خطبة عن (لا تُفتنوا بقوة الكافرين وانشغلوا بإصلاح المسلمين)
يوليو 13, 2019خطبة عن حديث (لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ)
يوليو 20, 2019الخطبة الأولى (حديث البطاقة : فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى الترمذي في سننه بسند حسن ، وصححه الألباني : أن (عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِى عَلَى رُءُوسِ الْخَلاَئِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلاًّ كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَقُولُ : أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ فَيَقُولُ لاَ يَا رَبِّ. فَيَقُولُ أَفَلَكَ عُذْرٌ فَيَقُولُ لاَ يَا رَبِّ. فَيَقُولُ بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً فَإِنَّهُ لاَ ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَيَقُولُ احْضُرْ وَزْنَكَ ، فَيَقُولُ يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلاَّتِ فَقَالَ إِنَّكَ لاَ تُظْلَمُ. قَالَ فَتُوضَعُ السِّجِلاَّتُ فِي كِفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ فَطَاشَتِ السِّجِلاَّتُ وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ فَلاَ يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ »
إخوة الإسلام
في هذا الحديث النبوي الشريف، يبين الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته فضل ومنزلة ومكانة كلمة التوحيد : (لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) ،والنطق بالشهادتين ، (أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) ،فكلمة التوحيد (لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ) .هذه الكلمة كانت وصية نبي الله نوح عليه السلام لابنه عند موته ، كما في مسند الإمام أحمد : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ نُوحاً -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لاِبْنِهِ إِنِّي قَاصٌّ عَلَيْكَ الْوَصِيَّةَ آمُرُكَ بِاثْنَتَيْنِ وَأَنْهَاكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ :آمُرُكَ بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ،فَإِنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرْضِينَ السَّبْعَ لَوْ وُضِعَتْ فِي كَفَّةٍ وَوُضِعَتْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فِي كَفَّةٍ رَجَحَتْ بِهِنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَلَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرْضِينَ السَّبْعَ كُنَّ حَلْقَةً مُبْهَمَةً قَصَمَتْهُنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فَإِنَّهَا صَلاَةُ كُلِّ شَيْءٍ وَبِهَا يُرْزَقُ الْخَلْقُ وَأَنْهَاكَ عَنِ الشِّرْكِ وَالْكِبْرِ ». وهذه الكلمة ( لا إله إلا الله ) كانت منحة الله لنبيه موسى عليه السلام ، حين سأل الله أن يخصه بما يدعوه به ، ففي صحيح ابن حبان ، والمستدرك للحاكم بسند صحيح : (عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : قال موسى عليه السلام : يا رب علمني شيئا اذكرك به و أدعوك به قال : يا موسى قل : لا إله إلا الله ، قال : يا رب كل عبادك يقول هذا قال : قل لا إله إلا الله قال : لا إله إلا أنت رب إنما أريد شيئا تخصني به قال : يا موسى لو كان السموات السبع و عامرهن غيري و الأرضيين السبع في كفة و لا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله ) ، ولهذه الكلمة المباركة (لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) قام سوق الجنة والنار ،كما قال العلماء، وسل سيف الجهاد في سبيل الله ، فمن قالها عُصم دمه وماله وحسابه على الله ،كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي خير كلمة يذكر بها الله تبارك وتعالى ، فقد قال صلى الله عليه وسلم :« خَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» أخرجه الترمذي ،وله أيضاً :« أَفْضَلُ الذِّكْرِ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» . وفي صحيح البخاري رحمه الله أنّ أَبَا ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ أَبْيَضُ وَهُوَ نَائِمٌ ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ وَقَدْ اسْتَيْقَظَ ، فَقَالَ : «مَا مِنْ عَبْدٍ قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، ثُمَّ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ» . قُلْتُ : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ؟ قَالَ :«وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ». قُلْتُ : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ؟ قَالَ :« وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ » . قُلْتُ : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ؟ قَالَ :«وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ عَلَى رَغْمِ أَنْفِ أَبِي ذَرٍّ » . ولا يخفى عليكم أنّ دخول الجنة يوم القيامة يكون على أقسام : الأول : دخول الجنة بغير حساب ، ولا سابقة عذاب ( نسأل الله أن يجعلنا منهم ) ، والثاني : دخول الجنة بدون عذاب ، ولكن بعد العرض على الملك الرحيم التواب ، والثالث : دخول الجنة ، بعد أن ينال حظه من العذاب ، ويشفع له الشافعون ، ويأذن له رب العالمين ، ولذا فلا ينبغي لأحد أن يتجرأ على ما حرم الله تعالى ، ومن كان آخر كلامه من الدنيا (لا إله إلا الله) دخل الجنة ، (قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- : « مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ » رواه أحمد وغيره
وحتى ينتفع المسلم بهذه الكلمة (لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) فينبغي عليه أن يتنبه لسبعة أمور : أولها : عليك أن تعلم أنّ معنى لا إله إلا الله أي : لا معبود بحق إلا الله ، فإنّ كثيراً من الآلهة عُبدت بالباطل ، كما قال الله تعالى : (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) (30) لقمان ،والكفر بالآلهة التي تعبد من دون الله ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم :« مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ»[أخرجه مسلم] ، ثانيها : ينبغي أن لا تشك فيما دلت عليه من إفراد الله بالألوهية ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ، لَا يَلْقَى اللَّهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فِيهِمَا إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ» [أخرجه مسلم] . ثالثها : لابد من الإخلاص فيها ، فمن قالها رياءً لم تنفعه ، ففي البخاري (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ . يَبْتَغِى بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ » ، فمفهوم الحديث أنّ من يخلص لم يحرمه الله على النار ، والله أغنى الشركاء عن الشرك والرياء ، ففي صحيح مسلم : (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِى تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ ». رابعها : لابد من الصدق حتى ننتفع بها ، وأن نقولها بصدق ، فمن قالها نفاقاً لم تقبل منه ، قال أنسُ بْنُ مَالِكٍ : كان معاذ رديف النبي صلى الله عليه وسلم فقَالَ :«يَا مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ » . قَالَ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ . قَالَ :«يَا مُعَاذُ » . قَالَ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ . -ثَلَاثًا – قَالَ :«مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ» [أخرجه البخاري] . خامسها : لابد من محبة هذه الكلمة ومحبة ما دلت عليه ، ففي الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم :« ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ : أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ» . سادسها ، وسابعها : ولابد من الانقياد لها ، وقبولها ،
أيها المسلمون
وهذا الحديث لا يعني التواكل وترك العمل، والتفريط في الواجبات ،وارتكاب المحرمات، لأن مثل هذه الأحاديث ليست عامة لكل الناس، بل تدخل تحت مشيئة الله ورحمته، وقد تقتضي مشيئة الله – تعالى- تعذيب صاحب الكبائر من المسلمين ،فيكون قد خسر خسراناً مبيناً بتفريطه في جنب الله – تعالى-. فهذا الرجل داخل تحت مشيئة الله ورحمته، وإلا فكم من أهل الكبائر من يعذب في النار على قدر جرمه، ثم يخرج منها، رغم أنه قال ( لا إله إلا الله ) ففي الصحيحين البخاري ومسلم : (عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ : « يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَفِى قَلْبِهِ وَزْنُ شَعِيرَةٍ مِنْ خَيْرٍ ، وَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَفِى قَلْبِهِ وَزْنُ بُرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ ، وَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَفِى قَلْبِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ »
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (حديث البطاقة : فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
فاحذروا أن يغتر مقصر ،أو مفرط ،أو تائه عن الله – تعالى- بأنه يقول كلمة التوحيد، ثم بعد ذلك لا يضره ما فعل، كما هي أفعال وممارسات كثير من المسلمين في تركهم الصلاة والجمع والجماعات، وفعل المنكرات التي تهتز لها الجبال. يقول ابن القيم – رحمه الله -: (ومعلوم أن كل موحد له مثل هذه البطاقة، وكثير منهم يدخل النار بذنوبه، ولكن السر الذي ثقَّل بطاقة ذلك الرجل، وطاشت لأجله السجلات: لما لم يحصل لغيره من أرباب البطاقات، انفردت بطاقته بالثقل والرزانة). ويقول الشيخ سفر الحوالي شارحاً كلام ابن القيم: أي: لا يقول الواحد منا: هذا حديث عظيم، كلمة لا إله إلا لله ثقلت وطاشت بالسجلات، إذاً: نفعل ما نشاء لأن عندنا ( لا إله إلا الله ) ، فنقول: القضية ليست قضية بطاقة فقط، هناك حقائق وأعمال للقلب، فمن الذي يستطيع أن يدعي أنه مع هذه السجلات لديه من أعمال القلب واليقين ما يجعل البطاقة ترجح؟
أيها المسلمون
ونستفيد من قصة هذا الحديث النبوي الشريف : أولا : أن لا إله إلا الله مفتاح الجنة: فعَنْ أَبِى بَكْرِ بْنِ أَبِى مُوسَى عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- وَمَعِي نَفَرٌ مِنْ قَوْمِي فَقَالَ « أَبْشِرُوا وَبَشِّرُوا مَنْ وَرَاءَكُمْ أَنَّهُ مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ صَادِقاً بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ». فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- نُبَشِّرُ النَّاسَ فَاسْتَقْبَلَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَرَجَعَ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذاً يَتَّكِلَ النَّاسُ. قَالَ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ) [صحيح مسند الإمام أحمد ]. ثانيا : فيه بيان لهول يوم القيامة ، وشدته على الناس . ثالثا : أن الاخلاص والتوحيد ،يكفر الله به الخطايا ،التي هي دون الشرك والكفر . رابعا : إثبات الميزان يوم القيامة، وأن له كفتين ، وأن صحائف أعمال العبد توزن فيه . خامسا : أن هذا الحديث ليس قاعدة مطردة لكل الناس ، فهناك من أهل التوحيد من يعاقب فترة في النار ولكن لا يخلد فيها ، فقد روى البخاري : قال صلى الله عليه وسلم : (حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ عِبَادِهِ ، وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ مِنَ النَّارِ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ ، مِمَّنْ كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، أَمَرَ الْمَلاَئِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوهُمْ ، فَيَعْرِفُونَهُمْ بِعَلاَمَةِ آثَارِ السُّجُودِ ، وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ مِنِ ابْنِ آدَمَ أَثَرَ السُّجُودِ ، فَيُخْرِجُونَهُمْ قَدِ امْتُحِشُوا ، فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءٌ يُقَالُ لَهُ مَاءُ الْحَيَاةِ ، فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ ..) ، سادسا : في الحديث بيان لعظيم رحمة الله تعالى ، وأنّ الله واسع المغفرة .
الدعاء