خطبة عن (الْتَمس رِضَا اللَّهِ)
أكتوبر 24, 2019خطبة عن قوله تعالى (رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ)
أكتوبر 26, 2019الخطبة الأولى ( من وصايا النبي )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في الصحيحين البخاري ومسلم : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلاَثٍ لاَ أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ صَوْمِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، وَصَلاَةِ الضُّحَى ، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ )
إخوة الإسلام
الوصية تعنى الأمر بالشيءٍ أمراً مؤكداً، ومن أُوصِيَ بوصية نافعة ،فإن العاقل يقبلها فإذا كانت هذه الوصية من رسول الله صلى الله عليه وسلم ،الذي لا يعلمُ خيراً إلاَّ دلَّ الأمة عليه ،ولا يعلمُ شراً إلا وحذر الأمة منه، ولقد أوصى رسول الله عليه الصلاة والسلام بوصايا كثيرة ومتعددة ، ينبغي على المسلم معرفتها ، والحرص عليها ، والعمل بها، ومن هذه الوصايا : أولا : الوصية بتلاوة القرآن، وذكر الله، وبعدم كثرة الضحك : فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلتُ يا رسول الله أوصني قال: (أوصيك : بتلاوة القرآن، وذكر الله، فإنه نور لك في الأرض، وذخر لك في السماء) ، قلت: يا رسول الله زدني قال:(إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب) [أخرجه ابن حبان]. ثانيا : من وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم : الوصية بالعمل بكتاب الله عز وجل: فعَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِى أَوْفَى – رضى الله عنهما –وقد سئل : أَوْصَى النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ لاَ . فَقُلْتُ كَيْفَ كُتِبَ عَلَى النَّاسِ الْوَصِيَّةُ أَوْ أُمِرُوا بِهَا قَالَ : أَوْصَى بِكِتَابِ اللَّهِ ) [متفق عليه] ، قال الإمام النووي رحمه الله: وقوله (أَوْصَى بِكِتَابِ اللَّهِ) أي بالعمل بما في كتاب الله . ثالثا : ومن وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم : الوصية بالصلاة لوقتها: عن أبي ذرٍ رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاثة: « وَصَلِّ الصَّلاَةَ لِوَقْتِهَا ) [أخرجه أحمد] ، رابعا : ومن وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم : الوصية بتقوى الله ، والتمسك بسنته : فعَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمًا بَعْدَ صَلاَةِ الْغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ رَجُلٌ إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلاَلَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ »[رواه أبو داود والترمذي]، خامسا: ومن وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم : الوصية بصحابته رضوان الله عليهم والذين يلونهم ثم الذين يلونهم: فعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ خَطَبَنَا عُمَرُ بِالْجَابِيَةِ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قُمْتُ فِيكُمْ كَمَقَامِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِينَا فَقَالَ « أُوصِيكُمْ بِأَصْحَابِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ حَتَّى يَحْلِفَ الرَّجُلُ وَلاَ يُسْتَحْلَفُ وَيَشْهَدَ الشَّاهِدُ وَلاَ يُسْتَشْهَدُ ) [أخرجه الترمذي] ، سادسا : ومن وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم : الوصية بقول: اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك، دبر كل صلاة: عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَخَذَ بِيَدِهِ وَقَالَ : « يَا مُعَاذُ وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ ». فَقَالَ « أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لاَ تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ تَقُولُ اللَّهُمَّ أَعِنِّى عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ ». [أخرجه أبو داود]
سابعا : ومن وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم :الوصية بالجار: ففي الصحيحين :(عَنْ عَائِشَةَ – رضى الله عنها – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم قَالَ : « مَا زَالَ يُوصِينِي جِبْرِيلُ بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ » ، ثامنا : ومن وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم : الوصية بالنساء: عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم « اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ » رواه البخاري ، تاسعا : ومن وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم : الوصية بعدم اللعن والسب: قال أحد الصحابة : ( يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي. قَالَ « أُوصِيكَ أَنْ لاَ تَكُونَ لَعَّاناً ». [أخرجه أحمد] ، وقَالَ صحابي آخر (أَوْصِنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ « لاَ تَسُبَّنَّ شَيْئاً ».أَوْ قَالَ « أَحَداً » قَالَ فَما سَبَبْتُ شَيْئاً بَعِيراً وَلاَ شَاةً مُنْذُ أَوْصَانِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- – ومن وصاياه صلى الله عليه وسلم « وَلاَ تَزْهَدْ فِي الْمَعْرُوفِ وَلَوْ بِبَسْطِ وَجْهِكَ إِلَى أَخِيكَ وَأَنْتَ تُكَلِّمُهُ وَأَفْرِغْ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِى » ، عاشرا : ومن وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم : الوصية بعدم الغضب: روى البخاري في صحيحه : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – أَوْصِنِي . قَالَ « لاَ تَغْضَبْ » . فَرَدَّدَ مِرَارًا ، قَالَ « لاَ تَغْضَبْ » . الحادي عشر : ومن وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم :: الوصية بهجر المعاصي ، والاكثار من ذكر الله ، والمحافظة على الفرائض : ففي المعجم للطبراني : (عن أم سليم أم أنس بن مالك أنها قالت يا رسول الله أوصني قال اهجري المعاصي فإنها أفضل الهجرة وحافظي على الفرائض فإنها أفضل الجهاد وأكثري ذكر الله فإنك لا تأتين الله بشيء أحب إليه من كثرة ذكره)
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( من وصايا النبي )
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم : الوصية بالقناعة والإياس مما في أيدي الناس ، وعدم الطمع : ففي المستدرك للحاكم : (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله أوصني و أوجز ،فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : عليك بالإياس مما في أيدي الناس و إياك والطمع فإنه الفقر الحاضر وصل صلاتك وأنت مودع وإياك وما تعتذر منه) ، ومن وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم : الوصية بعبادة الله وتوحيده وعدم الاشراك به ، والاحسان مع الخلق ، ففي صحيح ابن حبان : (عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن معاذ بن جبل أراد سفرا فقال يا نبي الله أوصني قال اعبد الله لا تشرك به شيئا ،قال يا نبي الله زدني ،قال إذا أسأت فأحسن ،قال يا رسول الله زدني ، قال استقم ، وليحسن خلقك) ، ومن وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم : الوصية بمراقبة الله ،وكثرة ذكره ، وحفظ اللسان : فقد روى الطبراني : (عن أبي سلمة قال قال معاذ بن جبل : قلت : يا رسول الله أوصني فقال : اعبد الله كأنك تراه ،واعدد نفسك في الموتى وأذكر الله عز و جل عند كل حجر وعند كل شجر ،وإذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة السر بالسر ،والعلانية بالعلانية ثم قال : ألا أخبرك بأملك الناس من ذلك ؟ قلت بلى يارسول الله : فأخذ بطرف لسانه ،فقلت يارسول الله كأنه يتهاون به فقال النبي صلى الله عليه و سلم : وهل يكب الناس على مناخرهم في النار الا هذا ؟ وأخذ بطرف لسانه)
الدعاء