خطبة حول محبة القرآن وتوقيره ،وحديث ( كُنْتُ فِي سُورَةٍ أَقْرَأُهَا فَلَمْ أُحِبَّ أَنْ أَقْطَعَهَا )
أبريل 20, 2021خطبة عن ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ )
مايو 15, 2021
الخطبة الأولى (وداعا رمضان) 2
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام….. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالي في محكم آياته : ( وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ) آل عمران 140
إخوة الإسلام
نعم. لقد كنا بالأمس القريب نتلقى التهاني بحلول شهر رمضان ، وها نحن اليوم على مشارف وداعه وكلنا حزن على فراقه.. فسبحان مصرف الشهور والأعوام .. سبحان مدبر الليالي والأيام.. سبحان الذي كتب الفناء على كل شيء ..وهو الحي القيوم ..وهو الدائم الذي لا يزول،(الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ) الفرقان 62.. مضى هذا الشهر الكريم، وقد أحسن فيه أناس.. وأساء فيه آخرون.. وهو شاهد لنا أو علينا.. فهو شاهد للصائمين بصيامهم ..وللقائمين بقيامهم .. وللمتصدقين بصدقاتهم ..وللذاكرين الله بذكرهم .. وشاهد على المقصرين بغفلتهم وإعراضهم..هؤلاء الذين حضروه ..ولكنهم لم يقيموا له قدرًا ولا وزنًا.. بل سهروا الليل على الملاهي والمحرمات .. وفرطوا في الفرائض الطاعات .. وضيعوا أثمن الأوقات،.. ألا يعلم كل مفرط في هذا الموسم العظيم ..أنه ربما يأتيه رمضان القادم وهو تحت التراب مدفون.فلاينفع الندم على التفريط بعد فوات الأوان؟! ، قال تعالى (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ).. ونحن لا ندري.. هل سندرك رمضان مرة أخرى،. أم يحول بيننا وبينه هاذم اللذات . ومفرق الجماعات.. إن قلوب الصالحين إلى هذا الشهر تحنّ.. ومن ألم فراقه تئن.. وكيف لا وقد نزلت فيه رحمة رب العلمين؟! ،وكيف لا تدمع على فراقه عيون المحبين وهم لا يعلمون هل يعيشون حتى يحضرونه مرةً أخرى أم لا يعيشون؟!
أيها الموحدون
إن رمضان قد عزم على الرحيل، ولم يبق من ساعاته إلا القليل.. فاغتنموا ما بقي من ساعات هذا الشهر، واجتهدوا رحمكم الله، وارفعوا أكف الضراعة إلى الله، وادعوه مخلصين له الدين؛ لعلكم أن توافقوا ساعة إجابة، فتكون سعادتكم في الدنيا والآخرة. وفي ختام هذا الكريم حق للصائمين أن يقبضوا جوائزهم ،ففي مسند الامام أحمد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وَيُغْفَرُ لَهُمْ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ ». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَهِىَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ قَالَ : « لاَ وَلَكِنَّ الْعَامِلَ إِنَّمَا يُوَفَّى أَجْرَهُ إِذَا قَضَى عَمَلَهُ »
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( وداعا رمضان ) 2
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له .. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
إنكم الآن في ختام الشهر، فمن كان في شهره مسيئا فليتب إلى الله توبة نصوحًا، ويلج باب التوبة ما دام مفتوحا…واعمروا المساجد بالمحافظة على الصلوات وحضور الجمع والجماعات والتزود من النوافل وجميع الطاعات، وتذكروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم: (عَنْ أَبِى أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ – رضى الله عنه – أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ »… فنسأل الله عز وجل أن يتقبل منا جميعًا صيامنا وقيامنا ودعاءنا، وأن يمن علينا بالقبول والمغفرة والعتق من النار بمنّه وكرمه، وأن يجبر كسرنا على فراق شهرنا، ويعيده علينا أعوامًا عديدة، وأزمنة مديدة، وعلى الأمة الإسلامية في حلل العز والنصر والتمكين، إنه خير مسؤول وأكرم مأمول…اللهم اجعلنا عندك من المقبولين، ولا تردنا خائبين، واختم بالصالحات أعمالنا يا رب العالمين.
الدعاء