خطبة عن (من أخلاق الرسول الحياء) مختصرة
سبتمبر 1, 2024خطبة عن (من أخلاق الرسول الجود والكرم) مختصرة
سبتمبر 1, 2024الخطبة الأولى ( من أخلاق الرسول الحلم والعفو ) مختصرة
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد علي ه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى في محكم آياته : ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]،، وروى البخاري في صحيحه (عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ – رضى الله عنهما – قُلْتُ أَخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فِي التَّوْرَاةِ . قَالَ أَجَلْ ، وَاللَّهِ إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي الْقُرْآنِ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ، وَحِرْزًا لِلأُمِّيِّينَ ، أَنْتَ عَبْدِى وَرَسُولِي سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلَ ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلاَ غَلِيظٍ وَلاَ سَخَّابٍ فِي الأَسْوَاقِ ، وَلاَ يَدْفَعُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ بِأَنْ يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ . وَيَفْتَحُ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا ، وَآذَانًا صُمًّا ، وَقُلُوبًا غُلْفًا )
إخوة الإسلام
العفو هو: ترك المؤاخذة لمن أسرف في أذاه؛ مُتخلِّقًا في ذلك بأخلاق القرآن الكريم ،وقد كان من أخلاق النبي – صلى الله عليه وسلم – الحلم ،والعفو، والصفح ، والتسامح ، وصُوَر عفوِه – صلى الله عليه وسلم – أكثرُ من أن تُحصى، ولكن نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ومنها : عفوَه صلى الله عليه وسلم عن أبي سفيان الذي فعل ما فعل، وأدمى كبد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في أُحُد، وحزَّب الأحزاب يوم الخندق ضد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وناصر القبائلَ ضده، وعلى الرغم من كل ذلك يعفو عنه النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – يوم فتح مكة، بل ويمنُّ عليه بما يفخر به، وما كان يطمع في أكثر من أن يَهَب له حياته، ولا يضرب عنقه، جزاء ما آذى به المسلمين، ولكن الرسول الأكرم – صلى الله عليه وسلم – يمنحه العفوَ وزيادة؛ إذ يقول: (من دخل دار أبي سفيان فهو آمِن)
ويتجلَّى العفوُ عند المقدرة في أروع صوره يوم فتح مكة، حينما دخلها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – منتصرًا، وجلس في المسجد والناس حوله والعيون شاخصة إليه ينتظرون ما هو فاعل اليوم بمشركي قريش الذين آذَوْه وأخرجوه من بلده وقاتلوه، والآن هم أمامه لا ملجأ لهم ولا منجى؛ فتظهر مكارمُ أخلاقه، ويظهر عفوه؛ حيث قال – صلى الله عليه وسلم -: ((اذهبوا فأنتم الطُّلَقاء)) وكذلك عفوه – صلى الله عليه وسلم – عن لبيد بن الأعصم اليهودي الذي سَحَر النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – فعفا عنه ولم يعاقبه، وعفوه صلى الله عليه وسلم عن اليهودية التي أهدتْه الشاةَ المسمومة فقد روى مسلم في صحيحه (عَنْ أَنَسٍ أَنَّ امْرَأَةً يَهُودِيَّةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ فَأَكَلَ مِنْهَا فَجِيءَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَتْ أَرَدْتُ لأَقْتُلَكَ. قَالَ « مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطَكِ عَلَى ذَاكِ ». قَالَ أَوْ قَالَ « عَلَىَّ ». قَالَ قَالُوا أَلاَ نَقْتُلُهَا قَالَ « لاَ ». قَالَ فَمَا زِلْتُ أَعْرِفُهَا فِي لَهَوَاتِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم )
ومن صور العفو عند رسول الله صلى الله عليه وسلم : عفوه صلى الله عليه وسلم عمن جذبه من الأعراب ، بل وأمر له بعطاء! روى البخاري(عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كُنْتُ أَمْشِى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌ فَجَبَذَ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً – قَالَ أَنَسٌ فَنَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – وَقَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ – ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِى عِنْدَكَ . فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَضَحِكَ ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ )ولا يقف خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم عند حد العفو والصفح بل كان يدعو بالهداية لمن آذاه: فعن عبد الله بن عبيد قال: لما كسرت رباعية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشُجَّ في جبهته، فجعلت الدماء تسيل على وجهه، قيل: يا رسول الله، ادعُ الله عليهم. فقال صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ اللهَ تَعَالَى لَمْ يَبْعَثْنِي طَعَانًا وَلا لَعَّانًا، وَلَكِن بَعَثَنَي دَاعِية وَرَحْمَة، اللهُمَّ اغْفِر لِقَومِي فَإنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ” وعندما عَصَتْ قبيلةُ دوسٍ في بداية أمرها أَمَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أبو هريرة رضي الله عنه: قدم طفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله، إن دوسًا عصت وأبت، فادعُ الله عليها. فقيل: هلكت دوس! قال: “اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَأْتِ بِهِمْ”. وروى أحمد في مسنده (عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَاتَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مُحَارِبَ خَصَفَةَ بِنَخْلٍ فَرَأَوْا مِنَ الْمُسْلِمِينَ غِرَّةً فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ غَوْرَثُ بْنُ الْحَارِثِ حَتَّى قَامَ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِالسَّيْفِ فَقَالَ مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّى قَالَ « اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ». فَسَقَطَ السَّيْفُ مِنْ يَدِهِ فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّى ». قَالَ كُنْ كَخَيْرِ آخِذٍ. قَالَ « أَتَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ». قَالَ لاَ وَلَكِنِّى أُعَاهِدُكَ أَنْ لاَ أُقَاتِلَكَ وَلاَ أَكُونَ مَعَ قَوْمٍ يُقَاتِلُونَكَ. فَخَلَّى سَبِيلَهُ – قَالَ – فَذَهَبَ إِلَى أَصْحَابِهِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ خَيْرِ النَّاسِ )
وبلغ من حلمه وعفوه صلى الله عليه وسلم أنه يزيد في العطاء لمن أغلظ له في قوله وفاء له وحسن قضاء فقد روى البخاري (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – يَتَقَاضَاهُ ، فَأَغْلَظَ ، فَهَمَّ بِهِ أَصْحَابُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « دَعُوهُ فَإِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالاً » . ثُمَّ قَالَ « أَعْطُوهُ سِنًّا مِثْلَ سِنِّهِ » . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ لاَ نَجِدُ إِلاَّ أَمْثَلَ مِنْ سِنِّهِ . فَقَالَ « أَعْطُوهُ فَإِنَّ مِنْ خَيْرِكُمْ أَحْسَنَكُمْ قَضَاءً » وكان صلى الله عليه وسلم لا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما: فقد روى ابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه (عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال : إن الله تبارك و تعالى لما أراد هدي زيد بن سعنة قال زيد بن سعنة : ما من علامات النبوة شيء إلا و قد عرفتها في وجه محمد صلى الله عليه و سلم حين نظرت إليه إلا شيئين لم أخبرهما منه هل يسبق حلمه جهله ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما فكنت ألطف به لئن أخالطه فاعرف حلمه ،قال زيد بن سعنة : فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما من الحجرات و معه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأتاه رجل على راحلته كالبدوي فقال : يا رسول الله إن بصرى قرية بني فلان قد أسلموا و دخلوا في الإسلام و كنت حدثتهم إن أسلموا أتاهم الرزق رغدا و قد أصابتهم سنة و شدة وقحوط من الغيث فأنا أخشى يا رسول الله أن يخرجوا من الإسلام طعما كما دخلوا فيه طعما فإن رأيت أن ترسل إليهم بشيء تعينهم به فعلت فنظر إلي رجل و إلى جانبه أراه عليا رضي الله عنه فقال : يا رسول ما بقي منه شيء قال زيد بن سعنة : فدنوت إليه فقلت : يا محمد هل لك أن تبيعني تمرا معلوما من حائط بني فلان إلى أجل كذا و كذا فقال : لا يا يهودي و لكن أبيعك تمرا معلوما إلى أجل كذا و كذا و لا أسمي حائط بني فلان فقلت : نعم فبايعني فأطلقت همياني فأعطيته ثمانين مثقالا من ذهب في تمر معلوم إلى أجل كذا وكذا فأعطاها الرجل فقال : أعدل عليهم وأعنهم بها فقال زيد بن سعنة : فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاثة أتيته فأخذت بمجامع قميصه و ردائه و نظرت إليه بوجه غليظ فقلت له : ألا تقضيني يا محمد حقي فو الله ما علمتم يا بني عبد المطلب سيء القضاء مطل و لقد كان لي بمخالطتكم علم ونظرت إلى عمر فإذا عيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير ثم رماني ببصره فقال : يا عدو الله أتقول لرسول الله صلى الله عليه و سلم ما أسمع و تصنع به ما رأى ؟ فو الله الذي بعثه بالحق لولا ما أحاذر قوته لضربت بسيفي رأسك ،ورسول الله صلى الله عليه و سلم ينظر إلى عمر في سكون و تؤدة و تبسم ثم قال : يا عمر أنا و هو كنا أحوج إلى غير هذا أن تأمرني بحسن الداء و تأمره بحسن التباعة اذهب به يا عمر فأعطه حقه وزده عشرين صاعا من تمر فقلت : ما هذه الزيادة يا عمر ؟ قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أزيدك مكان ما نقمتك قلت : أتعرفني يا عمر ؟ قال : لا من أنت ؟ قلت : زيد بن سعنة قال : الحبر ؟ قلت : الحبر قال : فما دعاك أن فعلت برسول الله صلى الله عليه و سلم ما فعلت وقلت له ما قلت ؟قلت له : يا عمر لم يكن له من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفته في وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم حين نظرت إلا اثنين لم أخبرهما منه هل يسبق حلمه جهله و لا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما فقد اختبرتهما فأشهدك يا عمر أني قد رضيت بالله ربا و بالإسلام دينا و بمحمد صلى الله عليه و سلم نبيا وأشهدك أن شطر مالي فإني أكثرهم مالا صدقة على أمة محمد صلى الله عليه و سلم فقال عمر رضي الله عنه : أو على بعضهم فإنك لا تسعهم قلت : أو على بعضهم فرجع زيد إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال زيد : أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله و آمن به و صدقه و بايعه و شهد معه مشاهد كثيرة )
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( من أخلاق الرسول الحلم والعفو ) مختصرة
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد علي ه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
لقد بلغ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم غاية الحِلْم والعفو، والسُّنَّة النَّبويَّة حافلة بمواقف الرَّسول الكريم في الحِلْم، ومِن ذلك: ما رواه مسلم في صحيحه (قَالَ أَنَسٌ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقًا فَأَرْسَلَنِي يَوْمًا لِحَاجَةٍ فَقُلْتُ وَاللَّهِ لاَ أَذْهَبُ. وَفِى نَفْسِى أَنْ أَذْهَبَ لِمَا أَمَرَنِي بِهِ نَبِيُّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَخَرَجْتُ حَتَّى أَمُرَّ عَلَى صِبْيَانٍ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي السُّوقِ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَدْ قَبَضَ بِقَفَايَ مِنْ وَرَائِي – قَالَ – فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَضْحَكُ فَقَالَ « يَا أُنَيْسُ أَذَهَبْتَ حَيْثُ أَمَرْتُكَ ». قَالَ قُلْتُ نَعَمْ أَنَا أَذْهَبُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. ) ويقول أنس أنس : والله لقد خدمته سبع سنين أو تسع سنين ما علمت قال لشيء صنعتُ: لم فعلتَ كذا وكذا؟ ولا لشيء تركتُ: هلَّا فعلتَ كذا وكذا؟) وفي الحديث المتفق عليه ( أَنَّ عَائِشَةَ – رضى الله عنها – زَوْجَ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ قَالَ « لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ ، وَكَانَ أَشَدُّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ ، إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِى عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلاَلٍ ، فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِى ، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلاَّ وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي ، فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِي فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ ، فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ ، فَسَلَّمَ عَلَىَّ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ ، فَقَالَ ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمِ الأَخْشَبَيْنِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ») وروى أحمد في مسنده ( عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ يَوْمٍ يَقْسِمُ مَالاً إِذْ أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ – رَجُلٌ مِنْ بَنِى تَمِيمٍ – فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ اعْدِلْ فَوَ اللَّهِ مَا عَدَلْتَ مُنْذُ الْيَوْمَ. فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- « وَاللَّهِ لاَ تَجِدُونَ بَعْدِى أَعْدَلَ عَلَيْكُمْ مِنِّى ». ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَأْذَنُ لِي فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ فَقَالَ « لاَ إِنَّ لَهُ أَصْحَاباً يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاَتَهُ مَعَ صَلاَتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ يَنْظُرُ صَاحِبُهُ إِلَى فُوقِهِ فَلاَ يَرَى شَيْئاً آيَتُهُمْ رَجُلٌ إِحْدَى يَدَيْهِ كَالْبَضْعَةِ أَوْ كَثَدْي الْمَرْأَةِ يَخْرُجُونَ عَلَى فِرْقَتَيْنِ مِنَ النَّاسِ يَقْتُلُهُمْ أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِاللَّهِ ». قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَأَشْهَدُ أَنِّى سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَنِّى شَهِدْتُ عَلِيًّا حِينَ قَتَلَهُمْ فَالْتُمِسَ فِي الْقَتْلَى فَوُجِدَ عَلَى النَّعْتِ الَّذِى نَعَتَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم ) وفي البخاري (عَنْ عَائِشَةَ – رضى الله عنها – أَنَّهَا قَالَتْ مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلاَّ أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا ، مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا ، فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ ، وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – لِنَفْسِهِ ، إِلاَّ أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ بِهَا )
الدعاء