خطبة عن (منارات في الطريق إلى الله)
يونيو 21, 2025خطبة عن (من آيات القدرة ودلائل العظمة)
يونيو 21, 2025الخطبة الأولى (من مواطن الثبات)
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، حمدا يوافي النعم ويكافئ المزيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (45) الأنفال، وفي سنن البيهقي: (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :«لاَ تَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ وَسَلُوا الْعَافِيَةَ فَإِنْ لَقِيتُمُوهُمْ فَاثْبُتُوا وَأَكْثِرُوا ذَكَرَ اللَّهِ فَإِنْ أَجْلَبُوا وَصَيَّحُوا فَعَلَيْكُمْ بِالصَّمْتِ»، وفي صحيح مسلم: (قَالَ صلى الله عليه وسلم: «غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَيْكُمْ إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ عَيْنُهُ طَافِئَةٌ كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ إِنَّهُ خَارِجٌ خَلَّةً بَيْنَ الشَّأْمِ وَالْعِرَاقِ فَعَاثَ يَمِينًا وَعَاثَ شِمَالاً يَا عِبَادَ اللَّهِ فَاثْبُتُوا»
إخوة الإسلام
قوله صلى الله عليه وسلم: (يَا عِبَادَ اللهِ فَاثْبُتُوا»، فالنجاة في الثبات على الحق، خاصة في أوقات الفتن، والتيه، واليأس والإحباط، والظلام المخيم، وضنك العيش، وضيق الصدر، وتبدد الأمل، وانعدام الرؤية، وظهور الحكام الجبابرة، وإفسادهم في الأرض، وقلة المصلحين، ففي ذلك الحين نحتاج إلى التواصي بهذا الأمر العظيم: «يَا عِبَادَ اللهِ فَاثْبُتُوا»،
«يَا عِبَادَ اللهِ فَاثْبُتُوا»، فالراسخون في العلم تضرعوا إلى الله فسألوه، (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آلعمران:8]، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكثرُ من دعاءِ الله بالثبات؛ فعن أنسَ قال: كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يكثرُ أن يقولَ: “يا مقلبَ القلوبِ ثبتْ قلبي على دينك”، فقلتُ: يا رسولَ الله، آمنا بك وبما جئت به فهل تخافُ علينا؟ قال: “نعمْ، إن القلوبَ بين أصبعين من أصابع الله يقلبُها كيف يشاء” (رواه الترمذي).
«يَا عِبَادَ اللهِ فَاثْبُتُوا»: فالثّبات هو دواء الفتن وعلاجها، فعلينا بالثبات وعدم الانهزام النّفسيّ، فإذا لم يثبُت من يحمل العقيدة الصّافية، والمبادئ السّامية، فمن يثبت إذن؟! والمتأمّل لسيرة عظمائنا وقادتنا وعلمائنا من السّلف الصالح، يجد بأنّهم ثلّةٌ قليلةٌ من الصّادقين، فتح الله بهم الدّنيا لأنّهم ثبتوا، وفي صحيح مسلم: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِى كَافِرًا أَوْ يُمْسِى مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا».
أيها المسلمون
ومواطن الثبات كثيرة ومتعددة، ومنها: الثّبات في الفتن: فالتّقلبات الّتي تُصيب القلوب سببها الفتن، فإذا تعرّض القلب لفِتَن السّرّاء والضّرّاء، فلا يثبت إلّا أصحاب البصيرة، الّذين عمّر الإيمان قلوبهم. ومن أهم أنواع الفتن التي يتعرض لها المسلمون اليوم : فتنة الاضطهاد والطّغيان والظّلم: ويمثّلها أروع تمثيلٍ قول الله تعالى: {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [البروج:٤–٨]. وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بالصبر والثبات، حينما كانوا مضطهدين في مكة، ففي صحيح البخاري: (عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ قَالَ شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – وَهْوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، قُلْنَا لَهُ أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا أَلاَ تَدْعُو اللَّهَ لَنَا قَالَ «كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ، فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ، مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لاَ يَخَافُ إِلاَّ اللَّهَ أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ»
وعن مراحل ثبات القلوب وزيغها أمام الفتن: روى الامام مسلم في صحيحه: (قَالَ حُذَيْفَةُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلاَ تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ».
ومن مواطن الثبات: الثّبات على المنهج والمبدإ: قال تعالى: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: ٢٣]، فمبادئهم أغلى من أرواحهم، وإصرارٌهم لا يعرف التّنازل.
ومن مواطن الثبات: الثبات عند لقاء العدو والجهاد في سبيل الله تعالى، قال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (45) الانفال، وفي الصحيحين: (قَالَ صلى الله عليه وسلم: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ لاَ تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ وَاسْأَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلاَلِ السُّيُوفِ».
ومن النماذج في الثّبات: ثبات النّبيّ صلى الله عليه وسلم في دعوته: فقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم بأمره لوحده، فقال تعالى: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلًا} [النّساء:٨٤]. وسيرته صلى الله عليه وسلم وجهاده وصبره أكبر شاهدٍ على العزيمة والاستقامة والمواصلة والثّبات، وفي سنن الترمذي: (عَنْ جَابِرٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَعْرِضُ نَفْسَهُ بِالْمَوْقِفِ فَقَالَ «أَلاَ رَجُلٌ يَحْمِلُنِي إِلَى قَوْمِهِ فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلاَمَ رَبِّى». وفي الصحيحين: (قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ وَالْبُخْلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ ».
ومن نماذج الثبات: ثبات أبي بكر الصّدّيق: فبعد وفاة النّبيّ عليه صلى الله عليه وسلم ومبايعة المسلمين للخليفة الأوّل أبي بكرٍ الصّدّيق رضي الله عنه، بدأت محنةٌ جديدةٌ وامتحان صعبٌ، إذ ظهر مدّعي النّبوّة، وارتدّ من ارتدّ من جزيرة العرب، وظهر مانعو الزّكاة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جهّز جيشاً بقيادة أسامة لغزو الرّوم، حيث اقترح بعض الصّحابة بأن يبقى الجيش في المدينة لخوفهم من القضاء عليه وبالتّالي تُستباح المدينة، إلّا أنّ أبا بكرٍ الصديق رضي الله عنه خالف ذلك، ففي الصحيحين: (قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَاللَّهِ لأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ ، وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا. قَالَ عُمَرُ فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلاَّ أَنْ رَأَيْتُ أَنْ قَدْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ)، وأمر أيضا بإمضاء بعث أسامة، وقال: “لو خطفتني الكلاب والذئاب لأنفذته كما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أردّ قضاءً قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو لم يبقَ في القرى غيري لأنفذته”
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (من مواطن الثبات)
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، حمدا يوافي النعم ويكافئ المزيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
إنّ هذه الأمّة قد تضعف وتصاب بالوهن، لكن لا يمكن أن تُستأصل، ففي صحيح مسلم: (عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الأَحْمَرَ وَالأَبْيَضَ وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لأُمَّتِي أَنْ لاَ يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ وَأَنْ لاَ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ وَإِنَّ رَبِّي قَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لاَ يُرَدُّ وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لأُمَّتِكَ أَنْ لاَ أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ وَأَنْ لاَ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا – أَوْ قَالَ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا – حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا وَيَسْبِى بَعْضُهُمْ بَعْضًا»
«يَا عِبَادَ اللهِ فَاثْبُتُوا»: فإنّ دين الله عز وجل ظاهرٌ ولو بعد حين، وإن تخاذل المتخاذلون، وانهزم المنهزمون، وتقّلب المتقلّبون، فإنّ الله سيأتي بأقوامٍ يحبّهم ويحبّونه، أعزةٍ على الكافرين أذلّةٍ على المؤمنين، قال تعالى: {هَا أَنْتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ ۖ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمّد: ٣٨].
الدعاء