خطبة عن (الوجد الإيماني الصادق. والوجد الشيطاني الكاذب)
يناير 11, 2018خطبة عن الصحابي: (خُبَيْبُ بْنُ عَدِىٍّ الأَنْصَارِىُّ)
يناير 13, 2018الخطبة الأولى ( مَعَ الإخْلاصِ وَالمخلصين )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ) البينة 5 ، وروى ابن ماجة في سننه : (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ فَارَقَ الدُّنْيَا عَلَى الإِخْلاَصِ لِلَّهِ وَحْدَهُ وَعِبَادَتِهِ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ مَاتَ وَاللَّهُ عَنْهُ رَاضٍ ».
إخوة الإسلام
الإخلاص خلق كريم ، وصفة من صفات المؤمنين، ومنزلة من منازل المقربين ، وهو لب العبادة وروحها ، وهو حقيقة الدين ، ومفتاح دعوة الرسل عليهم السلام ،ومكانة الاخلاص من الأعمال بمنزلة الروح من الجسد ، فهو أساس قبول الأعمال وردها ، فهو الذي يؤدي إلى الفوز أو الخسران، وهو الطريق إلى الجنة أو إلى النار، فإن الإخلال به يؤدي إلى النار ، وتحقيقه يؤدي إلى الجنة. وفي معنى الاخلاص قالوا : أن تكون حركات المسلم وسكناته في سرًه وعلانيته لله تعالى وحده، لا يخالطه فيها شيء . وقال آخر : الإخلاص: هو إفراد الله تعالى بالقصد، وهو أن يريد بطاعته التقرب إلى الله تعالى دون شيء آخر، من تصنع لمخلوق، أو اكتساب محمدة عند الناس، أو محبة مدح من الخلق أو معنى آخر سوى التقرب إلى الله تعالى. وقال آخر : الاخلاص : نسيان رؤية الخلق بدوام النظر الى الخالق ، ويقول سفيان الثوري: “ما عالجت شيئاً أشد عليّ من نيتي؛ إنها تتقلبُ عليّ”. وقال الفضيل بن عياض رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى : (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) هود 7، قال : “أَخلَصُه وأصوَبُه، فإذا كان العمل خالصًا ولم يكُن صوابًا لم يُقبَل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يُقبَل، فلا بدّ أن يكون خالصًا صوابًا” ،والمخلص : هو من لا يحب أن يطلع الناس على مثاقيل الذر من عمله ، وهو من يكتم حسناته كما يكتم سيئاته ،وعَنْ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ ، وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى ، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا ، أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ » رواه البخاري ومسلم ، وعن أبي كبشة عمرو بن سعدٍ الأنماريّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إِنَّمَا الدُّنْيَا لأَرْبَعَةِ نَفَرٍ عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالاً وَعِلْمًا فَهُوَ يَتَّقِى فِيهِ رَبَّهُ وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالاً فَهُوَ صَادِقُ النِّيَّةِ يَقُولُ لَوْ أَنَّ لِى مَالاً لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلاَنٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالاً وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمًا فَهُوَ يَخْبِطُ فِى مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ لاَ يَتَّقِى فِيهِ رَبَّهُ وَلاَ يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ وَلاَ يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا فَهَذَا بِأَخْبَثِ الْمَنَازِلِ وَعَبْدٍ لَمْ يَرْزُقْهُ اللَّهُ مَالاً وَلاَ عِلْمًا فَهُوَ يَقُولُ لَوْ أَنَّ لِى مَالاً لَعَمِلْتُ فِيهِ بِعَمَلِ فُلاَنٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَوِزْرُهُمَا سَوَاءٌ ». رواه الترمذي ، وفي الحديث الذي رواه النسائي عَنْ أَبِى أُمَامَةَ الْبَاهِلِىِّ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ أَرَأَيْتَ رَجُلاً غَزَا يَلْتَمِسُ الأَجْرَ وَالذِّكْرَ مَا لَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ شَىْءَ لَهُ ». فَأَعَادَهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ يَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ شَىْءَ لَهُ ». ثُمَّ قَالَ « إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إِلاَّ مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابْتُغِىَ بِهِ وَجْهُهُ ».
أيها المسلمون
وللإخلاص علامات وشواهد ودلائل ، فمن أهم علامات الإخلاص: – استواء المدح والذم من العامة، فالمسلم المخلص بعد قيامه بالعمل تجد أن مدح الناس له وذمهم إياه سواء، لأنه ينتظر الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى، الذي ابتغى بوجهه الكريم هذا العمل ،قال الله تعالى على لسان المخلصين: [ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً ) الانسان 9، وقال ابنُ القيّم رحمه الله: «لا يجتمع الإخلاصُ في القلب ومحبةُ المدح والثناءِ والطَّمَعُ فيما عند النَّاس إلاَّ كَمَا يجتمِعُ الماءُ والنَّارُ، ومن علامات الاخلاص : ابتغاء ثواب العمل في الآخرة: فيريد المرء بهذا العمل، التقرب إلى الله تعالى، والفوز برضا الله تعالى عليه، ودخول الجنة بإذن الله تعالى، وَمنّه، وفضله ، قال تعالى : (إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً ) الانسان 10، فالمرء مجازى على ما نواه وما أكنه في صدره، والله سبحانه وتعالى مُطَّلع على ما يخفيه العباد،وما يظهرونه ، قال الله تعالى: (أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ) (9) :(11) العاديات ،وفي صحيح مسلم: (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ ». فعندما يتيقن المسلم أن عمله كله لله، وبتوفيق الله، سارع وبادر بالأعمال الطيبة وشارك في جميع أوجه الخير، وتعاون مع الناس على البر، والتقوى، وسخَّر نفسه وماله وكل طاقته للعمل لدين الله تعالى، ورفع كلمة التوحيد عالية خفاقة في كل مكان. حيث تمكنت مبادىء ،هذا الدين من قلبه، وعقله، وعلم أن مهمات هذا الدين: النية التي تحكم كل نشاط المسلم
أيها المسلمون
وللاخلاص ثمرات وفوائد يجنيها المسلم في دنياه وآخرته ، فمن أهم ثمرات الاخلاص : أن الإخلاص باب من أبواب كسب الحسنات ، ففي البخاري: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِى بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلاَّ أُجِرْتَ عَلَيْهَا ، حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِى فِى امْرَأَتِكَ » ، ومن ثمرات الاخلاص : أن الإخلاص ينجي من العذاب العظيم يوم الدين ، كما جاء في صحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم :« إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ فَأُتِىَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ. قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لأَنْ يُقَالَ جَرِىءٌ. فَقَدْ قِيلَ.ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِىَ فِى النَّارِ ..الحديث) ، ومن ثمرات الاخلاص : أن الإخلاص ينجي الإنسان من حرمان الأجر و نقصانه ، ففي مسند أحمد وغيره (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلاً قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ الرَّجُلُ يُرِيدُ الْجِهَادَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَهُوَ يَبْتَغِى عَرَضَ الدُّنْيَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ أَجْرَ لَهُ ». فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ وَقَالُوا لِلرَّجُلِ عُدْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَعَلَّهُ لَمْ يَفْهَمْ فَعَادَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ الرَّجُلُ يُرِيدُ الْجِهَادَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَهُوَ يَبْتَغِى عَرَضَ الدُّنْيَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ أَجْرَ لَهُ ». ثُمَّ عَادَ الثَّالِثَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ أَجْرَ لَهُ ». ومن ثمرات الاخلاص : أن الإخلاص يعظم العمل الصغير حتى يصبح كالجبل ، ومن ثمرات الاخلاص : أن الإخلاص يقلب المباحات إلى عبادات وينال بها عالي الدرجات، قال أحد السلف: إني لأستحب أن يكون لي في كل شيء نية حتى في أكلي ونومي ودخولي الخلاء ومن ثمرات الاخلاص : أن الإخلاص ينقي القلب من الحقد والغل ويسبب قبول العمل لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إِلاَّ مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابْتُغِىَ بِهِ وَجْهُهُ » النسائي . ومن ثمرات الاخلاص : أنه بالإخلاص تتنفس كروبنا ، وتزول همومنا والدليل على ذلك حديث الثلاثة الذين حبستهم صخرة ففرج الله همّهم بسبب الاخلاص كما في قول كل واحد منهم (..اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ ،.. ) متفق عليه ، وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِى قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِىَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهَ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ مَا قُدِّرَ لَهُ » رواه الترمذي . ومن ثمرات الاخلاص : العصمة من الشيطان، قال الله تعالى : (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) يوسف 24. ومن ثمرات الاخلاص : مغفرة الذنوب ونيل الرضوان: كما في حديث البطاقة، والمرأة البغي التي سقت الكلب، والرجل الذي أزاح الشجرة من الطريق. ومن ثمرات الاخلاص : أنه بالإخلاص يرزق الناس الحكمة، ويوفقون للصواب والحق ، وبالإخلاص يدرك الأجر على عمله وإن عجز عنه بل ويصل لمنازل الشهداء والمجاهدين وإن مات على فراشه ، ففي صحيح البخاري (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ – رضى الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – رَجَعَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ فَدَنَا مِنَ الْمَدِينَةِ فَقَالَ « إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا وَلاَ قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلاَّ كَانُوا مَعَكُمْ » قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ قَالَ « وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ ، حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ » أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( مَعَ الإخْلاصِ وَالمخلصين )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن ثمرات الاخلاص : أنه بالإخلاص يؤجر المرء ولو أخطأ كالمجتهد والعالم والفقيه، وهو نوى بالاجتهاد استفراغ الوسع وإصابة الحق لأجل الله، فلو لم يصب فهو مأجور على ذلك.. ومن ثمرات الاخلاص : أن المرء ينجو به من الفتن ، ويجعل له حرزا من الشهوات ومن الوقوع في براثن أهل الفسق والفجور، ولذلك نجى الله يوسف عليه السلام من امرأة العزيز ومن ثمرات الاخلاص : أنه بالإخلاص تنصر الأمة : قَالَ نَبِىُّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّمَا يَنْصُرُ اللَّهُ هَذِهِ الأُمَّةَ بِضَعِيفِهَا بِدَعْوَتِهِمْ وَصَلاَتِهِمْ وَإِخْلاَصِهِمْ » رواه النسائي . وصلاح الدين الأيوبي عندما كان يتفقد جنوده في إحدى المواقع الحربية،وجد بعضهم يقيم الليل فقال: (من هنا يأتي النصر) ووجد بعضهم نائماً فقال: (من ها هنا نُؤتى). ومن ثمرات الاخلاص : يشرح صدر صاحبه للإنفاق في سبيل الله : فالمخلص لا يخشى الفقر،ويعلم أن ما عند الله لا ينفد أبداً،لذلك هو ينفق ويبذل في وجوه الخير المختلفة،
أيها المسلمون
ومن أقوال وأحوال لسلف الصالح عن الاخلاص : قيل لحمدون بن أحمد: “ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا، قال: لأنهم تكلموا لعز الإسلام، ونجاة النفوس، ورضا الرحمن، ونحن نتكلم لعز النفوس، وطلب الدنيا، ورضا الخلق”. وقال رجل التميم الداري رضي الله عنه: “ما صلاتك بالليل ؟ فغضب غضباً شديداً ثم قال: والله لركعة أصليها في جوف الليل في سرّ أحب إلى من أن أصلي الليل كله، ثم أقصّه على الناس”. وقال بعض السلف: “إني لأستحب أن يكون لي في كل شيء نية، حتى في أكلي وشربي ونومي ودخولي الخلاء”. وقال الفضيل بن عياض: “ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما”. وقال الشافعي رحمه الله: “وددت أن الناس تعلموا هذا العلم يعني كتبه على أن إلا ينسب إلى منه شيء”. وعن سفيان قال: “أخبرتني مرية الربيع بن خثيم قالت: “كان عمل الربيع كله سراً، إن كان ليجيء الرجل وقد نشر المصحف فيغطيه بثوبه”. وقال جبير بن نفير: “سمعت أبا الدرداء وهو في آخر صلاته وقد فرغ من التشهد يتعوذ بالله من النفاق، فكرر التعوذ منه، فقلت: مالك يا أبا الدرداء أنت والنفاق؟! فقال: دعنا عنك، دعنا عنك، فوالله إنّ الرجل ليقلب عن دينه في الساعة الوحدة فيخلع منه
الدعاء