خطبة عن (مفهوم النعمة والنقمة) مختصرة
مايو 17, 2022خطبة عن (نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا) مختصرة
مايو 17, 2022الخطبة الأولى (نعلم كثيرا، ونعمل قليلا) مختصرة
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى الترمذي في سننه : (أن أبا هريرة قَالَ : حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَنْزِلُ إِلَى الْعِبَادِ لِيَقْضِىَ بَيْنَهُمْ وَكُلُّ أُمَّةٍ جَاثِيَةٌ فَأَوَّلُ مَنْ يَدْعُو بِهِ رَجُلٌ جَمَعَ الْقُرْآنَ وَرَجُلٌ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْقَارِئِ: أَلَمْ أُعَلِّمْكَ مَا أَنْزَلْتُ عَلَى رَسُولِي؟ قَالَ بَلَى يَا رَبِّ. قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عُلِّمْتَ؟) ،وفي سنن الترمذي: (عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :«لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَا فَعَلَ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَا أَبْلاَهُ)
إخوة الإسلام
كم هي أسئلة عديدة، سوف توجه إليك يوم القيامة، ومن بين هذه الأسئلة كما بينتها الأحاديث السابقة: (مَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عُلِّمْتَ؟ فنحن نعلم كثيرا ولكننا نعمل قليلا، فهل أعددت أخي للسؤال جوابا وهل عملت بما علمت؟ ،هل استجبت لله ورسوله إذ دعاك لما يحييك؟، وهل كنت ممن قالوا سمعنا وأطعنا ؟ ،أم كنت ممن يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم ؟ ،قالت أم الدرداء لرجل: هل عملت بما علمت؟ قال: لا. قالت: فلم تستكثر من حجة الله عليك؟ ، وقال أبو الدرداء: ويل لمن لم يعلم ولم يعمل مرة، وويل لمن علم ولم يعمل سبعين مرة. وقال الفضيل: يُغفر للجاهل سبعون ذنباً. قبل أن يُغفر للعالم ذنب واحد.
أيها المسلمون
مما يحزن القلب، أن يبصر العبد الطريق الموصل لخيري الدنيا والأخرة ، فيضعف عن السير فيه ,ويعلم في نفسه ما ينبغي عليه القيام به لإصلاح ذاته قبل إصلاح غيره ، لكن يجد عندها قصورا وضعفا وخمولا في الهمة, يقول الله تعالى : {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ} [الذاريات: 55] ، فالعبد قد يعلم الداء والدواء ، ولكن يكون عنده ضعف في العمل, فتجده يرسم الطريق لغيره وهو متخلف عنه ,ويعلم المرض وتجده مصاب به, وقد وصف ابن القيم هذا الصنف من الناس بقوله: ” يبصر الحقائق ولا يعمل بموجبها، ويرى المَتَالِف والمَخَاوف والمعاطب ولا يتوَقَّها، فهو فقيهٌ ما لم يحضر العمل، فإذا حضر العمل شارك الجهال في التَّخلف، وفارقهم في العلم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) (2) ،(3) الصف ،ومن الدعاء : ’’اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع’’، وقالوا : (العلم إن لم ينفعك ضرك) وقال الحسن : (العلم علمان :علم في القلب وذلك العلم النافع وعلم في اللسان وذلك حجة الله على ابن آدم) ،وعن أبي الدرداء أنه قال: ( لا تكون عالما حتى تكون متعلما ،ولا تكون بالعلم عالما حتى تكون به عاملا ) ،وعن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : (تعلموا فإذا علمتم فاعملوا).
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( نعلم كثيرا، ونعمل قليلا)
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في مسند أحمد: (عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُمْ كَانُوا يَقْتَرِئُونَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَشَرَ آيَاتٍ فَلاَ يَأْخُذُونَ فِي الْعَشْرِ الأُخْرَى حَتَّى يَعْلَمُوا مَا فِي هَذِهِ مِنَ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ. قَالُوا فَعَلِمْنَا الْعِلْمَ وَالْعَمَلَ). فكما لا تنفع الأموال إلا بإنفاقها، فكذلك لا تنفع العلوم إلا لمن عمل بها، وراعى واجباتها، فلينظر امرؤ لنفسه، وليغتنم وقته، فإن الرحيل قريب، والطريق مخوف، والاغترار غالب، والخطر عظيم، والناقد بصير، والله تعالى بالمرصاد، وإليه المرجع والمعاد، (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) (7) ،(8) الزلزلة، فعلينا أن نعلم جميعا أنّنا مسؤولون أمام الله عما تعلمناه من علم في دار العمل التي ما أنزل العلم فيها إلا من أجل العمل. قال ابن القيم رحمه الله: هلكت جارية في طاعون، ورآها أبوها في المنام فقال لها: أخبريني يا بنية عن الآخرة. قالت: قدمنا علي أمر عظيم فقد كنا نعلم ولا نعمل ووالله لتسبيحة أو ركعة واحدة في صحيفة عملي أحب إليّ من الدنيا وما فيها. كنا نعلم أننا إذا قلنا سبحان الله وبحمده مائة مرة غفر الله لنا ذنوبنا وإن كانت مثل زبد البحر. ولا نقولها. كنا نعلم أن ركعتي الضحي تجزئ عن«٣٦٠ صدقة » ولا نصليها. وكنا نعلم أن من صام يوما في سبيل الله تطوعا باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا. ولم نصم. وكنا نعلم أن من عاد مريضا تبعه سبعون ألف ملك يستغفرون له الله. ولم نفعل ذلك إلا قليلا، وكنا نعلم أن من صلي علي جنازة وتبعها حتي تُدفن فإن له قيراطين من الأجر «القيراط كجبل أُحد» ولم نفعل ذلك إلا نادرا. وكنا نعلم أن من بني لله مسجدا ولو كمفحص قطاة «عش طائر» بني الله له بيتا في الجنة، ولم نساهم في بناء مسجد وكنا نعلم ان الساعي علي الأرملة وأبنائها المساكين كالمجاهد في سبيل الله وكصائم النهار الذي لا يفطر، وكقائم الليل كله ولا ينام ولم نساهم في كفالة احداهن وأبنائها، وكنا نعلم أن من قرأ من القرآن حرفا واحدا فله حسنة والحسنة بعشرة أمثالها .ولم نهتم بقراءة القرآن يوميا ،وكنا نعلم ان الحج المبرور جزاؤه الجنة ويعود الحاج كيوم ولدته أمه «أي بصفحة بيضاء نقية من الذنوب» ولم نحرص علي الحج مع توافر القدرة لدينا. وكنا نعلم أن شرف المؤمن قيامه الليل وأن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم لم يفرطوا في صلاة القيام يوما رغم انشغالهم بكسب العيش وجهادهم في سبيل نشر دين الله وفرطنا نحن في ذلك.. وكنا نعلم أن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور. ولم نستعد لها. وكنا ندفن الموتى ونصلي عليهم ولم نستعد لملاقاة الموت. وكنا نعلم أن العمل عبادة وأن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه لكننا لم نتم أعمالنا ولم نتقنها ورغم معرفتنا بأن كل نفس يقربنا إلي الأجل المحتوم لكننا مازلنا نلهو ونلعب ونضيّع أعمارنا سدي
الدعاء