خطبة عن ( يَابُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ )
مايو 19, 2021خطبة عن (الصراط المستقيم) مختصرة
مايو 19, 2021الخطبة الأولى (مَعْنَى الشَهَادَتين) مختصرة
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في صحيح البخاري:(عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم – لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ «إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ، فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ،فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ ،فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ،فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ».
إخوة الإسلام
(شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ) هما مفتاح الإسلام ،فلا يدخل العبد في دين الله إلا بهما ،فهما شعار الإسلام الأعظم فلا يصح دين المرء إلا بذلك ،و(شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) : معناها: أنه لا معبود بحق إلا الله ،وإثبات العبادة لله وحده لا شريك له، و(شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) :ليست مجرد كلمة تُقال باللسان، بل لها مستلزمات، فلا تُسمى شهادةً ،ولا يجوز أن تقول أشهد إلا إذا كان عندك علم بالمشهود، وهو الله تعالى ، وفي صحيح مسلم 🙁عَنْ عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ ». ومن شروط (شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ): اليقين، ففي صحيح مسلم :قال صلى الله عليه وسلم :« أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّى رَسُولُ اللَّهِ لاَ يَلْقَى اللَّهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فِيهِمَا إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ » ،ومن شروطها : الإخلاص: ففي صحيح البخاري : قال صلى الله عليه وسلم 🙁أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِهِ» ،ومن شروط (شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) الصِّدق: ففي صحيح البخاري : قال صلى الله عليه وسلم :«مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ إِلاَّ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ» .ومن شروط (شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) :المحبَّة ففي الصحيحين 🙁عَنْ أَنَسٍ – رضي الله عنه – قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – «ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ،وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ ،كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ »،ومن شروط (شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) :الانقياد لها ظاهراً وباطناً، كما قال الله تعالى: (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ) [لقمان: 22].
أيها المسلمون
وأما (شَهَادَةُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ): فهو التصديق الجازم من صميم القلب المواطئ لقول اللسان بأن محمدا عبده ورسوله إلى الخلق كافة إنسهم وجنِّهم ،فيجب تصديقه فيما أخبر به من أنباء ما قد سبق ،وأخبار ما سيأتي ،وفيما أحل من حلال ،وحرم من حرام ،والامتثال والانقياد لما أمر به، والانتهاء والكف عما نهى عنه ،واتباع شريعته، والتزام سنته في السر والجهر ، مع الرضا بما قضاه والتسليم له ،والعلم بأن طاعته هي طاعة الله، ومعصيته هي معصية الله ،يقول الله سبحانه: {وما آتاكُمُ الرّسُولُ فخُذُوهُ وما نهاكُم عنهُ فانتهُوا}[الحشر:7] ،وفي الصحيحين : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ يَعْصِنِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ».
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (مَعْنَى الشَهَادَتين)
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ هي الفارقة بين الكفر والإسلام ،وهي كلمة التقوى، وهي العروة الوثقى، وهي أول ما يطالب به العبد ليدخل في هذا الدين الذي لا يقبل الله تعالى سواه ،في صحيح البخاري 🙁عَنْ قَيْسٍ سَمِعْتُ جَرِيرًا – رضي الله عنه – بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – عَلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ،وَإِقَامِ الصَّلاَةِ ،وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ،وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ ،وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ) وبها يعصم دم العبد وماله ،ففي صحيح مسلم 🙁عَنْ أَبِى مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ »، ومن فضائل لا إله إلا الله أنها تحرم على النار من قالها صادقاً مخلصاً ففي الصحيحين 🙁قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ . يَبْتَغِى بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ » ،ومن فضائلها أن بها يدخل العبد الجنة دار السلام ،ومن فضائلها أنها أفضل ما نطق به العبد ففي الترمذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ،لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» ،ومن فضائلها أن من قالها بإخلاص حصلت له شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ففي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ،خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِهِ»، ومن فضائلها أنه لا يعدلها شيء في الميزان ففي مسند أحمد :«إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ نُوحاً -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لاِبْنِهِ إِنِّي قَاصٌّ عَلَيْكَ الْوَصِيَّةَ: آمُرُكَ بِاثْنَتَيْنِ وَأَنْهَاكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ آمُرُكَ بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فَإِنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرْضِينَ السَّبْعَ لَوْ وُضِعَتْ فِي كَفَّةٍ وَوُضِعَتْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فِي كَفَّةٍ رَجَحَتْ بِهِنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرْضِينَ السَّبْعَ كُنَّ حَلْقَةً مُبْهَمَةً قَصَمَتْهُنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فَإِنَّهَا صَلاَةُ كُلِّ شَيْءٍ وَبِهَا يُرْزَقُ الْخَلْقُ وَأَنْهَاكَ عَنِ الشِّرْكِ وَالْكِبْرِ »،ومن فضائل (لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهَ) أنها المنجية من النَّار لمن قالها بصدق وإخلاص، في مسند أحمد 🙁عَنْ أَنَسٍ أَنَّ غُلاَماً يَهُودِيًّا كَانَ يَضَعُ لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- وَضُوءَهُ وَيُنَاوِلُهُ نَعْلَيْهِ فَمَرِضَ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَأَبُوهُ قَاعِدٌ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- «يَا فُلاَنُ قُلْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ». فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ فَسَكَتَ أَبُوهُ فَأَعَادَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ فَقَالَ أَبُوهُ أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ . فَقَالَ الْغُلاَمُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ. فَخَرَجَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ يَقُولُ «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى أَخْرَجَهُ بِي مِنَ النَّارِ».
الدعاء