خطبة عن (الإعجاز العلمي في القرآن الكريم)
ديسمبر 29, 2018خطبة عن قوله تعالى: (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ)
ديسمبر 29, 2018الخطبة الأولى (القرآن والإعجاز العلمي)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (53) فصلت، وقال الله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95) فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97) وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98) وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (95): (99) الأنعام ، وقال الله تعالى : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ) (5)، (6) يونس
إخوة الإسلام
مِن المعلوم أن القرآن الكريم ليس كتابَ طبٍّ ،أو هندسة ،أو زراعة ،أو نحو ذلك من العلوم التجريبية المعاصرة ، إلا أنه قد حوى قبسًا من هذه العلوم؛ ليكونَ ذلك دليلًا على أن القرآن كلام الله تعالى، المنزل على عبده ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فالقرآن الكريم قد تعرَّض في نحوٍ من سبعمائة وخمسين آية إلى مسائل هي من صميم العلم، وذكر جانبًا من الحقائق العلمية، كقضايا عامة، ودخل في تفاصيلِ بعض الحقائق الأخرى، وتلك الآيات هي في مجموعها إحدى نواحي إعجاز القرآن ، والتي ظهرت في هذا العصر، الذي يؤمن فيه الأفراد والجماعات بالعلم، وتقاس فيه الشعوب بما أحرزته من علوم واختراعات. وبداية فإن المقصودُ بالإعجاز العلمي للقرآن الكريم : هو إخباره عن حقائقَ علمية ،لم تكن معروفة للبشرية يوم نزول القرآن على نبينا صلى الله عليه وسلم، ولم يكتشف العلمُ هذه الحقائق إلا في وقتنا الحاضر. فالله تعالى قد أخبر أنه سيكشف للناس عامة ،وللعلماء خاصة ،حقيقةَ ما في هذا القرآن من آيات بينات ،لتكون دليلًا على صدق رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. فقال الله تعالى في محكم آياته : ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [فصلت: 53]. فالآياتِ التي سيريها الله لعباده لا تقتصر على فترة زمنية واحدة، ولا على جِيل واحد من الأجبال، بل إنها تشمل جميع الأزمان ،وجميع الأجيال، في دلالة واضحة ،على أن القرآن الكريم حقٌّ من عند الله تعالى؛ وكثير من الناس في وقتنا الحاضر يحتاج إلى الإقناع العلمي؛ ليتم إسلامهم وتطمئن قلوبهم؛ إذ تقدمت فيه العلوم تقدمًا أذهل الكثير من الناس، وزلزل عقائد ضعاف الإيمان، وظن هؤلاء أن العقل أصبح قادرًا على كل شيء، وكان جديرًا بهؤلاء أن يزدادَ يقينُهم بالله تعالى عن طريق هذه الاكتشافات؛ فما العلم إلا وسيلة مِن الوسائل المهمة ،التي تعمِّق الإيمان بالله تعالى. فالإيمان اليوم لا يقوم على مجرد التسليم أو التخمين أو التقليد، وإنما يقوم أيضًا على الإقناع المبني على العلم؛ فالعلم هو اللغة التي يفهمها أبناء هذا العصر، وإذا كانت (أوروبا والغرب ) قد تقدمت في مجال العلوم التجريبية تقدمًا هائلًا يصعب علينا نحن المسلمين اللحاق بهم، فلا يفوتنا أن نقدِّم لهم شواهد علمية جاءت في القرآن والسنة، قد كشَف عن بعضها بعض علماء أوروبا أنفسهم، فذهلوا عندما علموا أن الإسلام قد تحدث عن هذه الحقائق العلمية قبل أربعة عشر قرنًا، هذا وقد بقيت في القرآن والسنة شواهد أخرى ،ما زال العلم عاجزًا عن اكتشاف أسرارها، وسيأتي اليوم الذي يكشف عنها العلم إن شاء الله تعالى .
أيها المسلمون
وتعالوا بنا اليوم إن شاء الله نتعرض لبعض الآيات من كتاب الله العزيز ، والتي تحمل بين طياتها دلائل وشواهد من الإعجاز العلمي للقرآن الكريم : فمن الآيات التي تدل على الإعجاز العلمي للقرآن ، قول الله تعالى : (وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) (31) الانبياء ،وقول الله تعالى : (وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (15) النحل ،وقوله تعالى : (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10) هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) (10)، (11) لقمان، وقول الله تعالى : ( وَالْجِبَاْلَ أَوْتَاْدَاً ) النبأ 7 ، فقد تبين للعلماء منذ عهد قريب ،أن ثلثي أي جبل مغروس في أعماق الأرض ،وثلثه لفقط هو البارز فوق سطح الأرض ،ولذا ، فقد شبه الله تعالى الجبال بالأوتاد ،التي تمسك الخيمة بالأرض ، كما في الآيات السابقة وغيرها . فهذه الآيات ،تبيِّن لنا دور الجبال بالنسبة للأرض؛ فقد جعلها الله مثبِّتات لها ،حتى لا تضطرب؛ فهي كالأوتاد التي تمسك الخيمة من الاضطراب والسقوط، كما لاحَظ العلماء : أن امتداد الجبال في باطن الأرض ،يزيد عن ارتفاعها فوق سطحها، مما يمكن هذه الجبال من القيام بدورها في تثبيت الأرض ، كما تقوم الأوتاد بتثبيت الخيمة؛ ثم ننتقل إلى آيات أخرى من الآيات التي تدل على الإعجاز العلمي للقرآن ، قول الله تعالى : ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [يونس: 5]. وقول الله تعالى: ﴿ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ﴾ [يس: 39]. ففي العصر الحديث أكتشف العلماء أن القمر هو مجرد جرم بارد عاكس للضوء، وذلك خلافًا لحال الشمس السراج، وأن حجمه أصغر من الشمس، رغم ما يظهر للرائي من كِبَره، وأن شكله الظاهر لنا ، والذي يتبدل : من هلال ،إلى بدر ،إلى محاق ، أن ذلك يحدث حسب أوضاعه ، أو (منازله) النسبية للشمس والقمر.
ومن الآيات التي تدل على الإعجاز العلمي للقرآن أيضا : مراحل نمو الجنين في بطن أمه فقد قال الله تعالى في محكم آياته : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ﴾ [الحج: 5]. فهذه الآية وغيرها ، هي مِن أبلغ آيات الله المبهِرات في كتابه الكريم ، والتي لم يكتشفها العلماء إلا في العصر الحديث ، فهي تقوم بالوصف التشريحي الدقيق لمراحل تكوُّن الجنين منذ كان نطفة، ثم تطورت إلى علقة، ثم مضغة مخلَّقة ،وغير مخلَّقة، ثم نشأة العظام ،وكسوتها باللحم ،حتى بدايات الحركة والحياة ، قبل الخروج إلى العالم ؛ وأما قوله تعالى : ( يَخْلُقُكُمْ فِيْ بُطُوْنِ أُمَّهَاْتِكُمْ خَلْقَاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِيْ ظُلُمَاْتٍ ثَلاْثٍ ) الزمر 6 ،فعلم الأجنة : هذا العلم لم يكن معروفاً قبل القرن التاسع عشر ، وقد أثبت العلم الحديث أن هناك ثلاثة أغشية تحيط بالجنين ، وهي: أولاً : الأغشية الملتصقة التي تحيط بالجنين :وتتألف من الغشاء الذي تتكون منه بطانة الرحم ،والغشاء المشيمي ،والغشاء السلي ، وهذه الأغشية الثلاث تشكل الظلمة الأولى لالتصاقها ببعضها. ثانياً : جدار الرحم ،وهو الظلمة الثانية. ثالثاً: جدار البطن ،وهو الظلمة الثالثة .
ومن الآيات التي تدل على الإعجاز العلمي للقرآن الكريم أيضا : قول الله تعالى : ( وَالشَّمْسُ تَجْرِيْ لِمُسْتَقَرٍّ لَهَاْ ذَلِكَ تَقْدِيْرٌ الْعَزِيْزِ الْعَلِيْمِ ) يس 38 ، فقد أثبت العلم الحديث أن الشمس تسير بسرعة 43200 ميل في الساعة ،وبما أن المسافة بيننا وبين الشمس 92مليون ميل ،فإننا نراها ثابتة ، لا تتحرك ، و قد دهش بروفيسور أمريكي لدى سماعه تلك الآية القرآنية و قال إني لأجد صعوبة بالغة في تصور ذلك العلم القرآني الذي توصل إلى مثل هذه الحقائق العلمية التي لم نتمكن منها إلا منذ عهد قريب .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (القرآن والإعجاز العلمي)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن الآيات التي تدل على الإعجاز العلمي للقرآن الكريم أيضا : قول الله تعالى :﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ﴾ [يونس: 67]؛ فالنوم من آيات الله تعالى في خَلْقه، يمتن الله به عليهم ، وذلك بجعل الليل سكنًا ووقتًا طبيعيًّا للنوم، ويؤكد ذلك في آيات متعددة، وقد بين الطب الحديث أن الجهاز العصبي الذاني ينقسم إلى شقين: الباراسمبتاوي: الذي يعمل ليلًا ،ويبعث الهدوء والسكينة، ويهدئ ضغط الدم ،وخفقان القلب، ويعمل على اختزان الطاقة، بينما ينشط السمبتاوي نهارًا ،وهو مسؤول عن النشاط والحركة ،واستهلاك الطاقة، ويرتفع معه ضغط الدم، ويزيد التوتر ،والخفقان؛ لذا كان هدى الله دائمًا هو الفطرة، ألا يعلم مَن خلَق وهو اللطيف الخبير ؟
وأيضا من الآيات التي تدل على الإعجاز العلمي للقرآن الكريم : قول الله تعالى :( وَجَعَلْنَاْ السَّمَاْءَ سَقْفَاً مَحْفُوْظَا ً) الأنبياء 32 ، فقد أثبت العلم الحديث ،وجود الغلاف الجوي المحيط بالأرض ، والذي يحميها من الأشعة الشمسية الضارة ،والنيازك المدمرة ، فعندما تلامس هذه النيازك الغلاف الجوي للأرض ، فإنها تستعر بفعل احتكاكها به ،فتبدو لنا ليلاً على شكل كتل صغيرة مضيئة ،تهبط من السماء بسرعة كبيرة ،قدرت بحوالي 150 ميل في الثانية ،ثم تنطفئ بسرعة ،وتختفي ،وهذا ما نسميه بالشهب . ومن الآيات التي تدل على الإعجاز العلمي للقرآن الكريم ، أن الزوجية موجودة في كل شيء ، قال الله تعالى في محكم آياته : ﴿ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [الذاريات: 49] ، فقد كان العلماء قديما ، يعتقدون بأن الزوجية (الذكر والأنثى) ،لا توجد إلا في النوعين الإنسان ،والحيوان، فجاء العلم الحديث فأثبت أن الزوجية توجد في النبات، وكذلك الجماد، وفي كل ذرَّة من ذرات الكون، حتى الكهرباء ففيها الموجب والسالب، وحتى الذرة فيها البروتون والنيترون؛
وننتقل إلى آية أخرى من الآيات التي تدل على الإعجاز العلمي للقرآن الكريم : قول الله تعالى : ( وَأَرْسَلْنَاْ الرِّيَاْحَ لَوَاْقِحَ ) الحجر 22 ، وهذا ما أثبته العلم الحديث : إذ أن من فوائد الرياح ،أنها تحمل حبات الطلع ،لتلقيح الأزهار التي ستصبح فيما بعد ثماراً، فمن أخبر رسول الله محمداً صلى الله عليه وسلم بأن الرياح تقوم بتلقيح الأزهار؟ أليس هذا من الأدلة التي تؤكد أن هذا القرآن كلام الله ، وأن محمدا رسول الله ؟ وهناك بعض الآيات الأخرى والتي تدل على الاعجاز العلمي للقرآن الكريم سوف نتناولها تباعا إن شاء الله تعالى .
أيها المسلمون
والبحث في الإعجاز العلمي للقرآن يحقق جملة من الأهداف، نذكر لكم منها: – المحافظة على استمرارية معجزة القرآن الكريم ،بما يضمن دوام الحجة على كل الناس في كل العصور، وذلك من خلال الإعجاز العلمي للقرآن الكريم. – وأن تزداد آيات القرآن الكريم الكونية وضوحاً على مر الزمان، وأن يُعرف منها ما كان مجهولاً؛ وذلك من خلال الكشوف الكونية والمعارف العلمية. – وأن يظل القرآن الكريم في قلب الثقافة الإنسانية، مهيمناً على منهاج الحياة ،بما يعطيه من المعطيات العلمية المتجددة. – وإضافة دراسات جديدة إلى علوم القرآن، تختص بالإعجاز العلمي فيه . – واستكشاف بعض جوانب الحكمة في الأوامر ،والنواهي ،التي وردت في القرآن الكريم. – وتحقيق دفعة حضارية من خلال منهج البحث العلمي في ضوء القرآن الكريم، وإقامة حضارة إسلامية خالية من السلبيات، التي تتعارض مع فطرة الإنسان ومصلحته الحقيقية. – وتصحيح الأخطاء التي صاحبت نظرة الإنسان المادية ، إلى ذاته، والاهتمام بدراسة أمراض الحضارة المادية ،والمترتبة على مخالفة الفطرة ، والخروج عن طاعة الله سبحانه.
الدعاء