خطبة عن (نبي الله موسى يتعلم من الخضر)
أبريل 9, 2016خطبة عن (لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى، وفاته وفضائله)
أبريل 9, 2016الخطبة الأولى (نبي الله موسى مع الخضر)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال تعالى : (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا ) الكهف: 60 ،وفي صحيح البخاري أن ( رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ « بَيْنَمَا مُوسَى فِي مَلإٍ مِنْ بَنِى إِسْرَائِيلَ ، جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ هَلْ تَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْكَ قَالَ مُوسَى لاَ . فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى بَلَى ، عَبْدُنَا خَضِرٌ ، فَسَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَيْهِ ، فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ الْحُوتَ آيَةً ، وَقِيلَ لَهُ إِذَا فَقَدْتَ الْحُوتَ فَارْجِعْ ، فَإِنَّكَ سَتَلْقَاهُ ، وَكَانَ يَتَّبِعُ أَثَرَ الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ ، فَقَالَ لِمُوسَى فَتَاهُ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ ، وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ . قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِى ، فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا ، فَوَجَدَا خَضِرًا . فَكَانَ مِنْ شَأْنِهِمَا الَّذِى قَصَّ اللَّهُ – عَزَّ وَجَلَّ – فِي كِتَابِهِ »
إخوة الاسلام
قام نبي الله موسى عليه السلام خطيباً في بني إسرائيل، فكانت خطبته جامعة رائعة ،أدهشت الحاضرين ،وتعجب منها الناس، فقام رجل من بني إسرائيل ،فقال: يا نبي الله ،هل يوجد على وجه الأرض رجل أعلم منك؟ فقال موسى لا ،فأوحى الله إلى موسى ،وقال له: يا موسى وما يدريك أين يضع الله علمه ،إن لله عبداً بمجمع البحرين هو أعلم منك. وهذا العبد هو الخضر ، وعن سبب تسميته بهذا الاسم ما جاء في سنن الترمذي بسند حسن عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « إِنَّمَا سُمِّىَ الْخَضِرُ أَنَّهُ جَلَسَ عَلَى فَرْوَةٍ بَيْضَاءَ فَإِذَا هِيَ تَهْتَزُّ مِنْ خَلْفِهِ خَضْرَاءَ »، ولقد عاتب الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم عندما سأله أهل مكة الأسئلة الثلاثة فقال لهم أجيبكم عنها غداً ولم يقل إن شاء الله قال تعالى :(وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ) الكهف ( 23)، ( 24)، وهنا يعاتب الله جل جلاله نبيه موسى عليه السلام فيقول له وما يدريك أين يضع الله علمه إن لله عبداً بمجمع البحرين هو أعلم منك ،وهذا يعلمنا درساً في أن نفوض أمورنا كلها لله وأن نعلم علم اليقين أن لله غيب السموات والأرض وبيده مقاليد السموات والأرض.
أيها المسلمون
وعندما قال الله لموسى إن لله عبداً بمجمع البحرين هو أعلم منك ،تاقت نفس موسى عليه السلام لطلب العلم والاستفادة من علوم الآخرين ،فأعلن لفتاه يوشع بن نون عن عزمه وتصميمه أن يبلغ مجمع البحرين مهما كلفه الأمر ومهما يكن الزمن الذي سيقضيه في هذه الرحلة، قال تعالى ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا ﴾ الكهف: 60 . فانظروا عباد الله، نبيٌّ من أنبياء الله من أولي العزم من الرسل كلمهُ الله تكليماً يرحل ويهاجر من أجل أن يتعلم من رجل أقل منه منزلة وفضلاً يريد أن يستفيد من رجل وصفه الله بقوله : ﴿ عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ﴾ الكهف (65 ) ،وهو الخضر عليه السلام ،فهذا هو التواضع العظيم ،وهذه هي الأخلاق الرفيعة أن يتحول النبي العظيم إلى طالب علم متواضع لمعلمه وشيخه. فسأل موسى ربه عن كيفية الوصول إلى هذا العالم الرباني وكيف يرحل إليه وأين سيجده فأوحى الله إلى موسى أن يحمل معه حوتاً في مكتل وفي المكان الذي ترجع الحياة فيه إلى الحوت ويتسرب إلى البحر فإن الخضر عليه السلام موجود في ذلك المكان.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (نبي الله موسى مع الخضر )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
انطلق موسى ومعه فتاه يوشع بن نون ومعهم الحوت في المكتل وليس معهم دال يدلهم على الطريق إلا المعجزة الربانية وهي ارتداد الحياة للحوت وتسربه إلى البحر. وصل موسى عليه السلام ومعه فتاه إلى صخرة على شاطئ البحر وهنا رقد موسى واستسلم للنعاس ولكن فتاه بقي ساهراً لم ينم فجاءت الأمواج إلى الشاطئ ووصلت إلى المكتل الذي فيه الحوت فلامست الأمواج الحوت ووصل الماء للحوت فدبت الحياة فيه وقفز إلى البحر قال تعالى : ﴿ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا ﴾ الكهف (61 ).، فاستيقظ موسى من نومه، ونسي الفتى أن يخبره بما وقع للحوت ،فواصلا المسير وأكملا المشي ،حتى أعياهما التعب وحل بهم النصب ،فقال موسى لفتاه ﴿ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا ﴾ الكهف (62 ) ، وهنا تذكر الفتى ما وقع للحوت فقال لموسى : ﴿ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ﴾ الكهف (63 )، فإياك إياك والشيطان قال تعالى : ﴿ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ الانعام (68 ) ، وقال تعالى : ﴿ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ المجادلة (19 ) . ونستكمل الحديث إن شاء الله
الدعاء