خطبة عن ( عقوبة فعل فاحشة قوم لوط )
أبريل 13, 2016خطبة عن (نبي الله لوط عليه السلام )
أبريل 13, 2016الخطبة الأولى ( شناعة فعل قوم نبي الله لوط)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ( أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166) قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَالُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (167) قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ) (165 ): (168) الشعراء
إخوة الإسلام
حذر نبي الله لوط عليه السلام قومه من شناعة فعلهم ،وطغيانهم ، إلا أنهم ظلوا في معصيتهم ،قال تعالى :(فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ) (56)) النمل، فقد اختلت المقاييس، وانقلبت الموازين عند قوم لوط.. فصار الرجال أهدافا مرغوبة بدلا من النساء، وصار النقاء والطهر جريمة تستوجب الطرد.. لقد كانوا مرضى يرفضون الشفاء ويقاومونه.. ولقد كانت تصرفات قوم لوط تحزن قلب لوط.. لأنهم كانوا يرتكبون جريمتهم علانية في ناديهم.. وكانوا إذا دخل المدينة غريب أو مسافر أو ضيف لم ينقذه من أيديهم أحد.. وكانوا يقولون للوط: استضف أنت النساء ودع لنا الرجال.. واستطارت شهرتهم الوبيلة، وجاهدهم لوط جهادا عظيما، وأقام عليهم حجته، ومرت الأيام والشهور والسنوات، وهو ماض في دعوته بغير أن يؤمن له أحد.. لم يؤمن به غير أهل بيته.. حتى أهل بيته لم يؤمنوا به جميعا. فقد كانت زوجته كافرة. وزاد الأمر بأن قام الكفرة بالاستهزاء برسالة لوط عليه السلام، فكانوا يقولون: (ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) العنكبوت (29) . فيئس لوط منهم، وعند ذلك دعا عليهم نبيهم الكريم ، فسأل رب العالمين وإله المرسلين أن ينصره على القوم المفسدين ،فغار الله لغيرته ،وغضب لغضبته ، واستجاب لدعوته ، وأجابه إلى طلبته ، وبعث رسله الكرام وملائكته العظام ،فمروا على الخليل إبراهيم وبشروه بالغلام العليم ، وأخبروه بما جاءوا له من الأمر الجسيم والخطب العميم، قال تعالى (وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ (31) قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ) (32) العنكبوت
أيها المسلمون
خرجت الملائكة من عند إبراهيم قاصدين قرية لوط. وكانوا في صورة بشر وقد كسى الجمال الفتان وجوههم .فلما بلغوا أسوار سدوم قرية لوط.. كما في المستدرك بسند صحيح (لما خرجت الملائكة من عند إبراهيم، نحو قرية لوط ،و أتوها نصف النهار ، فلما بلغوا نهر سدوم ، لقوا ابنة لوط تستقي من الماء لأهلها وكان له ابنتان فقالوا لها : يا جارية هل من منزل ؟ قالت : نعم مكانكم لا تدخلوا حتى آتيكم فأتت أباها فقالت : يا أبتاه أدرك فتيانا على باب المدينة ما رأيت وجوه قوم هي أحسن منهم لا يأخذهم قومك فيفضحوهم وقد كان قومه نهوه أن يضيف رجلا حتى قالوا حل علينا فليضيف الرجال فجاءهم و لم يعلم أحدا إلا بيت أهل لوط ،فخرجت امرأته فأخبرت قومه قالت : إن في بيت لوط رجالا ما رأيت مثل وجوههم قط ،فجاءه قومه يهرعون إليه فلما أتوه قال لهم لوط : يا قوم (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ) (78) هود ، هؤلاء بناتي هن أطهر لكم مما تريدون ،قالوا له : أو لم ننهك أن تضيف الرجال قد علمت أن ما لنا في بناتك من حق و أنك لتعلم ما نريد ، فلما لم يقبلوا منه ما عرضه عليهم قال : لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ،يقول صلوات الله عليه : لو أن لي أنصارا ينصروني عليكم أو عشيرة تمنعني منكم لحالت بينكم و بين ما جئتم تريدونه من أضيافي ،و لما قال لوط : لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد بسط حينئذ جبريل جناحيه ففقأ أعينهم و خرجوا يدوس بعضهم في آثار بعض عميانا يقولون : النجا النجا فإن في بيت لوط أسحر قوم في الأرض فذلك قول الله عز و جل { وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (37) القمر }
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( شناعة فعل قوم نبي الله لوط وحرمته )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وهكذا قالت الملائكة : يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل و لا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك فاتبع آثار أهلك يقول : و امضوا حيث تؤمرون فأخرجهم الله إلى الشام ،وقال لوط : أهلكوهم الساعة فقالوا : إنا لم نؤمر إلا بالصبح أليس الصبح بقريب ،فلما أن كان السحر خرج لوط و أهله معه امرأته فذلك قول الله عز و جل { إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ) (34) القمر ،وقال تعالى ( وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77) وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ) 78 هود ، فلم يكد يراهم حتى (سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَـذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ) سألهم: من أين جاءوا؟ .. وما هي وجهتهم؟.. فصمتوا عن إجابته. وسألوه أن يضيفهم..استحى منهم وسار أمامهم قليلا ثم توقف والتفت إليهم يقول: لا أعلم على وجه الأرض أخبث من أهل هذا البلد. قال كلمته ليصرفهم عن المبيت في القرية، غير أنهم غضوا النظر عن قوله ولم يعلقوا عليه، وعاد يسير معهم ويلوي عنق الحديث ويقسره قسرا ويمضي به إلى أهل القرية – حدثهم أنهم خبثاء.. أنهم يخزون ضيوفهم.. حدثهم أنهم يفسدون في الأرض. وكان الصراع يجري داخله محاولا التوفيق بين أمرين.. صرف ضيوفه عن المبيت في القرية دون إحراجهم، وبغير إخلال بكرم الضيافة.. عبثا حاول إفهامهم والتلميح لهم أن يستمروا في رحلتهم، دون نزول بهذه القرية. ونستكمل في لقاء قادم إن شاء الله
الدعاء