خطبة عن (نبي الله موسى في قصر فرعون)
أبريل 9, 2016خطبة عن ( قصة نبي الله موسى عليه السلام)
أبريل 9, 2016الخطبة الأولى ( طغيان فرعون وولادة موسى)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ( نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) (3 ): (5) القصص
إخوة ال‘سلام
نبدأ حديثنا عن نبي الله موسى عليه السلام ، والفترة التي سبقت ميلاده ورسالته: فقد حكم مصر ملك جبار وهو فرعون مصر ، وكان المصريون يعبدونه من دون الله. وقد ادعى لنفسه الربوبية والألوهية ، قال تعالى على لسانه : (فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ) النازعات 32 ، 24 ، وقال تعالى (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ) القصص 38، ورأى هذا الفرعون أن بني إسرائيل يتكاثرون ويزيدون ويملكون. وسمعهم يتحدثون عن نبوءة تقول : ( إن واحدا من أبناء إسرائيل سيسقط فرعون مصر عن عرشه ) . فأصدر الفرعون أمره ألا يلد أحد من بني إسرائيل، أي أن يقتل أي وليد ذكر. وبدأ تطبيق النظام، ثم قال مستشارو فرعون له : إن الكبار من بني إسرائيل يموتون بآجالهم، والصغار يذبحون، وهذا سينتهي إلى إفناء بني إسرائيل، فستضعف مصر لقلة الأيدي العاملة بها. والأفضل أن تنظم العملية بأن يذبحون الذكور في عام ويتركونهم في العام الذي يليه. ووجد الفرعون أن هذا الحل أسلم. قال تعالى :(إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) القصص 4 ، ولكن أين هو من خالق الخلق ، ومالك الملك ، أين هو من ذي العرش المجيد ، الفعال لما يريد ،فقد شاءت حكمة الله وقدرته أن يبعث سيدنا موسى عليه السلام ، وكأن القدر يقول لفرعون : أيها الملك الجبار ، وأيها الحاكم المغرور : ، لقد حكم الملك العظيم الذي لا يقهر ، والقوي الذي لا يغلب ، حكم أن يولد موسى ، الذي تكون تربيته في دارك ، ونومه على فراشك ، وتغذيته من طعامك وشرابك ، وأنت الذي تتبناه ، ولا تطلع على سره ومعناه ، ثم يكون سببا في هلاكك في دنياك وآخرتك ، ولتعلم أن الحول والقوة بيد الله ، (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ) طه 5، 6، وهو سبحانه (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ) المؤمنون 116 ، وليعلم فرعون وغيره من أهل الكفر والضلال أنه سبحانه أخذه أليم وبطشه شديد ، قال تعالى : (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ) البروج 12 : 16 ، فأراد الله سبحانه وتعالى أن يمكن لأهل الإيمان ، وأن ينصر أهل الحق ، قال سبحانه (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) القصص 5 ،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( طغيان فرعون وولادة موسى)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وحملت أم موسى بهارون وولدته في العام الذي لا يقتل فيه الغلمان، فولدته علانية آمنة. فلما جاء العام الذي يقتل فيه الغلمان ولد موسى. فحمل ميلاده خوفا عظيما لأمه. فخافت عليه من القتل. وراحت ترضعه في السر. ولكن الله سبحانه وتعالى أراد أمرا كان مفعولا ، أراد أن يتربى رسوله موسى في الجهر لا في السر ، وفي العلانية لا في الخفاء ، كيف لا وهو القائل في الحديث القدسي الذي رواه أحمد : (ذَلِكَ بِأَنِّى جَوَادٌ مَاجِدٌ صُمَدٌ عَطَائِي كَلاَمٌ وَعَذَابِي كَلاَمٌ إِذَا أَرَدْتُ شَيْئاً فَإِنَّمَا أَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ». ثم جاءت علي أم موسى ليلة مباركة أوحى الله إليها فيها. قال تعالى : ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ) القصص 7، وقال تعالى : (إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (38) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ ) طه 38 ، 39 ، فأمرت الأم بصنع صندوق صغير لموسى. ثم أرضعته ووضعته في الصندوق. وذهبت إلى شاطئ النيل وألقته في المياه. وهكذا يجب أن يكون حال المؤمن ، يرضى بالقضاء ، ويصبر على البلاء ،ويكون واثقا من موعود الله ، مؤمنا بأن فرج الله قريب ، ونواصل الحديث عن نبي الله موسى في لقاء قادم إن شاء الله
الدعاء