خطبة عن (يوم الجمعة: فضائله ومقاصده)
ديسمبر 29, 2018خطبة عن (القرآن والإعجاز العلمي)
ديسمبر 29, 2018الخطبة الأولى ( من الإعجاز العلمي في القرآن الكريم )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (53) فصلت
إخوة الاسلام
في قوله تعالى : (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ) (53) فصلت ،فهذه الآياتِ التي سيريها الله لعباده ،لا تقتصر على فترة زمنية واحدة، ولا على جِيل واحد من الأجبال، بل إنها تشمل جميع الأزمان ،وجميع الأجيال، في دلالة واضحة ،على أن القرآن الكريم حقٌّ من عند الله تعالى، وعطاءه لكل الأجيل القادمة ؛ فالمقصودُ بالإعجاز العلمي للقرآن الكريم : هو إخباره عن حقائقَ علمية لم تكن معروفة للبشرية يوم نزول القرآن على نبينا صلى الله عليه وسلم، ولم يكتشف العلمُ هذه الحقائق إلا في وقتنا الحاضر. وهذا الإعجاز العلمي يعتبر دليلًا أيضًا على أن محمدًا صلى الله عليه وسلم رسولٌ من عند الله تعالى، وأن ما نطَق به من حقائق علمية – على أن محمدًا صلى الله عليه وسلم كان أميًّا لا يقرأ ولا يكتب – دليلٌ واضح على صِدق نبوته ورسالته ، وأن القرآن كتاب الله الحق ؛ فكثير من الناس في وقتنا الحاضر يحتاج إلى الإقناع العلمي؛ ليتم إسلامهم وتطمئن قلوبهم؛ إذ تقدمت فيه العلوم تقدمًا أذهل الكثير من الناس، وزلزل عقائد ضعاف الإيمان، وظن هؤلاء أن العقل أصبح قادرًا على كل شيء، وكان جديرًا بهؤلاء ،أن يزدادَ يقينُهم بالله تعالى ،عن طريق هذه الاكتشافات؛ فما العلم إلا وسيلة مِن الوسائل المهمة التي تعمِّق الإيمان بالله تعالى. وما دامت القناعة المبنية على الحقائق العلمية هي اليوم من أكثر القناعات فاعليةً للتحقُّق من هذا اليقين ،وما دام القرآن يمنحنا هذا القدر الكبير المعجِز من هذه الحقائق ،التي أخذت تظهر كل يوم – فلمَ لا نتحرَّك على ضوء الإعجاز العلمي الموجود في القرآن الكريم والسنَّة، لإنقاذ هذا الإنسان المعاصر من أزمته بفقدان اليقين؟
أيها المسلمون
فتعالوا بنا اليوم -إن شاء الله- ،نتناول بعض الآيات من كتاب الله الكريم، والتي تدلل على الاعجاز العلمي في القرآن العظيم ،فمن الآيات التي تدل على الإعجاز العلمي للقرآن ، فقول الله تعالى : (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَاْرَ فَإِذَاْ هُمْ مُظْلِمُوْنَ ) يس 37 , وقوله تعالى 🙁 وَلَقَدْ زَيَّنَّاْ السَّمَاْءَ الدُّنْيَاْ بِمَصَاْبِيْحَ ) الملك 5 : فحسبما تشير إليه الآيتان الكريمتان ،فإن الكون غارق في الظلام الداكن ،وإن كنا في وضح النهار على سطح الأرض ، ولقد شاهد العلماء الأرض، وباقي الكواكب التابعة للمجموعة الشمسية مضاءة في وضح النهار ،بينما السموات من حولها غارقة في الظلام ،فمن كان يدري أيام رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أن الظلام هو الحالة المهيمنة على الكون ؟ وأن هذه المجرات ،وتلك النجوم ليست إلا مصابيح صغيرة واهنة ،لا تكاد تبدد ظلام الكون الدامس المحيط بها ،فبدت كالزينة ،والمصابيح لا أكثر؟
ثم ننتقل إلى آية أخرى ، من آيات الاعجاز العلمي في القرآن ، وهي قول الله تعالى : ( وَ تَرَى الْجِبَاْلَ تَحْسَبُهَاْ جَاْمِدَةً وَ هِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَاْبِ صُنْعَ اللهِ الَّذِيْ أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ) النمل 88 ، فكلنا يعلم أن الجبال ثابتات في مكانها ، ولكننا لو ارتفعنا عن الأرض بعيداً عن جاذبيتها ، وغلافها الجوي ،فإننا سنرى الأرض تدور بسرعة هائلة (100ميل في الساعة) ، وعندها سنرى الجبال وكأنها تسير سير السحاب ،أي أن حركتها ليست ذاتية ،بل مرتبطة بحركة الأرض ،تماماً كالسحاب الذي لا يتحرك بنفسه ،بل تدفعه الرياح ، وهذا دليل على حركة الأرض ،فمن أخبر رسول الله محمداً صلى الله عليه و سلم بهذا ؟ أليس الله العلي العليم ؟؟
وننتقل إلى آية أخرى ، من آيات الاعجاز العلمي في القرآن ، وهي قول الله تعالى : ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَاْنِ * بَيْنَهُمَاْ بَرْزَخٌ لاْ يَبْغِيَاْنِ ) الرحمن : 19-20 : فقد تبين للعلماء من خلال الدراسات الحديثة ،أن لكل بحر صفاته الخاصة به ،والتي تميزه عن غيره من البحار ،كشدة الملوحة ،والوزن النوعي للماء ،حتى لونه الذي يتغير من مكان إلى آخر ،بسبب التفاوت في درجة الحرارة ،والعمق ، وعوامل أخرى ، والأغرب من هذا ،اكتشاف الخط الأبيض الدقيق ،الذي يرتسم نتيجة التقاء مياه بحرين ببعضهما ،وهذا تماماً ما ذكر في الآيتين السابقتين ، وعندما نوقش هذا النص القرآني مع عالم البحار الأمريكي البروفيسور (هيل) وكذلك العالم الجيولوجي الألماني (شرايدر) أجابا قائلين : أن هذا العلم إلهي مئة بالمئة ،وبه إعجاز بيّن ،وأنه من المستحيل على إنسان أمي بسيط كمحمد ( صلى الله عليه وسلم ) أن يلم بهذا العلم ،في عصور ساد فيها التخلف والجهل .
وننتقل إلى آية أخرى ، من آيات الاعجاز العلمي في القرآن ، وهي قول الله تعالى : ( وَ جَعَلْنَاْ مِنَ المَاْءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاْ يُؤْمِنُوْنَ ) الأنبياء30 ، فقد أثبت العلم الحديث ، أن أي كائن حي ،يتكون من نسبة عالية من الماء ، وإذا فقد 25 بالمائة من مائه ،فإنه سيقضي نحبه لا محالة ،لأن جميع التفاعلات الكيماوية داخل خلايا أي كائن حي ،لا تتم إلا في وسط مائي . ثم ننتقل إلى آية أخرى ، من آيات الاعجاز العلمي في القرآن ، وهي قول الله تعالى : ( أَوْ كَظُلُمَاْتٍ فِيْ بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاْهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَاْبٌ ظُلُمَاْتٌ بَعْضُهَاْ فَوْقَ بَعْضٍ إِذَاْ أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكُدْ يَرَاْهَاْ وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوْرَاً فَمَاْلَهُ مِنْ نُّوْرٍ ) النور40 ،فلم يكن بإمكان الإنسان القديم ،أن يغوص أكثر من ( 15 متر ) لأنه كان عاجزاً عن البقاء بدون تنفس أكثر من دقيقتين ،ولأن عروق جسمه ستنفجر من ضغط الماء ،و بعد أن توفرت للإنسان الغواصات في القرن العشرين ،تبين للعلماء أن قيعان البحار شديدة الظلمة ، كما اكتشفوا أن لكل بحر لجي طبقتين من المياه، الأولى : عميقة وهي شديدة الظلمة ،ويغطيها موج شديد متحرك ،وطبقة أخرى سطحية : وهي مظلمة أيضاً ،وتغطيها الأمواج التي نراها على سطح البحر، وقد دهش العالم الأمريكي (هيل) من عظمة هذا القرآن ،وزادت دهشته عندما نوقش معه الإعجاز الموجود في الشطر الثاني من الآية ، وهو قوله تعالى : (مِنْ فَوْقِهِ سَحَاْبٌ ظُلُمَاْتٌ بَعْضُهَاْ فَوْقَ بَعْضٍ إِذَاْ أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكُدْ يَرَاْهَاْ ) ، وقال إن مثل هذا السحاب لم تشهده الجزيرة العربية المشرقة أبداً ،وهذه الحالة الجوية ، لا تحدث إلا في شمال أمريكا ،وروسيا ،والدول الاسكندنافية ،القريبة من القطب ،والتي لم تكن مكتشفة أيام محمد صلى الله عليه وسلم ،و لا بد أن يكون هذا القرآن كلام الله .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( من الإعجاز العلمي في القرآن )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ثم ننتقل إلى آية أخرى ، من آيات الاعجاز العلمي في القرآن ، وهي قول الله تعالى : ( وَلَبِثُواْ فِيْ كَهْفِهِمْ ثَلاْثَ مِائَةٍ سِنِيْنَ وَ ازْدَاْدُواْ تِسْعَاً ) الكهف 25 ، فالمقصود في الآية أن أصحاب الكهف قد لبثوا في كهفهم( 300 سنة شمسية) و( 309 سنة قمرية ) ، وقد تأكد لعلماء الرياضيات أن السنة الشمسية أطول من السنة القمرية ب ( 11يوماً )، فإذا ضربنا ال( 11يوماً ) ب (300 سنة ) يكون الناتج ( 3300 يوما ) وبتقسيم هذا الرقم على عدد أيام السنة (365) ، يصبح الناتج 9 سنين. وننتقل إلى آية أخرى ، من آيات الاعجاز العلمي في القرآن ، وهي قول الله تعالى : (وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ) الحج 73 ، وقد أثبت العلم الحديث وجود إفرازات عند الذباب ،بحيث تحول ما تلتقطه إلى مواد مغايرة تماماً لما التقطته ، لذا ، فنحن لا نستطيع معرفة حقيقة المادة التي التقطتها ، وبالتالي لا نستطيع استعادة وانقاذ هذا المادة منها أبداً.
ثم ننتقل إلى آية أخرى ، من آيات الاعجاز العلمي في القرآن ، وهي قول الله تعالى : ( وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقَاً حَرَجَاً كَأَنَّمَاْ يَصَّعَّدُ فِيْ السَّمَاْءِ ) الأنعام 125 ،فالآن ، وعندما تركب طائرة ،وتطير بك في الجو ، وتصعد في السماء، بماذا تشعر؟ ألا تشعر بضيق في الصدر؟ ، هذا هو ما عبر عنه القرآن الكريم بقوله تعالى : ( كَأَنَّمَاْ يَصَّعَّدُ فِيْ السَّمَاْءِ ) الأنعام 125 ، وننتقل إلى آية أخرى ، من آيات الاعجاز العلمي في القرآن ، وهي قول الله تعالى : ( كُلَّمَاْ نَضَجَتْ جُلُوْدُهُمْ بَدَّلْنَاْهُمْ جُلُوْدَاً غَيْرَهَاْ لِيَذُوْقُواْ الْعَذَاْبَ ) النساء 56 ،فقد أثبت العلم الحديث ،أن الجسيمات الحسية المختصة بالألم والحرارة ،تكون موجودة في طبقة الجلد وحدها، وعند ذكر أهل النار وهم يعذبون ، فمع أن الجلد سيحترق مع ما تحته من العضلات ، وغيرها ،إلا أن القرآن لم يذكرها ،لأن الشعور بالألم تختص به طبقة الجلد وحدها ، وحقا والله ما قال ربنا في كتابه العزيز : (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (53) فصلت ، وقال الله تعالى : (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) (37) ق
الدعاء