خطبة عن ( الطريق إلى الجنة سهل ميسور على من يسره الله عليه )
نوفمبر 14, 2020خطبة عن السعي للرزق ( فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ )
نوفمبر 21, 2020الخطبة الأولى ( هلموا نبايع الله ورسوله )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ،فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ ،وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) (10) الفتح
إخوة الإسلام
لقد بايع الصحابة الأطهار الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بدء من بيعة العقبة الأولى ، وبيعة العقبة الثانية ، إلى بيعة الرضوان بالحديبية ، بايعوا الله ورسوله على السمع والطاعة ، وعلى الدفاع عن هذا الدين حتى الموت ، وعقدوا العقد معه ابتغاء جنته ورضوانه، ففي مسند الإمام أحمد : (عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ كُنْتُ فِيمَنْ حَضَرَ الْعَقَبَةَ الأُولَى وَكُنَّا اثْنَىْ عَشَرَ رَجُلاً فَبَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- .. عَلَى أَنْ لاَ نُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلاَ نَسْرِقَ وَلاَ نَزْنِىَ وَلاَ نَقْتُلَ أَوْلاَدَنَا وَلاَ نَأْتِيَ بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِيهِ بَيْنَ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا وَلاَ نَعْصِيَهُ فِي مَعْرُوفٍ )، وفي مسند أحمد : (قال جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلاَمَ نُبَايِعُكَ قَالَ « تُبَايِعُونِي عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي النَّشَاطِ وَالْكَسَلِ وَعَلَى النَّفَقَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ وَعَلَى الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْىِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَعَلَى أَنْ تَقُولُوا فِي اللَّهِ لاَ تَأْخُذُكُمْ فِيهِ لَوْمَةُ لاَئِمٍ .. ».
أيها المسلمون
إن مبايعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ليست قاصرة على هذا الرعيل الأول من الصحابة الكرام ، ولكن ، كل من دخل في هذا الدين، ورضي بالله تعالى ربا ، وبالإسلام دينا ، وبسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا فهو يبايع الله ورسوله ، ومبايعة العبد ربه هي عهد وميثاق ، يترتب عليه التزام السمع والطاعة لله ورسوله فيما أمر ، وفيما نهى، فهذا صهيب بن سنان يبايع ربه على الهجرة ويقدم ثروته -التي كان يدخرها للنوائب -ليفتدي نفسه ويفر إلى الله. وهنا يستقبله النبي صلى الله عليه وسلم مبشراً له بنجاح صفقته فيقول: «رَبحَ البيعُ يا أبا يحيى ، رَبحَ البيعُ » وكررها ثلاثاً ،فعلت الفرحة وجه صهيب، وأنزل الله فيه: «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ» «البقرة:207 »
أيها المسلمون
فتعالوا بنا نبايع الله رسوله، ونعاهد ربنا على هجران المعاصي ، وعدم إيذاء المسلمين. تعالوا بنا نبايع الله على التزام صلاة الجماعة ، والاستجابة لنداء حي على الصلاة حي على الفلاح. تعالوا بنا نبايع الله على أن ننزه أسماعنا وألسنتنا عن الغيبة والنميمة والأغاني الهابطة .تعالوا بنا نبايع الله على أن نطهر بيوعنا وأموالنا عن الربا والصفقات المحرمة. تعالوا نبايع الله ورسوله على العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. تعالوا بنا نبايع الله على إحقاق الحق وإبطال الأباطيل أينما كنا ، وأن نجعل كلمة الله هي العليا . تعالوا بنا نبايع الله على أن نخرج زكاة أموالنا نصيبا لله مفروضا ، ونتصدق مما آتانا الله من فضله ، تعالوا بنا نبايع الله على أن نقبل على القرآن الكريم تلاوة وتدبرا وتعلما، وعملا ونجعله نورا لحياتنا ،ومؤنسا لوحدتنا. تعالوا بنا نبايع الله على أن نتدبر سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم، وأن نجعله أسوتنا وقدوتنا، تعالوا بنا نبايع الله على أن نكون لبنة في رفعة أمة الإسلام، وصلة قوية بينها وبين ماضيها المشرق الوضّاء. تعالوا بنا نبايع الله على أن ننصر ديننا في أنفسنا وأسرتنا وعملنا، ونعمل به وله أينما كنا. تعالوا بنا نبايع الله على أن نتخلق بأخلاق الإسلام، ونتحلّى بقيمه وآدابه في كل أعمالنا. تعالوا بنا نبايع الله على الجهاد في سبيله ، فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” مَنْ سَلَّ سَيْفَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ بَايَعَ اللَّهَ ” ابن مرد ويه
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( هلموا نبايع الله ورسوله )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
إن أمانة التكليف وأمانة حمل الرسالة وأمانة أداء الرسالة وإيصال نور الإسلام إلى ربوع العالم يحتاج من المسلم أن يتعاهد نفسه بتجديد البيعة لله ولرسوله على الإسلام وخدمة كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والذود عن الأمة . فكلنا نحتاج إلى تجديد البيعة ، ونسأل الله الثبات ، قال الله تعالى : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) [الأحزاب: 23]، نعم لقد وَفى صحابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعهودهم، والتزموا مواثيقهم، ولم يكونوا كبني إسرائيل ، الذين نكصوا عهدهم مع الله ، و أصبحت الخيانة والغدر من سماتهم، وأبرز سجاياهم وطباعهم. لقد كان من وفاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن أحدهم يسقط سوطه وهو راكب على دابته، فينزل ليأخذ سوطه ولا يطلب من أحد أن يناوله؛ لأنه بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ألا يسأل الناس شيئًا أعطوه، أو منعوه. هذه هي الطاعة، وهذا هو الوفاء، وبمثل هؤلاء تسعد البشرية وتصل إلى مدارج الرقي وسمو الأخلاق، لقد كان جيلًا قرآنيًّا فذًّا، لم تعرف البشرية جيلًا كذلك الجيل، ولا صفوة كتلك الصفوة ، ولذلك قال الله تعالى فيهم : { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ } [الزمر: 18] .
الدعاء