خطبة عن (كيف نستقبل شهر الصيام؟)
فبراير 25, 2024خطبة عن (نستقبل شهر رمضان) مختصرة
فبراير 25, 2024الخطبة الأولى (وصايا شهر رمضان) مختصرة
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى البخاري في صحيحه: (أن أَبَا هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – «إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ»
إخوة الإسلام
بعد أيام يقبل علينا شهر رمضان، شهر الجود والإحسان، شهر العتق من النيران، شهر النفحات والنسمات، شهرٌ تُفَتَّح فيه أبواب الجنان ،وتُغلَق أبواب النيران، شهرٌ تتزيَّن فيه الجنةُ لعباد الله الصائمين القائمين، فيا لها من نعمة عظيمة؛ أن بلغنا الله شهر رمضان، فهنيئًا لمن وُفِّق لاغتنام هذا الشهر صلاةً، وصيامًا، وقيامًا. وأنبهكم وأذكركم بأغلى وأثمن ثلاث ساعات من أيام رمضان، فلا تُفرِّطوا فيها: الساعة الأولى بعد صلاة الفجر: وهي وقت مبارك؛ قال تعالى: ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ﴾ [ق: 39]. الساعة الثانية ساعة الغروب: وهي ساعة مباركة، اشغلوا فيها أنفسكم بذكر الله والدعاء، ففي صحيح مسلم 🙁قال صلى الله عليه وسلم : لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ).الساعة الثالثة ساعة الأسحار: ساعة المناجاة، ساعة القرب من الله؛ قال تعالى: ﴿ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 18]، أخي الصائم: اغتنم تلك الساعة، وصَلِّ ولو ركعتين، وادْعُ ربَّك وتذلَّل بين يديه. وإذا شعرت بحرارة وتعب وارهاق فتذكَّر بصيامك وعطشك الظمأ يوم القيامة في يوم مقداره خمسون ألف سنة، وتذكَّر حلاوة الأجر، وأخلص في صيامك وصلاتك ودعائك، واحتسب كل طاعة تقوم بها، فلن تُؤجَر إلَّا على ما احتسبت؛ وتذكَّر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدَّمَ من ذنبه) و(مَنْ قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه))؛و (مَنْ قامَ ليلةَ القَدْر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقَدَّم من ذنبه) متفق عليه ،واحرص على صلاة التراويح وإيَّاك أن تملَّ من القيام وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قام مع الإمام حتى ينصرف كُتِب له قيام ليلة)؛ رواه الترمذي
وليكن لك مع القرآن وقفات وتأمُّلات وتلاوات خاشعات؛ فرمضان شهر القرآن؛ قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾[البقرة: 185]، واحرص على الجلوس أكبر وقت ممكن في المسجد، فما دمت في المسجد، فأنت في ضيافة ملك الملوك، وعدَّاد الحسنات يعمل، وعِشْ ليلَكَ بين قيام وتسبيح وذكر، وعِشْ نهارَكَ بين صيام نقيٍّ وحركة دؤوب، وكافِح الكسل. وأكثِرْ من الصَّدَقة في رمضان؛ فأفضل الصَّدَقة في رمضان، ومَنْ فطَّر صائمًا كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيئًا، والصَّدَقة تُطفئ غضب الرب، وكم من صَدَقة إلى مكروب غفر الله بها الذنوب ،وستر بها العيوب، ولا تكثر من الأكل فتُتْعِب نفسك وجيبك وصِحَّتك وتُضيِّع خشوعك ؛فمَنْ أكل كثيرًا شرب كثيرًا، ومن شرب كثيرًا نام كثيرًا، ومَنْ نام كثيرًا فاته خيرٌ كثيرٌ. ولا تُكثِر من النوم في رمضان؛ فإن كثرة النوم تجعلك فقيرًا من الحَسَنات يوم القيامة، واعلم أن مقامك في الدنيا قليل، والمكث في القبور طويل. وقبل أن يصوم بطنك عن الطعام والشراب، لتصُمْ جوارِحُكَ عن الحرام، ليصُمْ قلبُكَ عن الشحناء والبغضاء والحقد، حافظ على عدد (12) ركعة تطوُّع من غير الفريضة؛ ليتم بناء بيت لك في الجنة، كما بشَّر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، ففي حديث أُمِّ حبيبة: (مَنْ صلَّى ثنتَي عشرةَ ركعة في يومِه وليلته بنى الله له بيتًا في الجنَّة) رواه مسلم
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (وصايا شهر رمضان)
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وأوصيكم ألا تنسوا دعاء الافطار: ففي سنن ابي داود : (أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا أَفْطَرَ قَالَ « اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ ». وأوصيك أن تحافظ على ركعات في الثلث الأخير من الليل؛ فهو وقت مبارك تُقضى فيه الحاجات، وتُستجاب فيه الدعوات. ولا تَنْسَ الدُّعاء كل ليلة بأن تكون من المعتوقين من النار، واحذر الغيبة والنميمة والكذب والبهتان فإنها تخرق الصيام، وإن سبك أحد أو أخطأ في حقك فلا ترد عليه فأنت صائم ، ففي الصحيحين: قال صلى الله عليه وسلم :(وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ ، فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ ، أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّى امْرُؤٌ صَائِمٌ) .واستشعر أن رمضان هذا هو آخر رمضان في حياتك فلتصُمْ صيامَ مُودِّع، وتُصلِّي صلاة مُودِّع، وتجتهد فيه اجتهادًا عظيمًا. ولا تحرم نفسك فيه من أجر افطار الصائم ولو بتمرات، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا» رواه الترمذي، والدعاء لمن أفطرت عنده ،ففي سنن ابن ماجة :(أَفْطَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عِنْدَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَقَالَ « أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الأَبْرَارُ وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلاَئِكَةُ». وفي مواطن إجابة الدعاء لا تَنْسَ الدُّعاء للمظلومين والمكروبين والمهمومين من أُمَّة محمد صلى الله عليه وسلم. ولا تنم عن السحور ولو بجرعة ماء أو القليل من الطعام ، ففي الصحيحين: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً». وحافظوا على الصلاة في المسجد في جماعة ففي الصحيحين :(أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « صَلاَةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلاَةَ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» ،وفي صحيح مسلم : (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَدَ نَاسًا فِي بَعْضِ الصَّلَوَاتِ فَقَالَ « لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلاً يُصَلِّى بِالنَّاسِ ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى رِجَالٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنْهَا فَآمُرَ بِهِمْ فَيُحَرِّقُوا عَلَيْهِمْ بِحُزَمِ الْحَطَبِ بُيُوتَهُمْ وَلَوْ عَلِمَ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ يَجِدُ عَظْمًا سَمِينًا لَشَهِدَهَا» . يَعْنِي صَلاَةَ الْعِشَاءِ.
الدعاء