خطبة عن (وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ)
أبريل 14, 2016خطبة عن ( يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ .يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ)
أبريل 14, 2016الخطبة الأولى ( أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى على لسان لقمان: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (17) لقمان
إخوة الإسلام
فالصلاة تكفر بها الذنوب وتغفر بها الخطايا وتمحى بها السيئات ، وفي صحيح مسلم قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – « مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَطَهَّرُ فَيُتِمُّ الطُّهُورَ الَّذِى كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيُصَلِّى هَذِهِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ إِلاَّ كَانَتْ كَفَّارَاتٍ لِمَا بَيْنَهَا ». وفي المعجم الاوسط للطبراني عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم قال (تحترقون تحترقون فإذا صليتم الفجر غسلتها ،ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم الظهر غسلتها ،ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم العصر غسلتها ،ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم المغرب غسلتها ،ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم العشاء غسلتها، ثم تنامون فلا يكتب عليكم شيء حتى تستيقظون )، (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ ) ( وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ) : فبعد ان امر لقمان ابنه بالصلاة أمره أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر : فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على كل مسلم ومسلمة وهومن أسباب الخيرية في امة محمد صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) آل عمران 110، ووصف الله عباده المؤمنين بأنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فقال الله تعالى: (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (112) التوبة، ووصف الله تعالى المنافقين بنقيض ذلك فقال: وقوله الحق: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (67) التوبة، ولعظم منزلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عده بعض العلماء سادس أركان الإسلام. فعن حذيفة رضى الله عنه قال: الإسلام ثمانية أسهم, الإسلام سهم, والصلاة سهم, والزكاة سهم وصوم رمضان سهم والحج سهم والجهاد سهم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سهم. وبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الإيمان يقتضي أن ينكر المنكر, فعن أبى سعيد الخدري رضى الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ ».)) رواه مسلم ، وفي صحيح مسلم (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلاَّ كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ مَا لاَ يُؤْمَرُونَ فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ ». وفي سنن الترمذي بسند حسن (عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْجِهَادِ كَلِمَةَ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ »، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب لمضاعفة الأجر ففي مسند أحمد عن (عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ يَقُولُ أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّ مِنْ أُمَّتِى قَوْماً يُعْطَوْنَ مِثْلَ أُجُورِ أَوَّلِهِمْ فَيُنْكِرُونَ الْمُنْكَرَ »، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باب من أبواب الصدقات, ففي صحيح مسلم : (عَنْ أَبِى ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ « يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلاَمَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْىٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى ». وحين اشتكى طائفة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم أنهم لا يجدون ما ينفقون, كان مما أرشدهم إليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فعَنْ أَبِى ذَرٍّ أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالُوا لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالأُجُورِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّى وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ. قَالَ « أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْىٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ وَفِى بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ » رواه مسلم . والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب من أسباب التمكين للمؤمنين في الأرض ، قال الله تعالى: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [الحج:41] .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
أين نحن الآن من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟؟ هل أمرنا أولادنا وبناتنا بطاعة الله ورسوله؟ هل أمرناهم بالصلاة والصيام وأمرناهم بحسن الخلق؟ هل أمرناهم بحفظ كتاب الله؟ هل أمرناهم باحترام الكبير والعطف على الصغير وصلة الأرحام ورحمة الضعفاء والمساكين؟ وهل أمرنا بناتنا بلبس الحجاب؟ وأمرنا أولادنا بعدم التشبه بالنساء أو مصاحبة اللئام ؟ هل أمرت اولادك بالصدق؟ وهل نهينا عن المنكر ؟ هل نهينا عن معصية الله ورسوله؟ هل نهيت أيها الأب بناتك وزوجتك عن التبرج والسفور وكشف المفاتن والمستور؟ هل نهيتهن عن الخلوة بالرجال الاجانب والاختلاط بالشباب في حفلات الرقص والغناء؟ هل نهيت عن الكذب والغش والخداع؟ هل نهيت عن السباب والشتيمة وفحش القول؟
إخوة الاسلام
إذا أمر المسلمون بالمعروف ونهوا عن المنكر ، عرفنا الحلال من الحرام، ونشأت أجيالنا على المعروف واحبوه، وابتعدوا عن المنكر وكرهوه ،أما اذا ترك المسلمون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقال قائلهم ( وأنا مالي ) فقد أوشك ان يعمهم الله بعذاب من عنده ففي سنن البيهقي وغيره (عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي هُمْ أَكْثَرُ وَأَعَزُّ مِمَّنْ يَعْمَلُ بِهَا ثُمَّ لاَ يُغَيِّرُونَهُ إِلاَّ يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ ». وَفِى حَدِيثِ وَهْبٍ « إِلاَّ عَمَّهُمْ ». (وعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلاَ يُسْتَجَابُ لَكُمْ ». أخرجه الترمذي وحسنه ونواصل الحديث في لقاء آخر إن شاء الله
الدعاء