خطبة من دروس الهجرة (التوكل على الله)
يوليو 15, 2023خطبة حول المنافقين وحديث (أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمُ اللِّسَانِ)
يوليو 15, 2023الخطبة الأولى (من دروس الهجرة ( بناء المسجد والإصلاح والإخاء )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى : ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )(111) يوسف ،
إخوة الإسلام
ونحن نعيش ذكريات الهجرة النبوية المباركة ، علينا أن نستلهم منها الدروس والعبر ، ونأخذ من ماضينا زادا وعدة لحاضرنا ، وسوف أتناول معكم اليوم إن شاء الله ، ثلاثة دروس ، ظهرت جليا في الهجرة ، وأرى أننا اليوم في أمس الحاجة إليها ، ولو طبقناها ـ نحن المسلمين ـ اليوم ، لتغير حالنا من حال إلى أحسن حال ، ولعاد إلينا مجدنا الضائع ، وحضارتنا السليبة ، و لاستحقوا رضا ربهم ، وفرحة رسولهم ، ومنازل المقربين ،فعندا هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ، وأراد أن يؤسس فيها أمة إسلامية ، فبماذا بدأ ؟؟ وما هي الأسس والمبادئ التي وضعها ؟ ،والإجابة : لقد وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث قواعد على وجه السرعة ، وهي : ( بناء المسجد ـ والإصلاح بين المتحاربين من قبيلتي الأوس والخزرج ـ والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ) ، ونأتي إلى القاعدة الأولى والأساس الأول (بناء المسجد ) ، فلماذا بنى الرسول صلى الله عليه وسلم المسجد ؟ وماذا كان يعني بناؤه ؟ فأقول : بناء المسجد كان يعني في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه بيت الله في الأرض ، يأوي إليه جميع المسلمين ، فهو ليس ملكا لأحد ، ولا حكرا على فئة ، وإنما هو لكل المسلمين في كافة أنحاء الأرض ، فالمسجد في الإسلام ، يعلن فيه الدخول في الإسلام ، وتقام فيه العبادات ، من صلاة ، واعتكاف ، ودعاء ، وذكر ، وتلاوة للقرآن ، والمسجد تقام فيه حلقات دروس العلم في البخاري (أَنَّ رَجُلاً قَامَ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مِنْ أَيْنَ تَأْمُرُنَا أَنْ نُهِلَّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « يُهِلُّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ)، وفي المسجد تحل المشكلات (الاجتماعية والاقتصادية والسياسية )،والمسجد منه تنطلق الجيوش للجهاد في سبيل الله ، وترسم فيه الخطط ،وفي المسجد يقام القضاء ، روى البخاري(عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَجُلاً قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ رَجُلاً وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلاً أَيَقْتُلُهُ فَتَلاَعَنَا فِي الْمَسْجِدِ وَأَنَا شَاهِدٌ ) ،وفيه (عَنْ كَعْبٍ أَنَّهُ تَقَاضَى ابْنَ أَبِى حَدْرَدٍ دَيْنًا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ ، فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا حَتَّى سَمِعَهَا رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – وَهْوَ فِى بَيْتِهِ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمَا حَتَّى كَشَفَ سِجْفَ حُجْرَتِهِ فَنَادَى « يَا كَعْبُ » . قَالَ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ « ضَعْ مِنْ دَيْنِكَ هَذَا » . وَأَوْمَأَ إِلَيْهِ أَيِ الشَّطْرَ قَالَ لَقَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ « قُمْ فأقضه ») ،والمسجد يأوي إليه ويبيت فيه الغريب ، والمسافر ، وابن السبيل ، والفقراء من ( أهل الصفة ) ، بل ومن لا مأوى له من أهل المنطقة ، وخاصة الشباب قبل الزواج ،فقد روى البخاري عن (عَبْدُ اللَّهِ أَنَّهُ كَانَ يَنَامُ وَهْوَ شَابٌّ أَعْزَبُ لاَ أَهْلَ لَهُ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم ) ،بل وأحيانا كانت تنام فيه المرأة التي لا مأوى لها ، روى البخاري (عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ وَلِيدَةً كَانَتْ سَوْدَاءَ لِحَىٍّ مِنَ الْعَرَبِ ، فَأَعْتَقُوهَا ، فَكَانَتْ مَعَهُمْ قَالَتْ فَخَرَجَتْ صَبِيَّةٌ لَهُمْ عَلَيْهَا وِشَاحٌ أَحْمَرُ مِنْ سُيُورٍ قَالَتْ فَوَضَعَتْهُ أَوْ وَقَعَ مِنْهَا ، فَمَرَّتْ بِهِ حُدَيَّاةٌ وَهْوَ مُلْقًى ، فَحَسِبَتْهُ لَحْمًا فَخَطَفَتْهُ قَالَتْ فَالْتَمَسُوهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ قَالَتْ فَاتَّهَمُونِي بِهِ قَالَتْ فَطَفِقُوا يُفَتِّشُونَ حَتَّى فَتَّشُوا قُبُلَهَا قَالَتْ وَاللَّهِ إِنِّي لَقَائِمَةٌ مَعَهُمْ ، إِذْ مَرَّتِ الْحُدَيَّاةُ فَأَلْقَتْهُ قَالَتْ فَوَقَعَ بَيْنَهُمْ قَالَتْ فَقُلْتُ هَذَا الَّذِى اتَّهَمْتُمُونِي بِهِ – زَعَمْتُمْ – وَأَنَا مِنْهُ بَرِيئَةٌ ، وَهُوَ ذَا هُوَ قَالَتْ فَجَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فَأَسْلَمَتْ .قَالَتْ عَائِشَةُ فَكَانَ لَهَا خِبَاءٌ فِى الْمَسْجِدِ أَوْ حِفْشٌ قَالَتْ فَكَانَتْ تَأْتِينِي فَتَحَدَّثُ عِنْدِي قَالَتْ فَلاَ تَجْلِسُ عِنْدِي مَجْلِسًا إِلاَّ قَالَتْ وَيَوْمَ الْوِشَاحِ مِنْ أَعَاجِيبِ رَبِّنَا أَلاَ إِنَّهُ مِنْ بَلْدَةِ الْكُفْرِ أَنْجَانِى قَالَتْ عَائِشَةُ فَقُلْتُ لَهَا مَا شَأْنُكِ لاَ تَقْعُدِينَ مَعِي مَقْعَدًا إِلاَّ قُلْتِ هَذَا قَالَتْ فَحَدَّثَتْنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ) والمسجد كانت تجمع وتوزع فيه أموال الزكاة والصدقات ، على الفقراء والمحتاجين ففي البخاري (أُتِىَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ فَقَالَ « انْثُرُوهُ فِى الْمَسْجِدِ » . وَكَانَ أَكْثَرَ مَالٍ أُتِىَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم ) ،وفي المسجد كان يدعى للطعام ، في البخاري (عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ سَمِعَ أَنَسًا قَالَ وَجَدْتُ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – فِي الْمَسْجِدِ مَعَهُ نَاسٌ فَقُمْتُ ، فَقَالَ لِى « آرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ » قُلْتُ نَعَمْ .فَقَالَ « لِطَعَامٍ » . قُلْتُ نَعَمْ . فَقَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ « قُومُوا » . فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) وهكذا ، فكان للمسجد في أول الإسلام دوره ، وأثره الفعال في كل مناحي الحياة ،وهو القبلة التي يقصدها جميع المسلمين ، بل هو أيضا المكان الذي يأوي إليه من لا لازمته الديون ، وداهمته الهموم ، فكما في سنن أبي داود (عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ يَوْمٍ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ فَقَالَ « يَا أَبَا أُمَامَةَ مَا لِي أَرَاكَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلاَةِ ».قَالَ هُمُومٌ لَزِمَتْنِي وَدُيُونٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ :« أَفَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلاَمًا إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّكَ وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ ». قَالَ قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ ». قَالَ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمِّي وَقَضَى عَنِّى دَيْنِي.) ، واليوم ، وإن كثر عدد المساجد في كل مكان ، إلا أن المسجد لا يقوم بدوره المنوط به ، أو المعد من أجله ، بل اقتصر المسجد على أداء الصلاة فحسب ، وأهمل بقية الأدوار التي ذكرتها لكم من قبل ،فلكي يعود المسلمون إلى ما كان عليه أسلافهم ، لابد أن يعود المسجد إلى ما كان عليه ، ويعود المسجد مركزا للإشعاع الروحي والمادي في مجتمع المسلمين
أيها المؤمنون
ثم نأتي إلى الأساس الثاني من الأسس التي وضعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هجرته لإقامة دولة الإسلام ، ألا وهو : ( الإصلاح بين المتحاربين من قبيلتي الأوس والخزرج ) ، فكان من المستحيل أن تقوم أمة وأفرادها متصارعين متقاتلين متحاربين متشاحنين ،لا بد أولا أن يخمد نار الحرب بينهم ، وأن يؤلف بين قلوبهم ، لذا بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإصلاح بينهم وبين لهم وقال (« سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ » و ( إِنَّهُ لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ )،وقد ذكرهم بالله ، وجعل انتماءهم وعصبيتهم للإسلام وليس للقبيلة أو الوطن ،فأصبح المسلمون في المدينة إخوانا بعد أن كانوا أعداء ، متآلفين بعدما كانوا متنافرين ، فقال تعالى 🙁وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ) آل عمران 103، وقال سبحانه (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ) الانفال 63، وعلى هذه القواعد الصلبة قامت دولة الإسلام ، ولهذا ،إذا كنا صادقين في العودة إلى إسلامنا وديننا ، ومجدنا وعزنا ، فلابد أن يتوحد المسلمون ، نعم تتوحد كلمتهم وهدفهم شعوبا وحكاما ، فلا مجال للخصومات والمشاحنات والحروب بينهم كما هو حادث الآن قال تعالى (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ) الانفال 46،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (من دروس الهجرة ( بناء المسجد والإصلاح والإخاء ) 1
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ثم نأتي للأساس الثالث من أسس بناء الدولة الاسلامية في المدينة وهو : (الإخاء بين المهاجرين والأنصار ) فالمهاجرون أناس وافدون على المدينة لا بيت لهم ولا مال ولا أرض ، ولا بد أن ينصهروا في مجتمع المدينة ، فلا تقوم دولة وأفرادها غير متجانسين مترابطين متحدين فآخى الرسول بين المهاجرين والأنصار ، آخى بينهم على الحق والمواساة، ويتوارثون بعد الممات دون ذوي الأرحام. قال ابن عباس رضي الله عنهما: ” فآخى بينهم على الحق والمواساة، ويتوارثون بعد الممات دون ذوي الأرحام .حتى نزلت (وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (الأنفال 75) انقطعت المؤاخاة في الميراث ورجع كل إنسان إلى نسبه وورثه ذوو رحمه) وقال ابن عباس رضي الله عنهما: ” فآخى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بين حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة، وبين أبي بكر الصديق وخارجة بن زيد بن الحارث، وبين عمر بن الخطاب وعتبان بن مالك، وبين الزبير بن العوام وسلمة بن سلامة بن وقش – ويقال: بينه وبين عبد الله بن مسعود، وبين طلحة بن عبيد الله وكعب بن مالك، وبين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع، وقال لسائر أصحابه: ” تواخوا وهذا أخي ” – يعني علي بن أبي طالب.) وهكذا أصبح مجتمع المدينة مجتمعا متجانسا ، ليس فيه غرباء ولا محتاجين ، وأصبح الكل متحابين متعاونين ، فسارع الأنصاري إلى البذل والعطاء والإيثار ، فقابل ذلك المهاجري بالعفة والإيثار والدعاء ،فقد روى البخاري في صحيحه (عَنْ أَنَسٍ – رضى الله عنه – قَالَ قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ، فَآخَى النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيِّ ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُنَاصِفَهُ أَهْلَهُ وَمَالَهُ ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ ، دُلَّنِي عَلَى السُّوقِ .فَرَبِحَ شَيْئًا مِنْ أَقِطٍ وَسَمْنٍ ، فَرَآهُ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – بَعْدَ أَيَّامٍ وَعَلَيْهِ وَضَرٌ مِنْ صُفْرَةٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « مَهْيَمْ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ » . قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ . قَالَ « فَمَا سُقْتَ فِيهَا » . فَقَالَ وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ . فَقَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم -« أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ »)، وقد مدح الله الجميع بقوله تعالى (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الحشر 8 ، 9
الدعاء