خطبة عن ( داود عليه السلام نبيا إلى بني اسرائيل)
مارس 29, 2016خطبة عن (نبي الله داود عليه السلام )
مارس 29, 2016الخطبة الأولى (نبي الله داوود رسولا إلى بني اسرائيل)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد أيها المسلمون
قال تعالى (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) البقرة 248،
إخوة الإسلام
لما رأى بنو اسرائيل أن هذا الملك هو اختيار الله جل وعلا ،قالوا: ما هي آية ملكه؟ وما هي علامة اختيار الله له ؟ ،قال لهم نبيهم: يسترجع لكم التابوت تحمله الملائكة. قال تعالى (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) البقرة 248، وبالفعل وقعت هذه المعجزة.. وعادت إليهم التوراة يوما.. ثم تجهز جيش طالوت ، واشترط عليهم ملكهم طالوت أن من يتبعه في قتال الأعداء ، أن يخلص نيته لله ، ويكون صادقا معه ، ولا يشغله شاغل من أمور الدنيا ، ومطالب الحياة ،وسار الجيش طويلا حتى أحس الجنود بالعطش.. وأراد الله سبحانه وتعالى أن يختبر صدق إيمانهم ، وطاعتهم لله ، وطاعتهم لنبيهم ، وملكهم وقائدهم ، وليصفي من أفراد الجيش من كان غير مؤهل للقتال ، وغير صادق في نيته وايمانه وتوجهه ، وطاعته لأمر ربه ، فقال الملك طالوت لجنوده: إننا سنصادف نهرا في الطريق ، يختبر الله به قوة إيمانكم ، واحتمالكم وصبركم ، وصدق عزائمكم ، فمن أحجم عنه ولم يشرب من مائه طاعة لربه فهو مني ، ويستمر في السير لقتال العدو معي ، ومن شرب منه فليخرج من الجيش، ومن لم يذقه وإنما بل ريقه فقط فليبق معي في الجيش..وجاءوا النهر فشرب معظم الجنود، وخرجوا من الجيش، وكان هذا الامتحان ليميز الخبيث من الطيب ، ومن يطيعه من الجنود ومن يعصاه، وليعرف أيهم قوي الإرادة ويتحمل العطش، وأيهم ضعيف الإرادة ويستسلم بسرعة. لم يبق إلا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، لكن جميعهم من الشجعان.،قال تعالى (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ) ، هكذا وبعد هذا الاختبار أصبح عدد أفراد جيش طالوت قليلا، وكان جيش العدو كبيرا وقويا.. فشعر بعض -هؤلاء الصفوة- أنهم أضعف من جالوت وجيشه وقالوا: كيف نهزم هذا الجيش الجبار..؟! ويصف لنا القرآن الكريم حالهم وينقل لنا قولهم، وجدالهم مع ملكهم ،قال تعالى (فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ) البقرة 249 ، فقال المؤمنون من جيش طالوت: النصر ليس بالعدة والعتاد، إنما النصر من عند الله.. (قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ).. فثبّتوهم. والتقى الجمعان ، واستعد الجيشان ، وبدأت المعركة ، وبرز جالوت الملك الطاغية في دروعه الحديدية وسلاحه، وهو يطلب أحدا يبارزه.. وخاف منه جنود طالوت جميعا.. وهنا برز من جيش طالوت راعي غنم صغير هو داود.. كان داود مؤمنا بالله، وكان يعلم أن الإيمان بالله هو القوة الحقيقية في هذا الكون، وأن العبرة ليست بكثرة السلاح، ولا ضخامة الجسم ومظهر الباطل. فماذا فعل داود المؤمن الضعيف ، أمام هذا الطاغية المدجج بالسلاح؟ ، ذلك ما نتعرف عليه بعد جلسة الاستراحة إن شاء الله
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (نبي الله داوود رسولا إلى بني اسرائيل)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
كان الملك، قد قال: من يقتل جالوت يصير قائدا على الجيش ويتزوج ابنتي.. ولم يكن داود يهتم كثيرا لهذا الإغراء.. بل كان يريد أن يقتل جالوت لأن جالوت رجل جبار وظالم ولا يؤمن بالله.. وأظهر في الأرض الفساد ، وقهر واستعبد العباد ،وسمح الملك لداود أن يبارز جالوت.. وتقدم داود بعصاه وخمسة أحجار ومقلاعه (وهو نبلة يستخدمها الرعاة).. وتقدم جالوت المدجج بالسلاح والدروع.. وسخر جالوت من داود وأهانه وضحك منه، ووضع داود حجرا قويا في مقلاعه وطوح به في الهواء وأطلق الحجر. فأصاب جالوت فقتله. وبدأت المعركة وانتصر جيش طالوت على جيش جالوت. قال تعالى (وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ ) البقرة 250 ، 251، ونواصل الحديث عن نبي الله داود في لقاء قادم إن شاء الله
الدعاء