – لا أكثر الله من أمثالهم -.. منهم الكتاب والأدباء والصحفيين ومنهم كثير ممن يسمونهم بالمفكرين ، ومنهم أساتذة في الجامعات ، ومنهم جمهرة غفيرة منتشرة في وسائل الإعلام المختلفة بل وتسيطر عليها ، ومنهم غير ذلك ، وكل هذه الطبقات تتعاون فيما بينها ، لنشر العلمانية بين الناس … ولاشك أن هذه الطائفة من العلمانية هي أخطر على الأمة من المنافقين الأولين لانهم يشوشون علي الناس دينهم …ويلوثون عليهم افكارهم … ويفتنوهم في شرع ربهم .. ونسي هؤلاء أن الإسلام دين شامل كامل .. له منهج واضح وكامل في كل جانب من جوانب الإنسان الروحية ، والسياسية ، والاقتصادية ، والأخلاقية ، والاجتماعية ، ولا يقبل ولا يُجيز أن يشاركه فيه منهج آخر ، قال الله تعالى مبينًا وجوب الدخول في كل مناهج الإسلام وتشريعاته :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) البقرة ( 208) ، . وقال تعالى مبينًا كفر من أخذ بعضًا من مناهج الإسلام ، ورفض البعض الآخر : (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) البقرة (85) ،
اخوة الاسلام
واعلموا ان من نواقض الإسلام – من اعتقد أن الأنظمة والقوانين التي يسنها الناس أفضل من شريعة الإسلام ، أو أن نظام الإسلام لا يصلح تطبيقه في القرن العشرين ، أو أنه كان سببًا في تخلف المسلمين ، أو أن الدين يُنحصر في علاقة المرء بربه ، دون أن يتدخل في شؤون الحياة يقول سبحانه : (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ) آل عمران (83) ، ويقول سبحانه : ( أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) ( 114) : (117) الانعام ) ، وفي سنن ابي داود : (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَبْعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ قَالَ « كَيْفَ تَقْضِى إِذَا عَرَضَ لَكَ قَضَاءٌ ». قَالَ أَقْضِى بِكِتَابِ اللَّهِ. قَالَ « فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فِى كِتَابِ اللَّهِ ». قَالَ فَبِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. قَالَ « فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فِى سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَلاَ فِى كِتَابِ اللَّهِ ». قَالَ أَجْتَهِدُ رَأْيِى وَلاَ آلُو. فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- صَدْرَهُ وَقَالَ « الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ لِمَا يُرْضِى رَسُولَ اللَّهِ ».
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( الاسلام ومفهوم العلمانية)
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك…وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
كان لتسرب العلمانية إلى بلادنا والى المجتمع الإسلامي أسوأ الأثر على المسلمين في دينهم ودنياهم .…فماهي الثمار الخبيثة للعلمانية … او.. ماالذي اصاب المسلمين من هذا الفكر المنحرف؟ الاجابة : اولا : رفض البعض الحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى … وإقصاء الشريعة عن كافة مجالات الحياة … والاستعاضة عن الوحي الإلهي المُنزَّل على سيد البشر محمد.. بالقوانين الوضعية التي اقتبسوها عن الكفار المحاربين لله ورسوله ، واعتبار الدعوة إلى العودة إلى الحكم بما أنزل الله وهجر القوانين الوضعية ، اعتبار ذلك تخلفًا ورجعية وردة عن التقدم والحضارة ، وسببًا في السخرية من أصحاب هذه الدعوة واحتقارهم ..وإبعاد المتمسك بالدين عن تولي الوظائف التي تستلزم الاحتكاك بالشعب والشباب ، حتى لا يؤثروا فيهم …ثانيا: تحريف التاريخ الإسلامي وتصوير العصور الذهبية لحركة الفتوحات الإسلامية ، على أنها عصور همجية..تسودها الفوضى والمطامع الشخصية ..ثالثا: إفساد التعليم وجعله خادمًا لنشر الفكر العلماني وذلك عن طريق : أ – بث الأفكار العلمانية في ثنايا المواد الدراسية في مختلف مراحل التعليم ، ب – تقليص الفترة الزمنية المتاحة لمادة التربية الدينية ، جـ – منع تدريس نصوص معينة من الكتاب والسنة لأنها تكشف باطلهم . د – إبعاد الأساتذة المتمسكين بدينهم عن التدريس و تحويلهم إلى وظائف إدارية ، فاحذركم ونفسي من هذا الفكر المنحرف والمسمى بالعلمانية … واحذروا ان ترضوا بهم في المواقع القيادية في الدولة … فهؤلاء خطر على المسلمين .. وأعداء للدين … ومغضوب عليهم من رب العالمين .. فاللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن .
الدعاء