خطبة عن حديث ( اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا )
سبتمبر 2, 2017خطبة عن ستر الله وحديث (سَتَرْتُ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا،فَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ)
سبتمبر 2, 2017الخطبة الأولى ( من هو العبد الرباني؟؟ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى البخاري في صحيحه : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِى بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِى يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِى يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِى يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِى بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ ) ،
إخوة الإسلام
هل سأل أحدكم نفسه يوما ، لِمَ أتعبدُ لله بالصلاة والصوم والحج والزكاة وغيرها من الفرائض ؟؟والاجابة : المسلم يتعبد لله بما فرض الله عليه ليتقرب إليه ، ونفهم ذلك من خلال قوله سبحانه في الحديث القدسي السابق :(وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِى بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ) ، والسؤال التالي : لِمَ يتقربُ العبدُ إلى ربه ؟؟ والاجابة : يتقرب المؤمن إلى ربه لُيحبه ، ونفهم ذلك من خلال قوله في الحديث السابق: (وَمَا يَزَالُ عَبْدِى يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ) ، والسؤال : وما هي النتيجة المطلوبة ، والثمرة المرجوة من محبة الله لعبده المؤمن ؟؟ ،والاجابة : ثمرة محبة الله لعبده أن يصبح العبدُ عبداً ربانياً كما في قوله في الحديث السابق: (فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِى يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِى يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِى بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ ) ، والسؤال التالي : ومن هو العبدُ الربانيَّ ؟؟ ،والاجابة : العبد الرباني : هو عبدٌ يَجعل من ربه قصده وغايته ووجهته في كل صغيرة ظاهرة كانت أو باطنة، العبد الرباني : إذا قال فقولُه لله الرب، وإذا كتَب فحروفه لله الربِّ، وإذا تزوَّج فزواجه لله الربِّ، وإذا عاشر فعشرته بالمعروف حسبةً لله الربِّ، وبما يُرضي الله الرب، العبد الرباني : إذا اكتسب المال اكتسبه بما يُرضي الله الرب، فالله الرب عنده هو الرب ولا أحد سواه، وهو وحده المنتهى والغاية والمقصد والوجهة والقِبلة، والابتداء والانتهاء، هو كل ما يشغل البال ويأخذ الفِكر ويستحِقُّ وحده الشكر والثناء والعبادة وعظيم الذِّكرِ. العبد الرباني: عبدٌ خطراتُه وسكناته وحركاته لله الرب، يتكلَّم بكلام الله الربِّ، ويعمل لنَيل رضا مولاه الرب، ويجتهد في طاعته وعبادته، لا يكلُّ ولا يملُّ، بحركات لسانه يرطبها لله وبالله، يَنشغِل بالذِّكر، ويسيطر عليه الخوف من الرب والرجاء فيه وإليه، العبد الرباني: يَسعى دومًا نحو التقيد بكل ما أمر به الله ونهى، وبكل ما أرشد إليه ونصح به الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم. العبد الرباني: عبدٌ يستمر في مسيرته مع الله لا يعرف أثناء مسيرته إليه وقتًا للراحة، ويدخل دائمًا في خلوة مع ربه، لا يهمد ولا يكسل، ويظل يواصل ويواصل ويتواصل مع الله، حتى يوصله ربه إلى حالة من القرب لا يصل إلى مثلها غيره، فيَصير أكثر تعلُّقًا بالله من غيره من الخَلق، فتكون جائزته الحتمية أن يتحصل على هدايا ربانية؛ وكنوز، وبصيرة يرى بها ويبصر، هدية من العاطي المُعطي – جل وعلا – جزاءً من الله لعبده وتقديرًا وإحسانًا. العبد الرباني: عبدٌ قد تعلَّق بالذكر وانشغل به ليلَه ونهارَه، أسحاره وأسفاره، قعوده وسيره، أكلَه وشربَه، نكاحه وعيشه، دراستَه ووظيفته. العبد الرباني: عبدٌ أحب الله كثيرًا فحرص على ديمومة الحب والاهتمام به وتفعيله وتطويره وتنميته، ولمَ لا وهو من جعل ربه غايته وبغيته ومقصده، العبد الرباني: هو من أحب الرسول محمدًا حبًّا كثيرًا، فصار له متبعًا، وبه مقتديًا، العبد الرباني: هو من أحب القرآن فجعله في حياته منهجًا ودستورًا. العبد الرباني: عبدٌ قد وفّقه الله باتصال غير المنقطع النظير بالسماء وانصراف تعلُّقه عن الأرض مما أوصله بسماء الله وصالاً قويًّا حتى صار مع الرب أبدًا ودومًا، ليلاً ونهارًا، ولا يتحمل أن يَبتعِدَ عنه، حتى إذا ابتعد ولو للحظة لا يجد نفسه قائمةً ولا يَشعُر بعقله ولا بكونه بالمرة إنسانًا في عداد البشر يستحق التكريم من ربه. العبد الرباني: عبد مؤمن توَّاب عابد حامد سائح راكع ساجد آمر بالمعروف، وناهٍ عن المنكَر، وحافظ لحدود الله .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( من هو العبد الرباني؟؟ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
فإذا أردت أخي المسلم أن تصل إلى الربانية التي تطمح لها فكن كما أمر الله عز وجل نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ) الانعام 161: 164 ،فالربانية هي الانتساب للرب ، وهذا الانتساب لا يتحقق إلا من خلال تطبيقنا لهذه الآية ، أن نكون لله رب العالمين في كل أحوالنا .فالربانية لا تتأتى مكتملة إلا بهذا ، لا تتأتى إلا بعبادة الله عز وجل بالمفهوم الشامل للعبادة ، وهو جعل الحياة والممات ، بل الحركات والسكنات له سبحانه ، فلا ننطق إلا بما يرضي الله، ولا نعمل إلا ما يرضاه الله ، ولا تتوجه نياتنا في تلك الأقوال والأفعال إلا لله ، لا أن نختزل العبادة في مجرد أن نرفع رؤوسنا ونخفضها في أوقات معينة ومحددة ، أو نخرج دريهمات قليلة كل مدة من الزمن ، أو نصوم أيامًا معدودات كل عام ، أو نحرك ألسنتنا ببعض التمتمات والأذكار . ولهذا فالأعمال التي تؤدي إلى هذه المرتبة – الربانية – أكثر من أن تُحصَى أو تعد ، وهي تتشعب بتشعب مجالات حياتنا وأماكن وجودنا ، وذلك من فضل الله علينا وعلى الناس . فابحث في كل مكان ، وفي كل لحظة تمر عليك ، عما يرضيه عز وجل ، وعما تظن أنه يريد أن يراك عليه واعمل به ، تكن بذلك ربانياً .
الدعاء