خطبة عن ( المرأة تُذْهِبُ لُبَّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ )
أكتوبر 7, 2017خطبة عن ( أَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)
أكتوبر 7, 2017الخطبة الأولى ( من وصايا الآباء والأمهات للبنات )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى مسلم في صحيحه : (عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الدِّينُ النَّصِيحَةُ » قُلْنَا لِمَنْ قَالَ « لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ ». وروى البخاري في صحيحه (عَنِ ابْنِ عُمَرَ – رضى الله عنهما – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « كُلُّكُمْ رَاعٍ ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالأَمِيرُ رَاعٍ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ »
إخوة الإسلام
النصيحة والتناصح والتواصي بالحق بين المسلمين واجبة ، وخاصة لو كانت هذه النصيحة وتلك الوصايا موجهة لمن نرعى ونعول من أبنائنا وبناتنا ،فالأبناء هم فلذات الأكباد، سواء أكانوا ذكورًا ، أو كانوا إناثًا، فالأب يعتبر الابن امتدادًا له، والأم تعتبر ابنتها امتدادًا لها، ولذلك كانت الأم هي الأقرب إلى ابنتها، والبنت هي الأقرب إلى أمها .
والأم هي أيضا مهيأة لأن تكون أكثر تحملاً لهموم ابنتها، وأكثر شغفًا لإسعادها، وتأمين مستقبلها في أسرتها الجديدة، ولهذا فهي تعدها للحياة الزوجية الجديدة. ولهذا فالأم تنصح ابنتها قبل فراقها لبيت أبيها ببعض النصائح. وقد خلف لنا الأدب العربي وصايا أمهات لبناتهن في ليلة الزواج، وسوف أعرض بعض هذه الوصايا لأهميتها في عصرنا الحاضر . ومن هذه الوصايا والنصائح التي تحتاجها كل بناتنا وهن في طريقهن إلى بيت الزوجية وصية أُمامة بنت الحارث والتي توصي فيها ابنتها عند زواجها إلى الحارث ابن عمرو أحد ملوك اليمن ، فتقول في وصيتها :- أي بنية : إن الوصية لو تركت لعقل وأدب , أو مكرمة في حسب , لتركت ذلك منك , ولَزَويتُه عنك , ولكن الوصية تذكرة للعاقل ومنبهة للغافل. – أي بنيه : إنك قد فارقت الحواء ( أي بيوت الناس من الوبر ) الذي منه خرجتِ , والوَكرَ ( أي عش الطائر ) الذي منه درجتِ , إلى وكرٍ لم تعرفيه , وقرينٍ لم تألفيه , فأصبح بملكه عليك ملكاً , فكوني له أمة يكن لكِ عبداً , واحفظي عني خصالاً عشراً , تكن لك دركاً وذكراً. فأما الأولى والثانية : فالمعاشرة له بالقناعة , وحسن السمع له والطاعة , فإن في القناعة راحة القلب , وحسن السمع والطاعة رأفة الرَّبَّ . وأما الثالثة والرابعة : فلا تقع عيناه على قبيح , ولا يشم أنفه منك إلا طيَّب الريح , واعلمي – أي بنيَّة – أن الماء أطيب الطيب المفقود , وأن الكحل أحسن الحُسْن الموجود . وأما الخامسة والسادسة : فالتعهد لوقت طعامه , والهدوء عند منامه فإن حرارة الجوع ملهبةُ , وتنغيص النومة مغضبة . وأما السابعة والثامنة : فالاحتفاظ بماله , والرعاية على حَشَمه ( الحشم : حشم الرجل : خاصته الذين يغضبون لغضبه ولما يصيبه من مكروه من عبيد أو أهل أو جيرة ) وعياله , فإن الاحتفاظ بالمال من حسن التقدير , والرعاية على الحشم والعيال من حسن التدبير . وأما التاسعة والعاشرة : فلا تفشي له سراً , ولا تعصي له أمراً , فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره , وإن عصيت أمره أوغرت صدره . واتقي الفرح لديه إذا كان ترحاً ( الترح الحُزن ) ,والاكتئاب( أي تغير النفس من شدة الحزن والهم )عنده إذا كان فرحاً , فإن الأولى من التقصير , والثانية من التكدير , واعلمي أنك لن تصلي إلى ذلك منه حتى تؤثري ( أي تقدمي ) هواه على هواك , ورضاه على رضاك فيما أحببتِ وكرهتِ , والله يخيرُ لكِ , ويصنعُ لكِ برحمته )
أيها المسلمون
وهذه وصية لرجل قام مقام الأم مع ابنته بعد وفاة أمها وهو ‘خارجة الفزاري’ والذي كتب إلى ابنته ‘هند’ حين أراد الحجاج أن يتزوجها ، فقال لها :يا بنية: إن الأمهات يؤدبن البنات وإن أمك هلكت، فعليك بأطيب الطيب وهو الماء، وأحسن الحسن وهو الكحل، وإياك وكثرة المعاتبة فإنها قطيعة للود، وإياك والغيرة فإنها مفتاح الطلاق، وكوني لزوجك أمة يكن لك عبدًا، واعلمي أني أنا القائل لأمك: خُذي العَفوَ مِنّي تَستَديمي مَوَدَّتي وَلا تَنطُقي في سَورَتي حينَ أَغضَبُ ،ولا تنقريني نقرك الدف مرة فإنك لا تدرين كيف المغَيّبُ ،ولا تكثري الشكوى فتذهب بالهوى ويأباك قلبي والقلوب تقلب ،فَإِنّي وَجَدتُ الحُبَّ في الصَدرِ وَالأَذى إِذا اِجتَمَعا لَم يَلبث الحُبُّ يَذهَبُ ،وقد أجمل والدها في نصيحته بأن تهتم ابنته بنظافتها الشخصية وزينتها وعدم الثرثرة في كل الأمور، والحد من الغيرة، والطاعة في كل الأمور، ومراعاة حال الزوج النفسية، ومشاركته مشاعره.
أيها المسلمون
ومن وصايا الأمهات اليابانيات والتي تحمل كلماتها بين طياتها عبارات جميلة ، أنه عندما تتزوج الفتاة اليابانية تلقي أمها علي مسامعها وصايا عشرا لكي تعمل بها مدي حياتها مع زوجها فتقول لها : -عند زواجك يصير أمر قيادك إلي حمويك فاخضعي لهما كما لو كانا والديك . – زوجك هو رقيبك ورئيسك فتواضعي له واعلمي أن طاعة المرأة لزوجها أسمي حلة تتحلين بها . – انبذي الغيرة لأنها تجعل زوجك يكرهك . – إذا حدث ما يسوؤك من زوجك فاكظمي غيظك ثم خاطبيه في لطف . – دعي عنك الثرثرة والقيل والقال . – لا تستشيري العرافين . – الزمي الاقتصاد – لا تفتخري بمكانة والديك وثروتهما وبخاصة أمام أسرة زوجك . – لا تصاحبي أحدا إلا في حدود نطاق الأسرة . – انتبهي إلي نظافة ثيابك والزمي الاحتشام وتجنبي التبرج
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( من وصايا الآباء والأمهات للبنات )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
أما الوصية الأخيرة فهي وصية تربوية ، ساقتها أم تربوية لبناتها المقبلات على تربية الأطفال فتقول في نصيحتها ووصيتها في تربية المرأة لأولادها : الوصية الأولى: اقتربي من طفلك ، فطفلك بحاجة إلى من يجيبه على أسئلته الكثيرة وغيابك عنه قد يدفعه نحو اللجوء إلى شخص آخر، الوصية الثانية: اثبتي على المبدإ، فما لم تمتنعي عن التساهل مع طفلك ،لا تتوقعي منه أن يلتزم بإتمام واجباته الدينية والحياتية في أوقاتها وإكمالها في مواعيدها.
وإن ثباتك على مبدإ في يوم وتراخيك عنه في اليوم التالي من شأنه أن يربك الطفل ويشتته ويجعل تصرفاته غير مستقرة مستقبلاً. الوصية الثالثة: تفهمي موقف طفلك ، فقد يقول لك طفلك: إنه لا يتقبل شخصاً ما في المدرسة بدلاً من قطع الطريق عليه ونصحه بالكف عن ذلك، أسأليه عن سبب عدم هذا التقبل، بذلك تعطينه المجال للشكوى مما يضايقه والتنفيس عن غضبه فتعود الراحة إلى النفس. الوصية الرابعة: أسندي إليه واجباَ منزلياً، فشعور الطفل بأنه جزء من الأسرة يدفعه إلى المشاركة مع بقية أفرادها في تحمل المسئولية. ودعي طفلك يساعد في ترتيب غرفته أو في تجهيز المائدة أو في تنسيق الحديقة، فهذه الأعمال التي تنمي روح المبادرة وتعزز الثقة بالنفس سوف تجعل طفلك يشعر بقيمته. الوصية الخامسة: امتنعي عن الشجار في حضوره: فسماع أو مشاهدة طفلك نقاشاً حاداً بين والديه يجعله في غاية الحزن، ويؤثر سلباً على تصرفاته الحاضرة أو المستقبلية. ولا تعرضي مشاكلك أمام طفلك فمشاكل الكبار للكبار وحدهم. الوصية السادسة: استمعي إليه: فلا تفرضي طريقة تفكيرك على طفلك بشكل قاطع ونهائي بل استمعي دائماً إلى وجهة نظره وتحدثي معه كي تعرفي ماذا يدور في ذهنه. الوصية السابعة: لا تسخري من طفلك : فإذا ارتكب طفلك خطأ ما ، فلا تعاقبيه بسخرية ولا تجعلي منه أضحوكة أمام الآخرين، فإن من شأن ذلك أن يفقده الثقة بالنفس ويجرده من أي رغبة في تحسين تصرفاته وأيضاً قد يتسبب ذلك في إصابته بحرج نفسي يصعب علاجه فيما بعد. الوصية الثامنة: لا تكثري من مقارنته بغيره: فهناك مضار عديدة لأسلوب التربية الذي يعتمد على إيقاظ الغيرة بين الأطفال، فترداد القول: “فلان أكثر منك اجتهاداً… إلخ” فهو يزرع الكراهية في قلب الطفل ضد الشخص الذي يقارن به، وتكون المشكلة أكثر تعقيداً في حال كانت المقارنة بين الإخوة. الوصية التاسعة: لا تخصصي لكل طفل غرفة:
يرى خبراء علم النفس أن تخصيص غرفة نوم لكل طفل ليس بالأمر الحسن؛ لأن الغرفة الخاصة تمثل ثغرة للهروب من المشاركة مع باقي أفراد الأسرة.. فحصول الطفل على غرفة خاصة وتلفاز خاص يشجعه على الانعزال فتنمو أنانيته ويفقد روح الانتماء إلى الأسرة، فيحرر نفسه مستقبلاً من واجباته نحوها. الوصية العاشرة: أشعريه بحبك: فإذا حقق طفلك شيئاً تفتخرين به اغمريه أنت ووالده بالإطراء، فالطفل بحاجة إلى الحب والحنان والاحترام. دعي طفلك يشعر دائماً بمدى عاطفتك نحوه حتى في أوقات العقاب.
الدعاء