خطبة عن ( نبي الله يونس في بطن الحوت)
أبريل 13, 2016خطبة عن ( وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ، وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ)
أبريل 14, 2016الخطبة الأولى ( سيدنا يونس عليه السلام )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) يوسف 111، وقال تعالى (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ) هود 120 ، وقال الله تعالى : ( وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (146) وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) ( 139) : (148) الصافات
أيها المسلمون
ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم قصص الأنبياء ، وسيرة المرسلين ، لنستخلص منها الدروس ، ولنستلهم منها العبر ، ولنتفكر في أمرهم ، ونقتدي بأفعالهم وأقوالهم ، فالعاقل من وعظ بغيره ،واليوم إن شاء الله ، نعيش لحظات طيبة ، مع قصة نبي الله يونس ، أو (صاحب الحوت) أو (ذا النون ) عليه السلام ، قال تعالى : (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ) (139) الصافات ، وروى البخاري في صحيحه (عَنْ قَتَادَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ حَدَّثَنَا ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ – يَعْنِى ابْنَ عَبَّاسٍ – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « لاَ يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى » .وفي رواية للبخاري (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « مَنْ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى فَقَدْ كَذَبَ » ، أما عن نسبه : فهو يونس بن متى بن ماثان بن رجيم بن ايناشاه بن سليمان ، وقيل غير ذلك ، أما عن صفاته وأخلاقه ، ففي صحيح مسلم (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- … ثُمَّ أَتَى عَلَى ثَنِيَّةِ هَرْشَى. فَقَالَ « أَىُّ ثَنِيَّةٍ هَذِهِ ». قَالُوا ثَنِيَّةُ هَرْشَى ،قَالَ « كَأَنِّى أَنْظُرُ إِلَى يُونُسَ بْنِ مَتَّى – عَلَيْهِ السَّلاَمُ – عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ جَعْدَةٍ عَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ خِطَامُ نَاقَتِهِ خُلْبَةٌ وَهُوَ يُلَبِّى ». ، والذي يظهر أن رسالته كانت خلال القرن الثامن قبل ميلاد المسيح عيسى عليه السلام ، وقد ذكر نبي الله يونس بن متى باسمه((يونس))في القرءان الكريم أربع مرات في سورة النساء والأنعام ويونس والصافات، وذكر بوصفه ولقبه((ذي النون)) و((صاحب الحوت)) في موضعين من سُورتي الأنبياء والقلم.
أيها المسلمون
أرسل الله نبيه يونس إلى أهل «نينوى» وهي: مدينة كبيرة تقع على نهر دجلة أو قريبة منه، تجاه مدينة الموصل من أرض آشور (في القسم الشمالي من العراق الحديث)، أما الآن فتقع المدينة بأكملها وسط الموصل ، وكان عدد أهل هذه المدينة في ذلك الوقت مئة ألف أو يزيدون. وقال المؤرخون: وكان لأهل نينوى صنم يعبدونه اسمه عشتار. ويعبدون الثور المجنح وهو رمز لحيوان له رأس إنسان وجسم ثور له خمسة أرجل ، فأمر الله نبيه يونس عليه السلام أن يذهب إلى أهل نينوى، ليردهم إلى عبادة الله وحده، وذلك بعد أن دخلت فيهم عبادة الأوثان. قال تعالى: ( وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ) (147) { الصافات}
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( سيدنا يونس عليه السلام )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وكان يونس بن متى عليه السلام نبيا كريما ، راح إلى قومه يعظهم، وينصحهم، ويرشدهم إلى الخير، ويذكرهم بيوم القيامة، ويخوفهم من النار، ويحببهم إلى الجنة، ويأمرهم بالمعروف، ويدعوهم إلى عبادة الله وحده. وظل ذو النون – يونس عليه السلام- ينصح قومه فلم يؤمن منهم أحد. بل كذبوه وتمردوا وأصروا على كفرهم ولم يستجيبوا لدعوته، وبقي يونس عليه الصلاة والسلام بينهم صابرًا على الأذى يدعوهم إلى الإسلام ويذكرهم ويعظهم، ولكنه مع طول مُكثه معهم لم يلق منهم إلا عنادًا وإصرارًا على كفرهم ووجد فيهم آذانا صُما وقلوبًا غلفا. وقيل: أنه أقام فيهم ثلاثًا وثلاثين سنة يدعوهم إلى الإسلام ولم يؤمن به خلال هذه المدة غير رجلين، ولما أصروا على كفرهم وعبادة الأصنام ووقفوا معارضين لدعوة نبي الله يونس عليه السلام وعدهم بالعذاب في يوم معلوم إن لم يتوبوا، وظن أنه بذلك قد أدى الرسالة، وقام بكامل المهمة التي أمره الله بها، ونواصل الحديث عنه في لقاء قادم إن شاء الله
الدعاء