خطبة عن ( نبي الله إبراهيم: فضائله وبعثته)
أبريل 7, 2016خطبة عن (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)
أبريل 7, 2016الخطبة الأولى (نبي الله إبراهيم عليه السلام )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ) (33) ) آل عمران ، وقال تعالى (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ) (41) ) مريم ، وروى البخاري في صحيحه (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ – رضى الله عنهما – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً – ثُمَّ قَرَأَ – ( كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ) وَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ )
إخوة الاسلام
لقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم قصص الأنبياء ، وسيرة المرسلين ، لنستخلص منها الدروس ، ولنستلهم منها العبر ، ولنتفكر في أمرهم ، ونقتدي بأفعالهم وأقوالهم ، فالعاقل من وعظ بغيره ،واليوم إن شاء الله ، نعيش لحظات طيبة ، مع قصة خليل الله : ( سيدنا إبراهيم عليه السلام ) ،وفي المستدرك للحاكم (يقول الله عز وجل : { وقرونا بين ذلك كثيرا } فكان بين نوح وآدم عشرة قرون وبينه وبين إبراهيم عشرة قرون فولد إبراهيم خليل الله على رأس ألفي سنة من خلق آدم ) ،أما عن أسمه ونسبه عليه السلام فهو : إبراهيم بن تارخ بن ناحور بن ساروغ بن راغو ابن فالغ بن عابر ابن شالح بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام. وفيما ذكر عن صفاته الخلقية والخلقية ، فقد كان عليه السلام يشبهه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم كما في البخاري (قَالَ « أَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَانْظُرُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ ) ،وفي صحيح البخاري (حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ حَدَّثَنَا سَمُرَةُ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ ، فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ طَوِيلٍ ، لاَ أَكَادُ أَرَى رَأْسَهُ طُولاً ، وَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ – صلى الله عليه وسلم – » ،وفي صحيح البخاري (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا خَيْرَ الْبَرِيَّةِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « ذَاكَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ». وقال تعالى : (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ) (114) التوبة، وقال تعالى : (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ) (75) هود ، وقال تعالى : (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121) وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) (122) النحل ، وفي صحيح البخاري (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ – عَلَيْهِ السَّلاَمُ – وَهْوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً بِالْقَدُّومِ »
أيها المسلمون
سيدنا إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء وخليل الرحمن الذي ترجع إليه الديانات الثلاثة المسمّاة بالديانات الإبراهيمية لاتفاقها مع معتقدات رسالة سيدنا إبراهيم عليه السلام، فيرجع بنو إسرائيل إلى ابنه إسحق عليه السلام، بينما يرجع نسل محمدٍ عليه الصلاة والسلام إلى ابنه البكر إسماعيل عليه السلام ، والذي يرجع إليه أصل العرب ، وولد سينا إبراهيم عليه السلام في( أور) قرب بابل بحسب أرجح الروايات، إلّا أنّ بعض الروايات الأخرى تشير إلى أنّه عليه السلام ولد في (حران )، وقد ولد عليه السلام في عهد نمرود بن كنعان
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( نبي الله إبراهيم عليه السلام )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وسيدنا إبراهيم هو خليل الله، اصطفاه الله برسالته وفضله على كثير من خلقه، وكان إبراهيم يعيش في قوم يعبدون الكواكب، فلم يكن يرضيه ذلك، وأحس بفطرته أن هناك إلها أعظم حتى هداه الله واصطفاه برسالته، وأخذ إبراهيم يدعو قومه لوحدانية الله وعبادته ولكنهم كذبوه وحاولوا إحراقه فأنجاه الله من بين أيديهم، وجعل الله الأنبياء من نسل إبراهيم فولد له إسماعيل وإسحاق، كما قام إبراهيم ببناء الكعبة مع إسماعيل ، وسيدنا إبراهيم هو أحد أولي العزم الخمسة الكبار الذين اخذ الله منهم ميثاقا غليظا، وهم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد.. بترتيب بعثهم. وهو النبي الذي ابتلاه الله ببلاء مبين. بلاء فوق قدرة البشر وطاقة الأعصاب. ورغم حدة الشدة، وعنت البلاء.فقد كان إبراهيم هو العبد الذي وفى. وزاد على الوفاء بالإحسان. وقد كرم الله تبارك وتعالى إبراهيم تكريما خاصا، فجعل ملته هي التوحيد الخالص النقي من الشوائب. وجعل العقل في جانب الذين يتبعون دينه. وكان من فضل الله على إبراهيم أن جعله الله إماما للناس. وجعل في ذريته النبوة والكتاب. فكل الأنبياء من بعد إبراهيم هم من نسله فهم أولاده وأحفاده. حتى إذا جاء آخر الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، جاء تحقيقا واستجابة لدعوة إبراهيم التي دعا الله فيها أن يبعث في الأميين رسولا منهم. ونواصل الحديث عن نبي الله إبراهيم عليه السلام إن شاء الله
الدعاء