خطبة حول حديث ( أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ فِي الدِّمَاءِ )
يونيو 21, 2025خطبة عن (وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا)
يونيو 21, 2025الخطبة الأولى (وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ)
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، حمدا يوافي النعم ويكافئ المزيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) (152) البقرة.
إخوة الإسلام
قوله تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ): فذكر الله تعالى هو قوت القلوب، متى فارقها صارت الأجساد لها قبورًا، وذكر الله تعالى هو عمارة ديار المؤمنين، فإذا غفلت عنه صارت بورًا، وهو سلاح المؤمنين، وهو ماؤهم الذي يطفئون به لهب الطريق، وهو دواء أسقامهم، والسبب الواصل بينهم وبين علام الغيوب. وذكر الله تعالى به يستدفع المؤمنون الآفات، ويستكشفون الكربات، وتهون عليهم به المصيبات، إذا أظلَّهم البلاء فإليه ملجؤهم، وإذا نزلت بهم النوازل فإليه مفزعهم، فهو رياض جنتهم التي فيها يتقلبون، وهو ورؤوس أموال سعادتهم التي بها يتجرون، وذكر الله يدع القلب الحزين ضاحكـًا مسرورًا، وهو جلاء القلوب وصقالتها، ودواؤها إذا غشيها اعتلالها، وكلما ازداد الذاكر في ذكره استغراقـًا، ازداد محبة إلى لقائه للمذكور واشتياقـًا، وإذا واطأ في ذكره قلبه للسانه، نسى في جنب ذكره كل شيء ،وحفظ الله عليه كل شيء، وكان له عوضـًا من كل شيء، ذكر الله به يزول الوقر عن الأسماع، والبكم عن الألسنة، وبه تتقشع الظلمة عن الأبصار. وقد زين الله به ألسنة الذاكرين، كما زين بالنور أبصار الناظرين، فاللسان الغافل كالعين العمياء، والأذن الصماء واليد الشلاء. وذكر الله باب الله الأعظم، الذي بينه وبين عبده ما لم يغلقه العبد بغفلته، قال الحسن البصري: “تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة، وفي الذكر، وقراءة القرآن، فإن وجدتم، وإلا فاعلموا أن الباب مغلق.
وذكر الله تعالى يكون باللسان، وبالقلب، ويكون بالجوارح بالعمل الصالح, وأفضله ما تواطأ عليه القلب واللسان, فهو الذكر الذي يثمر معرفة الله ومحبته, وكثرة ثوابه، وفي الحديث القدسي كما في الصحيحين: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِى بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَىَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَىَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً»، ولو لم يكن للذاكرين من شرف إلا أن الله يذكرهم لكفاهم، ويؤخذ من الحديث أن الجزاء من جنس العمل، فذكر العبد لربه يورث ذكرًا للعبد من قِبل ربه وخالقه، وشتان بين ذكر العبد للرب، وبين ذكر الرب للعبد، ولكنه العظيم الكريم الأكرم، الذي من صفاته أنه شكور، والشكور من معانيه: أنه يُجازي على الإحسان إحسانًا، ويُضاعف في الجزاء.
وقوله تعالى: (وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ): فالعبد بين نِعم يتقلب فيها، يحتاج معها إلى شكر، وبين طاعات يوفق إليها، فيحتاج معها إلى شكر، ولذا جاء بعد الأمر بالذكر، الأمر بالشكر، تأكيدًا لهذا المعنى، ومن أعظم الكفر كفر النعمة، وذلك أن يستعمل العبد نعمة الله -تبارك وتعالى- عليه بمعصيته، فمن أنعم الله عليه بالسمع والبصر، فلا يصح بحال من الأحوال أن يستعين بسمعه وبصره على مساخط الله، ومن أنعم الله -تبارك وتعالى- عليه بالمال، فلا يصح أن يستعين بهذا المال على مساخط الله، ومن أنعم الله -تبارك وتعالى- عليه بهذه المراكب والوسائل التي يُستعان بها على الحاجات والمهمات والملمات، فلا يصح أن يستخدم ذلك في مساخط ربه وخالقه -تبارك وتعالى- فهذا من كفر النعمة، والعبد المؤمن بين هاتين الحالتين لا يُفارقهما بحال من الأحوال: (الذكر والشكر)، فهو بين نِعم مُتجددة، وبين ذكر لربه -تبارك وتعالى- وطاعة يتقرب بها إليه، ولهذا كان أنفع الدعاء كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك)، فإذا أُعين الإنسان على ذكر الله -تبارك وتعالى- فيكون مؤديًا للطاعات، وإذا كان يُقابل النِعم بالشُكر، فإنه بذلك يكون في درجة أعلى، فإذا أُعين على حُسن العبادة، يكون قد بلغ مرتبة الإحسان، قال تعالى: {ولَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}، فينبغي لمن وفقوا لعمل الطاعات, أن يشكروا الله على ذلك, ليزيدهم من فضله, وليندفع عنهم الإعجاب, فيشتغلوا بالشكر.
أيها المسلمون
ولذكر الله تعالى فوائد كثيرة، فمن فوائد الذكر: أنه يطرد الشيطان، ويرضى الرحمن عز وجل، وأنه يزيل الهم والغم والحزن، ويجلب للقلب الفرح والسرور ، وذكر الله يقوي القلب والبدن، وينور الوجه والقلب، ويجلب الرزق، ويكسو الذاكر المهابة والنضرة، ويورثه المحبة. ومنها: أن الذكر يورث المراقبة، حتى يدخل العبد في باب الإحسان، فيعبد الله كأنه يراه، ويورثه الإنابة والقرب، فعلى قدر ذكر العبد لربه، يكون قربه منه، وعلى قدر غفلته يكون بعده عنه. وذكر الله يورث حياة القلب، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (الذكر للقلب كالماء للسمك فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء)، والذكر: يورث جلاء القلب من صداه، فكل شيء له صدأ، وصدأ القلب الغفلة والهوى، وجلاؤه بالذكر والتوبة والاستغفار. وبه يحط الله الخطايا ويذهبها، فهو من أعظم الحسنات، والحسنات يذهبن السيئات، ففي الصحيحين: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ. لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلاَّ أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ»، وفيهما: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ «مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ. فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ»
ومن فوائد ذكر الله: أنه سبب لنزول الرحمة والسكينة، فقد روى مسلّم في صحيحه: (عن النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ «لاَ يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ حَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ». وذكر الله سبب لانشغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش والباطل، فمن عَوَّد لسانه ذكر الله، صانه عن الباطل واللغو، ومن يبس لسانه عن ذكر الله تعالى، ترطب بكل باطل ولغو وفحش، والذكر غراس الجنة كما في سنن الترمذي: (عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ. غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الْجَنَّةِ»
ومن فوائد ذكر الله تعالى: أن الله عز وجل يباهي بالذاكرين ملائكته، ففي صحيح مسلم: (أن رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ «مَا أَجْلَسَكُمْ». قَالُوا جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلإِسْلاَمِ وَمَنَّ بِهِ عَلَيْنَا. قَالَ «آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلاَّ ذَاكَ». قَالُوا وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلاَّ ذَاكَ. قَالَ «أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ وَلَكِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلاَئِكَةَ».
ومن فوائد ذكر الله تعالى: أن الذكر يعطي الذاكرة قوة في قلبه وفي بدنه، حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يظن فعله بدونه، ففي الصحيحين: (أَنَّ فَاطِمَةَ – عَلَيْهَا السَّلاَمُ – اشْتَكَتْ مَا تَلْقَى مِنَ الرَّحَى مِمَّا تَطْحَنُ، فَبَلَغَهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – أُتِيَ بِسَبْيٍ، فَأَتَتْهُ تَسْأَلُهُ خَادِمًا فَلَمْ تُوَافِقْهُ، فَذَكَرَتْ لِعَائِشَةَ، فَجَاءَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – فَذَكَرَتْ ذَلِكَ عَائِشَةُ لَهُ، فَأَتَانَا وَقَدْ دَخَلْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْنَا لِنَقُومَ فَقَالَ «عَلَى مَكَانِكُمَا» حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي فَقَالَ «أَلاَ أَدُلُّكُمَا عَلَى خَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَاهُ، إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا فَكَبِّرَا اللَّهَ أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ، وَاحْمَدَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَسَبِّحَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمَا مِمَّا سَأَلْتُمَاهُ»
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ)
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، حمدا يوافي النعم ويكافئ المزيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
وقد ورد في سُنَّة النَّبيّ صلى الله عليه وسلم من أنواع الذكر الكثير، ومنها: في الصحيحين: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ «مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلاَّ أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ» وفي صحيح مسلم: (عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ «مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مِرَارٍ كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ أَرْبَعَةَ أَنْفُسٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ». وفي صحيح مسلم: (عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنِي أَبِى قَالَ كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ». فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ قَالَ «يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ». وفي الصحيحين: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ «مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ. فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ» وفي صحيح مسلم: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ. لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلاَّ أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ». وفي صحيح مسلم: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «لأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ أَحَبُّ إِلَىَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ». وفي الصحيحين: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ»
والاستغفار أيضاً هو من أنواع الذِّكر، وفي سنن أبي داود: (رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «مَنْ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ». وفي الصحيحين: (قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – «أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ لاَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلاَ غَائِبًا، وَلَكِنْ تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا». ثُمَّ أَتَى عَلَىَّ وَأَنَا أَقُولُ فِي نَفْسِي لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ. فَقَالَ «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ قُلْ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ فَإِنَّهَا. كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ». أَوْ قَالَ «أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ هِيَ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ» وفي سنن الترمذي: (عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ « يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ اذْكُرُوا اللَّهَ جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ». قَالَ أُبَيٌّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِي فَقَالَ «مَا شِئْتَ». قَالَ قُلْتُ الرُّبُعَ. قَالَ «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ». قُلْتُ النِّصْفَ. قَالَ «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ». قَالَ قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ. قَالَ «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ». قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلاَتِي كُلَّهَا. قَالَ «إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ».
الدعاء