خطبة عن (الإيمان بالجنة ونعيمها يدفع للعمل)
مارس 20, 2016خطبة عن (سَارِعُوا إِلَى الجَنَّات بفعل الطاعات)
مارس 20, 2016الخطبة الأولى ( الإيمان بالجنة من أهم أركان الإيمان باليوم الآخر)
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ( وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (72) التوبة
إخوة الإسلام
كيف يقدر قدر جنة غرسها الرحمن بيده وجعلها جزاء لأحبابه وملأها برحمته ورضوانه. فإن سألت عن أرضها وتربتها فهي المسك والزعفران. وإن سألت عن سقفها فهو عرش الخالق الرحمن. وإن سألت عن قصورها فمن اللؤلؤ والفضة أو خالص العقيان. وإن سألت عن أشجارها فثمارها كيفما شئت انتزعت بأسهل الإمكان. فواكه شتى تنوعت ألوانها وطعومها وتزينت على الأغصان. وإن سألت عن أنهارها فهاك وصفها من القرآن. قال تعالى: ( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ ) محمد 15، ومن أعظم نعيم أهل الجنة ، المتعة بالنظر إلى وجه الله تعالى الكريم وسماع كلامه العظيم ، قال تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) القيامة 22 ، 23 وفي الصحيحين (عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ – رضى الله عنه – أَنَّ أُنَاسًا فِي زَمَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « نَعَمْ ، هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ بِالظَّهِيرَةِ ، ضَوْءٌ لَيْسَ فِيهَا سَحَابٌ » . قَالُوا لاَ . قَالَ « وَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، ضَوْءٌ لَيْسَ فِيهَا سَحَابٌ » . قَالُوا لاَ . قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « مَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، إِلاَّ كَمَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ أَحَدِهِمَا )
أيها المسلمون:
إن الإيمان بالجنة وما أعد الله فيها لأوليائه من أهم أركان الإيمان باليوم الآخر، فقد أكثر الله عز وجل من وصفها وذكر كرامة أهلها لما لذلك من تأثير على النفوس عظيم، فللإيمان بالجنة أهمية كبيرة وآثار عظيمة، فمن الأسباب التي تجعل الإيمان بالجنة ركنا هاما في حياة المسلم كثرة ذكر الجنة، ورسوخ الإيمان بها في القلب حافز هام لعزيمة المسلم ليندفع إلى الطاعة والعبادة، ولك أن تقارن بين رجلين: الأول يعرف أوصاف الجنة وأنواع النعيم بها والآخر لا يعرف عن الجنة التي أعدها الله تعالى للمتقين شيئا، فهل سيكون حالهما واحداً في عبادة الله عز وجل؟ كلا إن الأول لمعرفته بأوصاف الجنة ولإيمانه الراسخ بنعيمها سيندفع إلى العبادة والطاعة شوقا إليها. قال ابن القيم: ( وإذا خلا القلب من ملاحظة الجنة والنار ،ورجاء هذه والهروب من هذه ،فترت عزائمه ،وضعفت همته ،ووهن باعثه، وكلما كان أشد طلبا للجنة وعملا لها ، كان الباعث للطاعة أقوى، والهمة أشد، والسعي أتم، وفي صحيح البخاري عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (إِنَّمَا نَزَلَ أَوَّلَ مَا نَزَلَ مِنْهُ سُورَةٌ مِنَ الْمُفَصَّلِ فِيهَا ذِكْرُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ حَتَّى إِذَا ثَابَ النَّاسُ إِلَى الإِسْلاَمِ نَزَلَ الْحَلاَلُ وَالْحَرَامُ )
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( الإيمان بالجنة من أهم أركان الإيمان باليوم الآخر)
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
بل إن سيدنا إبراهيم عليه السلام يحرض أمة محمد صلى الله عليه وسلم ويحثها على الذكر لأنه غراس الجنة ففي سنن الترمذي (عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِىَ بِي فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّى السَّلاَمَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ الْمَاءِ وَأَنَّهَا قِيعَانٌ وَأَنَّ غِرَاسَهَا سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ » ، ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يبعث الهمم ويشحذ النفوس ويرغبها في الجهاد لم يزد على أن يقول: قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض كما في غزوة بدر، فتمتلئ نفوس المسلمين بشجاعة خارقة للعادة وشوقا غريبا للجنة واستهانة نادرة بالحياة حتى كأن الجنة أمامهم يرونها رأي العين، فلا تنشغل نفوسهم إلا بنعيمها ولا يفكرون إلا في الوصول إليها.وقد روى مسلم في صحيحه (فَدَنَا الْمُشْرِكُونَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ ». قَالَ يَقُولُ عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ الأَنْصَارِيُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَنَّةٌ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ قَالَ « نَعَمْ ». قَالَ بَخٍ بَخٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا يَحْمِلُكَ عَلَى قَوْلِكَ بَخٍ بَخٍ ».قَالَ لاَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلاَّ رَجَاءَةَ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِهَا. قَالَ « فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَا ». فَأَخْرَجَ تَمَرَاتٍ مِنْ قَرْنِهِ فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهُنَّ ثُمَّ قَالَ لَئِنْ أَنَا حَيِيتُ حَتَّى آكُلَ تَمَرَاتِي هَذِهِ إِنَّهَا لَحَيَاةٌ طَوِيلَةٌ – قَالَ – فَرَمَى بِمَا كَانَ مَعَهُ مِنَ التَّمْرِ. ثُمَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ. )، فقد أعد الله جنته للمتقين ، فما هي صفاتهم وأخلاقهم ؟ ذلك موضوع اللقاء القادم إن شاء الله
الدعاء