خطبة عن (نبي الله داوود رسولا إلى بني اسرائيل)
مارس 29, 2016خطبة عن (حياة القبر والبرزخ بعد الموت)
مارس 29, 2016الخطبة الأولى (سيدنا داود عليه السلام ) 1
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) يوسف 111، وقال تعالى (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ) هود 120 ،وقال الله تعالى : ( وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ) (55) الاسراء
أيها المسلمون
لقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ، قصص الأنبياء ، وسيرة المرسلين ، لنستخلص منها الدروس ، ولنستلهم منها العبر، ولنتفكر في أمرهم ، ونقتدي بأفعالهم وأقوالهم ، فالعاقل من وعظ بغيره ،واليوم إن شاء الله ، نعيش لحظات طيبة ،مع قصة نبي من أنبياء الله ، جعله الله ملكا نبيا ، فهو قد جمع بين الملك والحكم ، وبين النبوة والرسالة ،موعدنا اليوم إن شاء الله مع نبي الله داود عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام ، وقبل البدء بقصة داود عليه السلام، لنرى أولا الأوضاع التي عاشها بنو إسرائيل في تلك الفترة.فقبل بعثة سيدنا داود عليه السلام ، انفصل الحكم عن الدين في بني اسرائيل .. فآخر نبي من بني اسرائيل كان ملكا ، هو يوشع بن نون.. أما من بعده ، فكانت الملوك تسوس بني إسرائيل ، وكانت الأنبياء تهديهم. وزاد طغيان بني إسرائيل، فكانوا يقتلون الأنبياء، نبيا تلو نبي، فسلط الله عليهم ملوكا منهم ظلمة وجبارين، ظلموهم ، وطغوا عليهم. وأذاقوهم سوء العذاب وتوالت الهزائم على بني إسرائيل، حتى إنهم أضاعوا التابوت. وكان في التابوت بقية مما ترك آل موسى وهارون، فقيل أن فيه بقية من الألواح التي أنزلها الله على موسى، وعصاه، وأمورا أخرى. وكان بنو إسرائيل يأخذون التابوت معهم في معاركهم لتحل عليهم السكينة ويحققوا النصر. فلما أضاعوا التابوت تشردوا وساءت أحوالهم. في هذه الظروف العصيبة، ذهب بنو إسرائيل لنبيهم في ذلك الزمان.. وسألوه: ألسنا مظلومين ؟ قال: بلى.. قالوا: ألسنا مشردين ؟قال: بلى.. قالوا: ابعث لنا ملكا يجمعنا تحت رايته، كي نقاتل في سبيل الله ونستعيد أرضنا ومجدنا. قال نبيهم وكان أعلم بهم: هل أنتم واثقون من القتال لو كتب عليكم القتال؟ قالوا: ولماذا لا نقاتل في سبيل الله، وقد طردنا من ديارنا، وتشرد أبناؤنا، وساءت حالنا؟ قال نبيهم: إن الله اختار لكم طالوت ملكا عليكم . وقد ذكر القرآن الكريم محاورتهم مع نبيهم ، فقال تعالى ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ) البقرة 246 ، 247، فماذا كان جوبهم ؟ ذلك ما نستكمله بعد جلسة الاستراحة إن شاء الله
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (سيدنا داود عليه السلام )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد أيها المسلمون
قال تعالى (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ) ، وهنا ظهر عناد بني إسرائيل ، ومخالفتهم لأمر الأنبياء ، ونقضهم للعهد الذي عاهدوا نبيهم عليه فقالوا: كيف يكون طالوت ملكا علينا ؟، وهو ليس من أبناء الأسرة التي يخرج منها الملوك ؟-أبناء يهوذا- كما أنه ليس غنيا ، وفينا من هو أغنى منه؟ قال لهم نبيهم: إن الله قد اختاره، وفضله عليكم بعلمه وقوة جسمه. قال تعالى (قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) البقرة 247، ولما رأى القوم أن هذا هو اختيار الله جل وعلا ،قالوا: ما هي آية ملكه؟ وما هي علامة اختيار الله له ؟ ،قال لهم نبيهم: يسترجع لكم التابوت تحمله الملائكة. قال تعالى (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) البقرة 248، ونواصل الحديث عن نبي الله داود عليه السلام في لقاء قادم إن شاء الله
الدعاء