خطبة عن (وصايا استقبال شهر رمضان) مختصرة
فبراير 25, 2024خطبة حول استقبال المسلمين لشهر رمضان (مرحبا شهر رمضان مرحبا)
فبراير 25, 2024الخطبة الأولى ( نستقبل شهر رمضان ) مختصرة
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى:(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (183) البقرة
إخوة الإسلام
أيام قلائل وتستقبل الأمة الإسلامية شهرا كريما مباركا، إنه شهر رمضان، شهر البر والاحسان ،شهر البركات والخيرات، شهر الصيام والقيام، وشهر الرحمة والغفران، وشهر العتق من النيران، ألا فاستقبلوا شهركم بالدعاء، فقد كان السلف الصالح يدعون الله أن يبلغهم رمضان، وأن يتقبله منهم. وفي سنن الترمذي: (أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا رَأَى الْهِلاَلَ قَالَ «اللَّهُمَّ أَهْلِلْهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلاَمِ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ »،
واستقبلوا شهركم: بالحمد والشكر على أن بلغكم شهر رمضان، فقد حرم منه الكثير من الناس ،فلم يبلغوا شهر رمضان، وفي مسند أحمد بسند حسن: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ رَجُلاَنِ مِنْ بَلِىٍّ مِنْ قُضَاعَةَ أَسْلَمَا مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- وَاسْتُشْهِدَ أَحَدُهُمَا وَأُخِّرَ الآخَرُ سَنَةً. قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَأُرِيتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ الْمُؤَخَّرَ مِنْهُمَا أُدْخِلَ قَبْلَ الشَّهِيدِ فَعَجِبْتُ لِذَلِكَ فَأَصْبَحْتُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَوْ ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «أَلَيْسَ قَدْ صَامَ بَعْدَهُ رَمَضَانَ وَصَلَّى سِتَّةَ آلاَفِ رَكْعَةٍ أَوْ كَذَا وَكَذَا رَكْعَةً صَلاَةَ السَّنَةِ»،
واستقبلوا شهركم: بالفرح والابتهاج، فقد كان رسولكم صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بمجيء شهر رمضان :ففي مسند أحمد بسند صحيح: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ «قَدْ جَاءَكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرٌ مُبَارَكٌ افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ يُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَيُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ » ، واستقبلوا شهركم: بعقد العزم الصادق على اغتنامه، وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحات، فمن صدق الله صدقه الله، وأعانه على الطاعة ،ويسر له سبل الخير،
واستقبلوا شهركم: بالعلم والفقه بأحكام الصيام، فيجب على المؤمن أن يعبد الله على علم، ليكون صومه صحيحا مقبولا عند الله، واستقبلوا شهر رمضان: بإخلاص العمل لله تعالى، قال تعالى: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) (110)الكهف ، فالإخلاص روح الطاعات، ومفتاح لقبول الباقيات الصالحات، وسبب لمعونة وتوفيق رب الكائنات، وعلى قدر النية والإخلاص والصدق مع الله تكون معونة الله لعبده المؤمن،
واستقبلوا شهر رمضان: بسلامة الصدر مع المسلمين، فلا شحناء، ولا بغضاء، ولا كراهية لمسلم، قال تعالى: (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (88) ، (89) الشعراء، ونستقبل شهر رمضان: بقيام الليل، واتخاذ ورد يومي من القرآن الكريم، ومحاسبة النفس على تقصيرها، فيُقوم العبد سلوكه ليكون في رمضان على درجة عالية من الإيمان، وأن نكون من أهل الجود والكرم، والبذل والاحسان، ونستقبل شهر رمضان: بالابتعاد عن تضييع أيامه بالنوم، ولياليه بالسهر مع المسلسلات والافلام، فمن كان هذا حاله فلن يستفد من شهر الصيام ،قال الزهري:(إذا دخل رمضان، إنما هو تلاوة القرآن، وإطعام الطعام)، ونستقبل شهر رمضان: بالحرص على افطار الصائمين، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا»رواه الترمذي
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (نستقبل شهر رمضان )
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ونستقبل شهر رمضان: بحفظ اللسان عن القيل والقال، والغيبة والنميمة، ففي صحيح البخاري: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم « مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ) ونستقبله أيضا: بالعمل والجد والاجتهاد، فلا مجال للتكاسل والراحة بحجة الصيام، ونستقبل شهر رمضان: بالتوبة، فها هو باب التوبة قد فتح، فليدخل فيه التائبون، قال الله تعالى :{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى} طه (82)، فشهر رمضان شهر تغسل فيه الحوبات، وتغفر فيه الخطيئات، فلا يمضي هذا الشهر إلا وقد تبدلت الطباع، وتغيرت الأوضاع، وظهر أثر رمضان على سلوك العبد وأخلاقه ومعاملاته ،فالتّوبةُ خضوعٌ وانكسَار، وتذلُّل واستغفارٌ، وابتِعاد عن دواعِي المعصيةِ، ونوازِع الشرِّ، ومجالس الفِتن، وسُبُل الفساد، وأصحابِ السّوء، التوبةُ صفحةٌ بيضاء، وطهر ونقاء، وخشيَة وصفاء، وإشفاق وبكاء، وتضرُّع ونداء، وسؤالٌ ودعاء، وخوفٌ وحياء، التوبة خجَل ووَجل، وعودة ورجوع، وانكسار وخضوع، وندم ونزوع، وإنابةٌ وتدارك، وخوف من المهالك، فالتوبة نجاةٌ من كلّ غمّ، ووقاية من كلّ همّ، وظفَرٌ بكلِّ مطلوب، وسلامةٌ من كلّ مرهوب، بابُها مفتوح، وخيرُها ممنوح، ما لم تغرغِر الروح، قال صلى الله عليه وسلم قال اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: “يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ” [أخرجه مسلم]
الدعاء