خطبة عن ( غزوة أحد: أسبابها وأحداثها ونتائجها)
يوليو 13, 2016خطبة عن ( القرآن يسجل أحداث غزوة بدر)
يوليو 13, 2016الخطبة الأولى (ما بعد غزوة بدر ،وموقف يهود المدينة من المسلمين)
الحمد لله رب العالمين .اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : (يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41) إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42) إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (43) وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (44) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45) (الانفال)
إخوة الإسلام
نواصل حديثنا عن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فبعد غزوة بدر ..وما تحقق فيها من انتصار .. أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يوطد العلاقة بينه وبين عمر بن الخطاب ..لتصبح بجانب علاقة الأخوة في الله.. أن تكون علاقة نسب ..فتزوج من ابنته حفصة ..فعن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضى الله عنهما يُحَدِّثُ ..أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حِينَ تَأَيَّمَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ مِنْ خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِىِّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَدْ شَهِدَ بَدْرًا تُوُفِّىَ بِالْمَدِينَةِ قَالَ عُمَرُ فَلَقِيتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَفْصَةَ فَقُلْتُ إِنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ . قَالَ سَأَنْظُرُ فِى أَمْرِى . فَلَبِثْتُ لَيَالِىَ ، فَقَالَ قَدْ بَدَا لِى أَنْ لاَ أَتَزَوَّجَ يَوْمِى هَذَا . قَالَ عُمَرُ فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ فَقُلْتُ إِنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ . فَصَمَتَ أَبُو بَكْرٍ ، فَلَمْ يَرْجِعْ إِلَىَّ شَيْئًا ، فَكُنْتُ عَلَيْهِ أَوْجَدَ مِنِّى عَلَى عُثْمَانَ ، فَلَبِثْتُ لَيَالِىَ ، ثُمَّ خَطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فَأَنْكَحْتُهَا إِيَّاهُ ، فَلَقِيَنِى أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ لَعَلَّكَ وَجَدْتَ عَلَىَّ حِينَ عَرَضْتَ عَلَىَّ حَفْصَةَ فَلَمْ أَرْجِعْ إِلَيْكَ قُلْتُ نَعَمْ . قَالَ فَإِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِى أَنْ أَرْجِعَ إِلَيْكَ فِيمَا عَرَضْتَ إِلاَّ أَنِّى قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ ذَكَرَهَا.. فَلَمْ أَكُنْ لأُفْشِىَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم . وَلَوْ تَرَكَهَا لَقَبِلْتُهَا) .. كما تزوج الإمام علي كرم الله وجهه من فاطمة الزهراء رضي الله عنها في بداية العام الثالث للهجرة .. أما عن قصة زواجها ومهرها فنتعرف عليها من خلال هذا الحديث.. فعَنْ عَلِىٍّ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : لَقَدْ خُطِبَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ لِى مَوْلاَةٌ لِى : هَلْ عَلِمْتَ أَنَّ فَاطِمَةَ تُخْطَبُ؟ قُلْتُ : لاَ أَوْ نَعَمْ قَالَتْ : فَاخْطُبْهَا إِلَيْهِ قَالَ قُلْتُ : وَهَلْ عِنْدِى شَىْءٌ أَخْطُبُهَا عَلَيْهِ قَالَ فَوَاللَّهِ مَا زَالَتْ تُرَجِّينِى حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَكُنَّا نُجِلُّهُ وَنُعَظِّمُهُ فَلَمَّا جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ أُلْجِمْتُ حَتَّى مَا اسْتَطَعْتُ الْكَلاَمَ فَقَالَ :« هَلْ لَكَ مِنْ حَاجَةٍ ». فَسَكَتُّ فَقَالَهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ قَالَ :« لَعَلَّكَ جِئْتَ تُخْطُبُ فَاطِمَةَ ». قُلْتُ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ :« هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَىْءٍ تَسْتَحِلُّهَا بِهِ ». قَالَ قُلْتُ : لاَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : « فَمَا فَعَلَتِ الدِّرْعُ الَّتِى كُنْتُ سَلَّحْتُكَهَا ». قَالَ عَلِىٌّ : وَاللَّهِ إِنَّهَا لَدِرْعٌ حُطَمِيَّةٌ مَا ثَمَنُهَا إِلاَّ أَرْبَعُمِائَةِدِرْهَمٍ قَالَ« اذْهَبْ فَقَدْ زَوَّجْتُكَهَا وَابْعَثْ بِهَا إِلَيْهَا فَاسْتَحِلَّهَا بِهِ »
إخوة الاسلام
وفي مجتمع المدينة كانت تسكن قبائل من اليهود (بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة ) وقد أبرم معهم الرسول صلى الله عليه وسلم معاهدة أو مصالحة .ولكن اليهود قوم معروفون بالغدر والخيانة ..ونقض العهود . فلما رأى اليهود أن الله نصر المسلمين في بدر.. اشتد غيظهم ..وبدأوا يتحرشون بالمسلمين.. حتى لا يفرحوا بنصرهم . فذهب اليهم الرسول صلى الله عليه وسلم ليعظهم .. فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ : لَمَّا أَصَابَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قُرَيْشًا يَوْمَ بَدْرٍ فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ جَمَعَ الْيَهُودَ فِى سُوقِ قَيْنُقَاعَ فَقَالَ :« يَا مَعْشَرَ يَهُودَ أَسْلِمُوا قَبْلَ أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلَ مَا أَصَابَ قُرَيْشًا ». فَقَالُوا : يَا مُحَمَّدُ لاَ يَغُرَّنَّكَ مِنْ نَفْسِكَ أَنَّكَ قَتَلْتَ نَفَرًا مِنْ قُرَيْشٍ كَانُوا أَغْمَارًا لاَ يَعْرِفُونَ الْقِتَالَ إِنَّكَ لَوْ قَاتَلْتَنَا لَعَرَفْتَ أَنَا نَحْنُ النَّاسُ وَإِنَّكَ لَمْ تَلْقَ مِثْلَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِى ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِمْ : (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ)
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( ما بعد غزوة بدر ،وموقف يهود المدينة من المسلمين)
الحمد لله رب العالمين .اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ولكن اليهود لم يعتبروا لما حدث لأهل مكة .واستمروا في بغيهم وتحرشهم بالمسلمين .. فعن أَبِي عَوْنٍ قَالَ كَانَ مِنْ أَمْرِ بَنِي قَيْنُقَاع أَنّ امْرَأَةً مِنْ الْعَرَبِ قَدِمَتْ بِجَلَبٍ لَهَا ، فَبَاعَتْهُ بِسُوقِ بَنِي قَيْنُقَاعَ ، وَجَلَسَتْ إلَى صَائِغٍ بِهَا ، فَجَعَلُوا يُرِيدُونَهَا عَلَى كَشْفِ وَجْهِهَا ، فَأَبَتْ فَعَمِدَ الصّائِغُ إلَى طَرَفِ ثَوْبِهَا فَعَقَدَهُ إلَى ظَهْرِهَا ، فَلَمّا قَامَتْ انْكَشَفَتْ سَوْأَتُهَا ، فَضَحِكُوا بِهَا ، فَصَاحَتْ . فَوَثَبَ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الصّائِغِ فَقَتَلَهُ وَكَانَ يَهُودِيّا ، وَشَدّتْ الْيَهُودُ عَلَى الْمُسْلِمِ فَقَتَلُوهُ فَاسْتَصْرَخَ أَهْلُ الْمُسْلِمِ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الْيَهُودِ ، فَغَضِبَ الْمُسْلِمُونَ فَوَقَعَ الشّرّ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ بَنِي قَيْنُقَاعَ ) .. وحين إذن. نفذ صبر رسول الله صلى الله عليه وسلم .وقرر إجلاء يهود بني قينقاع من المدينة. حتى يأمن شرهم ومكرهم ..فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة عشر ليلة ..فقذف الله في قلوبهم الرعب.. فسلموا.. وأمرهم أن يخرجوا من المدينة إلى الشام .. وهكذا تطهرت المدينة من أول قبيلة من اليهود. مضى العام الثاني للهجرة ..ولم تنس قريش هزيمتها من المسلمين في بدر . ولم تنس القتلى والأسرى والأموال التي دفعت فيهم ..فقرروا العودة في العام التالي للثأر لقتلاهم ..فجهزوا جيوشهم .. وتحركوا نحو المدينة في العام الثالث للهجرة .. فرصدت عيون المسلمين هذه التحركات .. واستعدوا لملاقات أعدائهم في غزوة أحد .. ذلك ما نتعرف عليه في اللقاء القادم إن شاء الله
الدعاء